الأربعاء، 7 يناير 2015

عضو سابق في الكونغرس يدعو إلى تطبيع العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

بعد عودته من زيارة الى إيران التقى فيها وزير الخارجية جواد ظريف، ونائبه عضو الوفد النووي المفاوض مجيد رفنجي، ومدير مكتب الرئاسة الإيرانية محمد نهونديان، دعا عضو الكونغرس الأميركي السابق عن الحزب الديموقراطي جيم سلاتري إيران وإسرائيل «الى إقامة علاقات طبيعية تسمح بتعايش سلمي بينهما».

وقال سلاتري في مقابلة أجراها معه موقع «آل مونيتور»، الذي يموّله رجل الاعمال السوري - الأميركي جمال دانيال، ان «اتفاقية نووية بين المجتمع الدولي وطهران يمكنها ان تساعد في إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، ما يفسح المجال للقيام بجهود لتقليص العداء بين إيران وإسرائيل».

وتابع: «اعتقد ان اذكياء إسرائيليين عليهم ان يدركوا ان العلاقة مع إيران مهمة في شكل حيوي للأمن الإسرائيلي، واعتقد ان الديبلوماسيين الاذكياء يمكنهم ان يصلوا الى نقطة يمكن خلالها إقامة علاقة بين إيران وإسرائيل من شأنها ان تسمح بتعايش سلمي بينهما».

وتوقع سلاتري، الذي يعمل منذ خروجه من الكونغرس منتصف التسعينات في شركة علاقات عامة «لوبي»، ان «ترتفع أصوات داخل الولايات المتحدة ممن لا تريد ان ترى اتفاقا مع إيران، واعتقد اننا بدأنا بالفعل نسمع تصريحات تريد ان تجعلنا نصدق ان (الرئيس باراك) أوباما يبيع إسرائيل، واعتقد ان هذا غير صحيح».

وتأتي تصريحات سلاتري حول الإفادة التي ستجنيها إسرائيل وأمنها من أي اتفاقية أميركية مع إيران في وقت افتتح الكونغرس رقم 114 جلسته الأولى بغالبية للحزب الجمهوري في غرفتيه، النواب والشيوخ.

ويتوقع المراقبون ان يباشر الكونغرس، خصوصا مجلس الشيوخ، في شن هجوم عنيف على إدارة أوباما والمفاوضات مع إيران، اذ يردد غالبية الأعضاء الجمهوريين ان طهران تستخدم المفاوضات لإضاعة الوقت فيما هي تسعى لاستكمال برنامجها النووي، وصناعة قنبلة نووية، وتحويل البرنامج الى أمر واقع يجبر أميركا والعالم على قبوله.

وتؤيد «اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للعلاقات العامة» (ايباك)، او اللوبي الإسرائيلي، كل تحركات الكونغرس ضد أوباما ومفاوضاته، وهي دعت مرارا لتشديد العقوبات على الإيرانيين لإجبارهم على وقف برنامجهم النووي وتفكيكه، بالضبط كما ساهمت العقوبات الماضية - حسب رأيهم - في اجبار طهران على الحضور الى طاولة المفاوضات.

وفي الكونغرس الماضي، وعلى رغم نجاح «ايباك» في حمل مجلس النواب في الكونغرس على المصادقة على قانون يلحظ عقوبات جديدة على إيران في حال فشل المفاوضات معها، لم يقو هذا اللوبي المؤيد لإسرائيل على تجاوز عقبة الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، والتي عملت بإيعاز من الرئيس على تعطيل إتمام المصادقة على أي قانون ينص على عقوبات جديدة على إيران.

لكن مع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، إثر انتخابات نوفمبر الماضي، صارت التوقعات تشير الى ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجديد الجمهوري بوب كوركر، سيعمل مع سلفه الديموقراطي بوب مينينديز على إعادة طرح قانون لعقوبات جديدة على إيران. كذلك، سيسمح زعيم الغالبية الجمهورية ميتش ماكونيل في التصويت على هكذا قانون، على عكس سلفه الديموقراطي هاري ريد الذي عطل ذلك باستمرار.

وفي حال حاز القانون على غالبية 60 عضوا (يتمتع الجمهوريون بغالبية 54)، من شأن ذلك ان يعطل مقدرة الرئيس على ممارسة حق النقض (الفيتو) بحق القانون، ويتحول تلقائيا الى قانون نافذ، رغم ان لأوباما الكلمة الأخيرة في تطبيق او عدم تطبيق أي من العقوبات الجديدة المتوقعة. هكذا، ولأنه من المتوقع ان تعود «ايباك» الى تحريك عقوبات جديدة على إيران، يبدو ان البيت الأبيض - بالتنسيق مع اللوبي الموالي لإيران والمرتبط مباشرة بظريف اثناء عمله موفدا لبلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك - صار يعمل على استمالة أصدقاء إسرائيل والايحاء لهم بأن أي عودة للعلاقات الأميركية - الإيرانية سيعني حكما عودة العلاقات الإسرائيلية - الإيرانية، والتي لطالما كانت مميزة حتى العام 1979.

كذلك، يتماهى البيت الأبيض مع اللوبي الإيراني في واشنطن لناحية تكرار الاثنين مقولة ان إيران مستعدة لقبول الاتفاقية النووية المعروضة عليها حاليا، والتي تقضي بتحويل برنامجها الى برنامج «متواضع»، حسب تعبير أوباما، في مقابل تحول إيران الى قوة إقليمية.

وحدهم محافظو إيران يقفون حجر عثرة في وجه طهران وطموحاتها الإقليمية، وهو ما قاله أوباما، وهو ما يردده اللوبي الإيراني في واشنطن، وهو ما ألمح اليه الرئيس الإيراني حسن روحاني في تلويحه بإمكانية طرح الاتفاقية النووية امام استفتاء شعبي لتجاوزعرقلة المحافظين للاتفاق. فهل ينجح أوباما واللوبي الإيراني في واشنطن باستمالة نظيره الإسرائيلي واقناعه بالتريث؟ وهل ينجح اللوبي الإيراني بإقناع نظيره الإسرائيلي بأن أي اتفاقية نووية ستكون في مصلحة إسرائيل وأمنها لا العكس؟ وإذا كانت الاتفاقية النووية التي ستحول إيران الى قوة إقليمية هي في مصلحة إسرائيل، فعلى حساب من ستكون من دول الشرق الأوسط؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق