حسين عبد الحسين
المجلة
تقول الروايات المتواترة من داخل الكونغرس انه اثناء احدى الجلسات المغلقة التي كان خلالها مسؤولون كبار في ادارة الرئيس باراك اوباما يتحدثون حول آخر المستجدات في المواجهة مع ايران، بادر احد اعضاء مجلس الشيوخ الى القول: “باختصار يا سادة، الرجاء قولوا لنا، في مواجهتنا مع ايران، من يغلب من؟”
هذا السؤال لخص التضارب في التقارير الاميركية حول وضع المواجهة مع ايران، اذ هي تتراوح بين من يقول ان ايران ستكون قادرة على انتاج قنبلة نووية في اقل من عام، وانها تستخدم المفاوضات مع مجموعة “الخمسة زائد واحد” لتضييع الوقت، وفي تقارير اخرى ان ايران مازالت بعيدة جدا عن اقتناء اي سلاح نووي، وانه مازال بامكان واشنطن ردعها عن ذلك بتوجيه ضربة عسكرية مركزة ضد المنشآت النووية الايرانية.
ما هوا اكيد داخل واشنطن ان الادارة الاميركية تعتبر نفسها نجحت في بناء تحالف دولي متماسك في مواجهة الطموح النووي الايراني. هذا التماسك يفرض على اوباما محاولة الابتعاد عن توجيه ضربة عسكرية ضد ايران، قدر المستطاع، اذ يعتقد الرئيس الاميركي، حسبما ورد مرارا على لسان مصمم سياسة واشنطن تجاه ايران المستشار الرئاسي السابق دينيس روس، ان من شأن توجيه ضربة اميركية منفردة ان تعطل التحالف الدولي وتضعضع العقوبات الدولية التي تم التوصل اليها حتى الآن والتي، بحسب مسؤولي اوباما، صارت تؤثر سلبا في الاقتصاد الايراني.
لذلك، تعتقد واشنطن ان المفاوضات ليست في مصلحة طهران، على ما يحلو للكثيرين تصويره، بل هي ضد مصلحة الايرانيين. ويقول مسؤول اميركي ان المفاوض الايراني هو مثل قصة الدمية الخشبية “بينوكيو” التي كان يزداد انفها طولا مع كل كذبة تطلقها. “في كل مرة يأتي الايرانيون الى المفاوضات، تتضح عدم جديتهم اكثر فأكثر ويصبح تشديد القبضة على عنقهم اقوى، من ضمن ذلك العقوبات، وربما في مرحلة لاحقة ضربة عسكرية بمباركة دولية شاملة”.
على ان وجهة نظر الادارة الاميركية، التي تظهر الولايات المتحدة متقدمة في المواجهة ضد ايران، لا يمكن تأكيدها، خصوصا وان طهران تبدو اكثر ثقة وتمارس استفزازات اكبر في المنطقة وضد دول العالم.
الاستماع الى تصريحات المسؤولين الايرانيين، المتناقضة اصلا، لا تشي كذلك بأي معلومات مفيدة، فالمفاوض الايراني سعيد جليلي يقول ان “ايقاف” بلاده لصادراتها النفطية الى اوروبا ادى الى تراجع الاقتصادات الاوروبية، فيما يقول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في تصريح مختلف وفي وقت سابق، ان مخزون ايران من العملات الاجنبية لن ينفد قبل سنتين، اي انه سينفد بعد ذلك التاريخ، والسؤال هو، ان كانت ايران تعتمد على مخزونها المحدود من العملات الاجنبية الضرورية لاقتصادها، لماذا “اوقفت” صادراتها النفطية الى دول اوروبية؟
اما الاجابة الارجح فهي ان الدول الاوربية قررت مقاطعة النفط الايراني، ولكن امهلت نفسها بعض الاشهر حتى انتهاء صلاحية العقود الموقعة مع طهران، فقامت طهران، في محاولة لحفظ ماء الوجه، بوقف صادراتها الى اوروبا للايحاء بانها هي التي مازالت تمسك بزمام المبادرة.
بعد جولة المفاوضات الاخيرة في اسطنبول يوم السبت الماضي، خرج المسؤولون من الطرفين، الايراني والدولي، يتحدثون عن ايجابية المفاوضات، مع العلم ان التقارير الواردة من تركيا تظهر بأن المفاوضات لم تعد كونها اكثر من ثلاث جلسات دردشة، تمهيدا لجلسات دردشة مشابهة تم الاتفاق على عقدها في بغداد في 23 مايو المقبل.
من يغلب من في المواجهة بين العالم وايران؟ الاجابة مازالت غامضة ويعزز غموضها تناقض التصريحات العالمية والاميركية والايرانية. وحتى تظهر المزيد من المعلومات، ستبقى الاجابة حول الجهة الغالبة في المواجهة العالمية ضد ايران موضوع أخذ ورد، وسيقى سؤال السناتور الاميركي، وكثيرين غيره في اميركا وحول العالم، من دون اي احابة.
لكن في هذه الاثناء، ربما يستفيق العالم يوما على حكام طهران وهم يلوحون بصواريخهم النووية الجاهزة للاطلاق، وربما تتسلل القاذفات الاميركية تحت جنح الظلام وتحول المنشآت النووية، وبعض منشآت “الحرس الثوري الايراني” كذلك، الى ركام.
تقول الروايات المتواترة من داخل الكونغرس انه اثناء احدى الجلسات المغلقة التي كان خلالها مسؤولون كبار في ادارة الرئيس باراك اوباما يتحدثون حول آخر المستجدات في المواجهة مع ايران، بادر احد اعضاء مجلس الشيوخ الى القول: “باختصار يا سادة، الرجاء قولوا لنا، في مواجهتنا مع ايران، من يغلب من؟”
هذا السؤال لخص التضارب في التقارير الاميركية حول وضع المواجهة مع ايران، اذ هي تتراوح بين من يقول ان ايران ستكون قادرة على انتاج قنبلة نووية في اقل من عام، وانها تستخدم المفاوضات مع مجموعة “الخمسة زائد واحد” لتضييع الوقت، وفي تقارير اخرى ان ايران مازالت بعيدة جدا عن اقتناء اي سلاح نووي، وانه مازال بامكان واشنطن ردعها عن ذلك بتوجيه ضربة عسكرية مركزة ضد المنشآت النووية الايرانية.
ما هوا اكيد داخل واشنطن ان الادارة الاميركية تعتبر نفسها نجحت في بناء تحالف دولي متماسك في مواجهة الطموح النووي الايراني. هذا التماسك يفرض على اوباما محاولة الابتعاد عن توجيه ضربة عسكرية ضد ايران، قدر المستطاع، اذ يعتقد الرئيس الاميركي، حسبما ورد مرارا على لسان مصمم سياسة واشنطن تجاه ايران المستشار الرئاسي السابق دينيس روس، ان من شأن توجيه ضربة اميركية منفردة ان تعطل التحالف الدولي وتضعضع العقوبات الدولية التي تم التوصل اليها حتى الآن والتي، بحسب مسؤولي اوباما، صارت تؤثر سلبا في الاقتصاد الايراني.
لذلك، تعتقد واشنطن ان المفاوضات ليست في مصلحة طهران، على ما يحلو للكثيرين تصويره، بل هي ضد مصلحة الايرانيين. ويقول مسؤول اميركي ان المفاوض الايراني هو مثل قصة الدمية الخشبية “بينوكيو” التي كان يزداد انفها طولا مع كل كذبة تطلقها. “في كل مرة يأتي الايرانيون الى المفاوضات، تتضح عدم جديتهم اكثر فأكثر ويصبح تشديد القبضة على عنقهم اقوى، من ضمن ذلك العقوبات، وربما في مرحلة لاحقة ضربة عسكرية بمباركة دولية شاملة”.
على ان وجهة نظر الادارة الاميركية، التي تظهر الولايات المتحدة متقدمة في المواجهة ضد ايران، لا يمكن تأكيدها، خصوصا وان طهران تبدو اكثر ثقة وتمارس استفزازات اكبر في المنطقة وضد دول العالم.
الاستماع الى تصريحات المسؤولين الايرانيين، المتناقضة اصلا، لا تشي كذلك بأي معلومات مفيدة، فالمفاوض الايراني سعيد جليلي يقول ان “ايقاف” بلاده لصادراتها النفطية الى اوروبا ادى الى تراجع الاقتصادات الاوروبية، فيما يقول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في تصريح مختلف وفي وقت سابق، ان مخزون ايران من العملات الاجنبية لن ينفد قبل سنتين، اي انه سينفد بعد ذلك التاريخ، والسؤال هو، ان كانت ايران تعتمد على مخزونها المحدود من العملات الاجنبية الضرورية لاقتصادها، لماذا “اوقفت” صادراتها النفطية الى دول اوروبية؟
اما الاجابة الارجح فهي ان الدول الاوربية قررت مقاطعة النفط الايراني، ولكن امهلت نفسها بعض الاشهر حتى انتهاء صلاحية العقود الموقعة مع طهران، فقامت طهران، في محاولة لحفظ ماء الوجه، بوقف صادراتها الى اوروبا للايحاء بانها هي التي مازالت تمسك بزمام المبادرة.
بعد جولة المفاوضات الاخيرة في اسطنبول يوم السبت الماضي، خرج المسؤولون من الطرفين، الايراني والدولي، يتحدثون عن ايجابية المفاوضات، مع العلم ان التقارير الواردة من تركيا تظهر بأن المفاوضات لم تعد كونها اكثر من ثلاث جلسات دردشة، تمهيدا لجلسات دردشة مشابهة تم الاتفاق على عقدها في بغداد في 23 مايو المقبل.
من يغلب من في المواجهة بين العالم وايران؟ الاجابة مازالت غامضة ويعزز غموضها تناقض التصريحات العالمية والاميركية والايرانية. وحتى تظهر المزيد من المعلومات، ستبقى الاجابة حول الجهة الغالبة في المواجهة العالمية ضد ايران موضوع أخذ ورد، وسيقى سؤال السناتور الاميركي، وكثيرين غيره في اميركا وحول العالم، من دون اي احابة.
لكن في هذه الاثناء، ربما يستفيق العالم يوما على حكام طهران وهم يلوحون بصواريخهم النووية الجاهزة للاطلاق، وربما تتسلل القاذفات الاميركية تحت جنح الظلام وتحول المنشآت النووية، وبعض منشآت “الحرس الثوري الايراني” كذلك، الى ركام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق