الاثنين، 6 أبريل 2020

أميركا تتوقع أسبوعاً بحجم بيرل هاربر و11 سبتمبر

واشنطن - من حسين عبدالحسين

توقع وزير الصحة الأميركي جيروم آدامز، أن يكون هذا الأسبوع عصيباً على الأميركيين، وأن يبلغ عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد ذروته، وأن يشكل منعطفاً تاريخياً على غرار الهجوم الياباني على بيرل هاربر إبان الحرب العالمية الثانية وهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، «إلا أنّه لن يكون في مكان واحد»، بحسب قوله.
واقتصادياً، يستعد الكونغرس لإقرار رزمة جديدة من المحفزّات الاقتصادية، هي الرابعة من نوعها، من المتوقع ان تبلغ قيمتها نحو تريليون ونصف التريليون دولار، منها تريليون لأعمال صيانة البنية التحتية، ونصف التريليون لتمويل الدفعة الثانية من رواتب المواطنين أثناء فترة الانعزال الاجتماعي والإغلاق العام. 
وفي حال أقرّ الكونغرس الرزمة الجديدة، ستقارب كمية الأموال التي ضختها الدولة الأميركية في اقتصادها لتفادي وقوعه في ركود قرابة أربعة تريليونات دولار، أو ما يوازي الناتج المحلي لألمانيا بأكمله. 
يضاف الى الإنفاق الحكومي الكمية النقدية التي يضخها المصرف المركزي، على شكل شراء ديون وإعادة شراء سندات خزينة الدولة وتزويد مصارف أوروبا باحتياطات نقدية، والتي يقدر الخبراء بأنها قاربت ثمانية تريليونات، فيصبح إجمالي إنفاق حكومة الولايات المتحدة للتصدي للمضاعفات الاقتصادية الناجمة عن تفشي الوباء نحو 12 تريليون دولار، وهو ما يعادل حجم اقتصاد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد اقتصاد أميركا، الذي يبلغ 20 تريليوناً.
لكن الأموال التي رصدتها الإدارة للمساعدة الاقتصادية تتخطى قدرة كل الأجهزة على إنفاقها. وستقوم دائرة الضرائب بإيداع 1200 دولار لكل أميركي راشد في حسابه المصرفي، و500 دولار لكل قاصر. أما من لا تملك الحكومة أرقام حساباتهم المصرفية، فستقوم بإرسال شيكات إليهم بالبريد.
وسمعت «الراي» من مسؤولين في وزارة الخزانة، أن الوزارة طلبت من كل موظفيها التفرّغ لعملية توزيع الأموال على الأميركيين، وأنها تصدر حالياً خمسة ملايين شيك كل أسبوع، وتسعى لمضاعفة هذا العدد في الأسابيع القليلة المقبلة. 
وقال المسؤولون في وزارة الخزانة إنه حتى يوم أمس، أنفقت الحكومة 350 مليار دولار على شكل عطاءات وقروض ميسرة للأعمال الصغير والمتوسطة لحمل هذه الأعمال على مواصلة تسديد مرتبات موظفيها أثناء فترة الإقفال، كما لتسديد إيجاراتها والمصاريف الأخرى، في وقت هذه الأعمال مقفلة ولا تجني أي عائدات.
على أن البيت الأبيض لم يشارك آدامز تشاؤمه، ولفت نائب الرئيس مايك بنس الى أن بعض الأرقام في الولايات بدأت تتحسن، وإن بشكل طفيف، وهو ما يشي بأن الأزمة قد لا تطول الى الحد الذي كانت الإدارة تعتقده. 
وفي مؤتمره الصحافي اليومي، وقف الرئيس دونالد ترامب يعدد أطنان المستلزمات الطبية التي استوردتها الحكومة من كل أرجاء العالم، وعدد الفحوصات ونتائجها. 
ودعا الأطباء، على عكس نصيحة الخبراء، الى استخدام دواء «هيدروكسيكلوروكوين»، قائلاً «ما الذي لديكم لتخسرونه؟ جرّبوا هذا الدواء. أنا لست طبيباً ولكنني أتمتع بالمنطق، لذا أرسلناه الى عموم البلاد». 
وقال الرئيس الأميركي إن إدارته تسعى إلى إبقاء عدد الوفيات تحت الحد الأدنى الذي توقعته، أي مئة ألف، معتبراً أن هذه ليست أرقاما، بل حياة أشخاص، ولذا ستعمل إدارته ما بوسعها لإنقاذ أكبر عدد ممكن. 
لكنه أكد في المقابل، أن «في الأيام المقبلة، ستتحمّل أميركا ذروة هذا الوباء الفظيع. مقاتلونا في معركة الحياة أو الموت هذه هم أطباء وممرضون وعاملون صحيون في الصفوف الأولى مذهلون».
وأشار من جهته، مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، إلى أن معدّل الوفيات «بصدد الاستقرار». وأقرّ بأن هذا الأسبوع «سيكون أسبوعاً سيئاً»، مضيفاً «نواجه صعوبة في السيطرة» على الوباء.
وانخفاض عدد الوفيات الأحد، جعله يأمل في أن تكون البلاد قد «صارت قريبة من الذروة» حتى لو أنه «من المبكر» استخلاص النتائج.
وسجّلت البلاد 340 ألف إصابة، بينها نحو 10 آلاف وفاة، حتى مساء أمس.
وقالت الدكتورة ديبرا بيركس، رئيسة الخبراء في لجنة مكافحة الوباء، إن الوضع في إيطاليا وإسبانيا يبعث على الأمل، و«نحن نراقب الأوضاع يومياً، ورأينا بعض الانخفاض في نسبة الفحوصات الإيجابية في نيويورك، من أكثر من 45 في المئة الى 36 في المئة». 
وتلي نيويورك في عدد الإصابات الجديدة، بالتوالي ولايات نيوجرسي، لويزيانا، ماساشوستس، كونيتيكت، ثم ميشيغن. 
وكان لافتاً أن واشنطن العاصمة صعدت الى صدارة المناطق التي تعاني من التفشي، بعد ميشيغن، وحلّت بعد مدينة واشنطن (في الشمال الشرقي) في عدد الإصابات الجديدة، ولاية واشنطن (في الشمال الغربي).
أما بنس، فقال إن الإدارة عزّزت عديد الطاقم الطبي في مدينة نيويورك المنكوبة بارسالها 840 طبيباً من الجيش. 
وأضاف أنه بالاستناد الى كل حكام الولايات ممن تحدث معهم، يبدو أن معظمهم وصلت ولاياتهم الى مرحلة الذروة، وهو ما يعني أن أرقام الإصابات الجديدة ستبدأ بالتراجع في المستقبل القريب.
ولفت بنس الى أن الاستقرار الذي بدأت تتمتع به ولايتا واشنطن وكاليفورنيا، سمح لهما بإعادة أكثر من ألف جهاز تنفس اصطناعي الى المخزون الفيديرالي الاستراتيجي حتى يتم استخدامها في ولايات بحاجة أكبر إليها.
وختم نائب الرئيس: «لذا باسم الرئيس وباسمنا جميعاً، شكراً لكم لأنكم تستمعون الى توصياتنا، وبسبب ذلك، هناك ضوء في آخر النفق، وسنتخطى هذه الأزمة، وسنتخطاها بوقت أسرع بكثير مما كنا نعتقد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق