الأحد، 17 فبراير 2019

أميركا تقترب من الموافقة على برنامج نووي سعودي

واشنطن - من حسين عبدالحسين

بعد اللقاء المغلق الذي عقده الرئيس دونالد ترامب في البيت الابيض مع كبار المسؤولين عن الصناعات النووية في الولايات المتحدة، الاسبوع الماضي، قالت مصادر متابعة للقاء ان الحاضرين توافقوا على انه لا ضير في «بيع المملكة العربية السعودية برنامجا نوويا حديثا»، بتكلفة قد تصل الى 80 مليار دولار.
والنقاش حول قيام أميركا ببيع السعودية برنامجاً نووياً سلمياً مندلع منذ اكثر من عامين. وكان من ابرز دلائل تقدم اهمية هذا الملف هو انه، في المرات التي استقبل فيها ترامب كبار المسؤولين السعوديين، وفي طليعتهم ولي العهد الامير محمد بن سلمان، جلس الى جانب ترامب نائب الرئيس مايك بنس، يليه فورا وزير الطاقة الاميركي ريك بيري.
وبيري هو المسؤول عن المنشآت النووية للحكومة الفيديرالية الاميركية، وهو سبق ان زار السعودية - قبل اسابيع- للتباحث في امكانية مساعدة الولايات المتحدة للمملكة بتوليد الطاقة نوويا.
ويرى خبراء أميركيون ان الموضوع النووي شائك، وغالبا بسبب امكانية استخدام اي برنامج سلمي لاهداف عسكرية، وهو الأمر الذي أثار المجتمع الدولي ضد ايران، على مدى العقد الماضي، ودفعه الى فرض عقوبات دولية قاسية عليها، لم يتم التوصل الى رفعها الا بعد التوصل لاتفاقية نووية معها، وهي اتفاقية قضت بفرض مراقبة وضوابط دولية تمنع طهران من ولوج المسار العسكري من دون ان يتنبه المجتمع الدولي لذلك بوقت مبكر يسمح باتخاذ اجراءات لوقفها.
الآلية المستخدمة لمراقبة البرنامج الايراني هي آلية تنقضي مفاعيلها بعد عقد من الزمن، وهو ما دفع ترامب للانسحاب من الاتفاقية. الآلية نفسها، حسب المصادر الاميركية، يمكن تطبيقها على البرنامج السعودي المزمع انشاؤه.
أما بالنسبة الى كون البرنامج النووي السعودي يمثل ردعا للايرانيين، فيفضل مسؤولون أميركيون تحدثت اليهم «الراي» ان يحصر الموضوع النووي السعودي باستخداماته السلمية والعلمية والا يطرح من زاوية الردع، والسبب «انه في منطقة صغيرة المساحة مثل الشرق الاوسط، يستحيل اقامة ردع نووي». لان ضيق المساحة يعني انعدام الوقت ما يلغي مبدأ «الدمار المتبادل» وتاليا يسقط مبدأ «الردع».
في الحالة السعودية، تبدي اسرائيل قلقها كذلك من تهديد نووي سعودي ضدها، وهو ما قد يحمل الاسرائيليين على اقناع واشنطن بالامتناع عن تزويد الرياض ببرنامج نووي سلمي لتوليد الطاقة. لكن مسؤولين اميركيين يرون انه «مع ضمانات امنية مناسبة ومراقبة اميركية متواصلة على البرنامج السعودي، يمكن اقناع الاسرائيليين بأنه في أيدٍ أمينة، ولا يهدد وجود الدولة العبرية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق