| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
مع انتقال الغالبية في الكونغرس الى ايدي الحزب الجمهوري، ومع تسلم أمثال السناتور جون ماكين زعامة لجنة مثل الشؤون المسلحة، انفجرت الأمور بين الجمهوريين والديموقراطيين حول قيام إدارة الرئيس باراك أوباما بتزويد بغداد بالسلاح، اذ يعتقدون ان الدعم الاميركي يصل الى ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية العراقية.
وكان الكونغرس قد أقر، في نوفمبر، تسليح الحكومة العراقية بمبلغ مليار و200 مليون دولار.
ويتهم الجمهوريون الميليشيات الشيعية، التي تعمل بإشراف قائد «فيلق القدس» التابع للـ «الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني، بقتل عدد من الجنود الاميركيين اثناء الاحتلال الأميركي للعراق بين 2003 و2011.
وتقول التقارير في العاصمة الأميركية انه في احدى الجلسات المغلقة، برر المسؤولون في إدارة الرئيس أوباما وصول عتاد الى ايدي هذه الميليشيات بالقول ان لا سبيل لديهم لحصر السلاح الأميركي، وأن الحكومة العراقية وحدها يمكنها القيام بذلك، وانه على الرغم من ان رئيس الحكومة حيدر العبادي أكثر تعاوناً مع المطالب الأميركية من سلفه نوري المالكي، مازالت الحكومة العراقية غير قادرة على حصر واحصاء مخازنها للأسلحة.
وتابع المسؤولون الحكوميون، في الجلسة نفسها، انه «من دون مشاركة الميليشيات الشيعية في القتال في وجه تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش، لكانت الأمور أسوأ بكثير ولكنا رأينا الإرهابيين يتمددون في مناطق أوسع ويرتكبون مجازر أفظع».
تصريحات المسؤولين الأميركيين أثارت حنق أحد المشرعين المشاركين في الجلسة، الذي قال ساخراً: «إذا كان الحال كذلك، لماذا لا نكتب شيكا بقيمة مليار و200 مليون دولار ونرسله مباشرة للحجي قاسم (سليماني)؟».
وكان ماكين عاد للتو من جولة شملت العراق وسورية، وتحدث اثرها عن الارتكابات الدموية التي تقوم بها، لا «داعش» فحسب، بل الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران. وقال ماكين في مقابلة مع «بلومبرغ فيوز» انه «من الواضح ان (الميليشيات الشيعية) تطرد السنة من بعض البلدات التي يعيشون فيها منذ الازل، وتقوم الميليشيات باستبدال السنة بشيعة، وهذا حتما تجاوز لحقوق الانسان». وتابع ماكين ان «أحد مفاتيح النجاح ضد داعش يكمن في المصالحة مع السنة، وإذا ما استمرت الميليشيات الشيعية في قتل السنة، فان المصالحة ستكون متعذرة، وكذلك مشاركة السنة في القتال ضد داعش».
ونقل ماكين عن مسؤولين في البلدين، أي العراق وسورية، قولهم ان الحكومة العراقية تعطي السلاح الأميركي لميليشيات شيعية مرتبطة بإيران. وقال ماكين: «الجيش العراقي مازال بعيداً عن إمكانية قيامه بأي عمل ذي تأثير، وفي هذه الاثناء تقوم الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران بملء الفراغ، وقيل لي ان بعض سلاح الميليشيات جاء من أميركا».
وتابع ماكين انه في غياب جيش عراقي قوي، إيران هي التي تقوم بمعظم القتال عبر الميليشيات المرتبطة بها، «وهذا لا يمكن ان يكون في مصلحة الولايات المتحدة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق