الأربعاء، 24 فبراير 2010

تقرير اعدته خدمة ابحاث الكونغرس: المالكي يتحول الى مستبد

واشنطن – حسين عبد الحسين

قال تقرير دوري تعده «خدمة أبحاث الكونغرس» ان رئيس الوزراء نوري المالكي يتحول الى «مستبد» فيما يعمل على فرض سيطرته على الاجهزة الامنية، وبناء مؤسسات اخرى مؤيدة له شخصيا، ولفت الى ان المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم حاول من دون ان يوفق في الحصول على دعم المرجع الشيعي علي السيستاني في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما يذكر التقرير ان الاحزاب العلمانية تقدم «عرضا قويا» في التنافس الانتخابي، مذكرة باتجاهات الرأي التي سادت انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة.

وجاء في التقرير الذي اطلعت عليه «العالم» ان البعض يعتقدون ان المالكي «بعدما قوي وضعه السياسي في انتخابات المحافظات في 31 كانون الثاني (يناير) 2009، يزداد تحوله الى مستبد».

ويضيف ان رئيس الحكومة العراقية «يعمل على فرض سيطرته على الاجهزة الامنية، ويقوم ببناء فروع امنية موالية له شخصيا».

ونظرا للعرض القوي الذي قدمته قائمته في انتخابات المحافظات «يبقي المالكي في وضعيه جيدة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في 7 آذار (مارس)» حسب التقرير.

ويعتقد معدو هذه المذكرة التي سيطلع عليها الكونغرس الاميركي ان المالكي نجح في التوصل الى تسويات سياسية مع خصومه في بعض المحافظات، لكنه في الوقت ذاته قام باستخدام «القوة، مستندا على الاجهزة الامنية، لاظهار زعامته (في مواجهة خصوم آخرين)».

وفي الجزء المخصص للانتخابات العراقية، يقول التقرير «يبدو انه بسبب ضعفه، حاول المجلس الاعلى الاسلامي الحصول على دعم آية الله العظمى علي السيستاني، كبير المرجعيات في العراق، للدعوة الى اعادة تشكيل قائمة الائتلاف العراقي الموحد».

الا ان هذه المحاولة لم تنجح، حسب التقرير الذي اضاف ان الفشل في الحصول على دعم السيستاني دفع المجلس الى تشكيل تحالف جديد جمعه «وفصيل مقتدى الصدر، وشخصيات شيعية اخرى».

واعتبر معدو التقرير الاميركي ان التحالف الجديد، اي «الائتلاف العراقي الوطني، قد يحوز على تأييد كبير».

في هذه الحالة، يعتبر التقرير ان «انتصار قائمة المالكي واستمراره في رئاسة الحكومة غير مضمونين».

وعن رئيس الحكومة الاسبق اياد علاوي، ورد في التقرير ان «العرض القوي وغير المتوقع للاحزاب العلمانية – كتلك التي تتبع رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي – تثبت نظرية ان الناخبين العراقيين يفضلون حكومة مركزية قوية وحكم قانون، فضلا عن اعتناقهم مبدأ الوطنية العراقية».

واعتبر التقرير ان اندفاعة العراقيين نحو العلمانية، وعدم الانحياز للاطراف التابعة لجهات اقليمية، ظهرت ايضا في التأييد الكبير والمفاجئ الذي حاز عليه المرشح المستقل يوسف الحبوبي، في كربلاء، اثناء انتخابات مجالس المحافظات، مطلع العام الماضي، حيث حقق أعلى الاصوات هناك وتجاوز قائمة المالكي.

ويقول علمانيو العراق ان جميع القوائم الدينية قامت «بالاستيلاء» على شعارات الاتجاه الليبرالي، وأن الجميع بدأ يتحدث عن الحريات وضرورة الدفاع عنها، ما يدل حسب مراقبين على دعم الناخبين العراقيين الواسع لفصل الدين عن الدولة، وإطلاق الحريات بعد أعوام من سيطرة المتشددين على السلطة في مختلف أنحاء البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق