واشنطن - من حسين عبد الحسين
المذكرة التي سربتها اوساط في وزارة الدفاع الى صحيفة «نيويورك تايمز» مطلع هذا الاسبوع، والتي كشفت تحذيرا وجهه وزير الدفاع روبرت غيتس الى البيت الابيض، من مغبة غياب خطة اميركية للتعاطي مع الملف النووي الايراني، كشفت ايضا خوفا ضمنيا لدى واشنطن من امكانية توجيه اسرائيل ضربة لايران.
وتعتبر مصادر مطلعة، ان «مذكرة غيتس ترتبط بالتصعيد بين اسرائيل ولبنان، على خلفية تمرير سورية لصواريخ باليستية الى حزب الله».
ان «فتيل التوتر الوحيد حاليا في المنطقة»، يقول مسؤول اميركي رفيع المستوى، «هو سعي ايران الى انتاج اسلحة نووية». كل «الصراعات الاخرى في الشرق الاوسط، ترتبط بالمواجهة الضمنية بين ايران واسرائيل، التي تعتبر ان العالم بمن فيه حليفتها الاساسية الولايات المتحدة تخلى عنها، في مواجهة ما تعتبره خطرا وجوديا يتهددها اذا ما توصلت ايران الى انتاج القنبلة».
وتلفت المصادر الى ان اهم ما ورد في مذكرة غيتس كان مطالبته بوضع استراتيجية اميركية لمواجهة الملف النووي الايراني كي «لا يكون هناك اي ارتباك لدى حلفائنا واعدائنا»، وكي ترسل الاستعدادات الاميركية رسالة واضحة مفادها بأن «الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة اي شيء قد يطرأ (في الملف النووي الايراني) للدفاع عن مصالحها».
مصادر عربية رفيعة المستوى، زارت العاصمة الاميركية اخيرا، ابدت خشيتها من «امكانية اندلاع حرب بين اسرائيل وحزب الله»، قبل ان تظهر تقارير ترجح تمرير سورية لصواريخ «سكود د» الى الحزب اللبناني. وتقول ان لديها «معلومات» تشير الى ان الاثنين، اسرائيل وايران، تحتاجان الى حرب في لبنان.
اسرائيل، حسب المصادر العربية، «تعتبر ان في حال فشل العالم في منع ايران من حيازة تكنولوجيا عسكرية نووية، وفي حال اضطرت تل ابيب الى توجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية، فإن الشرط السابق لاي ضربة سيكون التخلص من قدرات حزب الله، الذي كرر مسؤولوه ضمنيا نيتهم الرد على ضربات تطاول ايران».
اما ايران، تضيف المصادر، «فتشعر بنوع من العزلة الدولية المتنامية، مع اقتراب روسيا والصين من الموقف الاميركي، وتشعر بضرورة شغل انتباه العالم وكسب الوقت». وتضيف: «لا شك ان حربا في لبنان تسرق الاضواء بعيدا عن ملف ايران النووي... اما اذا ما فشلت اسرائيل في القضاء على قدرات حزب الله، فان ذلك سيعيقها اكثر فاكثر ويبعد خطر احتمال توجيه ضربة اسرائيلية الى ايران».
وسألت «الراي» المصادر العربية عن موقع سورية، التي بدا انها رأس الحربة في المواجهة مع اسرائيل اثر ازمة «السكود»، فاجابت: «دمشق لا تملك قرارها، وقرار تمرير الصواريخ الى حزب الله ليس بيدها انما بيد طهران، ولكن سورية تحاول الايحاء عكس ذلك، مع رغبة لدى القيادة السورية في تقديم وعود في الشأن اللبناني للمقايضة على ملفات اخرى عالقة بين سورية والمجتمع الدولي».
واستدركت: «لكن يبدو ان المجتمع الدولي صار مقتنعا ان لا جدوى في محاباة سورية لابعادها عن ايران فهي لم تف بأي من الوعود التي قطعتها على مدى عام ونصف العام المنصرم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق