الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010
تخوف دولي - عربي من اغتيال سعد الحريري
رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري
| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
عبرت مصادر اميركية متابعة للشأن اللبناني، عن خشيتها من استهداف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في وقت يتم رصد تحركاته في بيروت في شكل اكبر.
ووصفت المصادر، الوضع السياسي في لبنان بـ «المتأزم»، وقالت ان «المؤشرات تدل على ان الضغوط التي تمارس على السيد الحريري لادانة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ممكن ان تترجم في وقت لاحق الى استهدافه او تصفيته جسديا، بعدما ثبت ان تليينه او ممارسة ضغوط داخلية واقليمية عليه، لم تأت بنتائجها المطلوبة حتى الآن».
واعتبرت ان «تقارير استخبارية تداولتها جهات عربية، وتطابقت مع معلومات متوافرة لدى الدوائر الاوروبية والاميركية، تشير الى ان الحريري في دائرة الاستهداف»، وانه «يتم اخيرا رصد تحركاته في شكل اكبر من السابق».
وتتقاطع هذه المعلومات، حسب المصادر، مع معلومات سابقة وردت الى واشنطن «عن استنفار في صفوف ميليشيات لبنانية». لكن من غير المعلوم ان «كان قرار الاستهداف، تم ابرامه بين الشركاء المعنيين».
وأشارت الى ان «فكرة التخلص من الحريري، بدأت تتبلور بعد ادراك ان تكرار احداث مايو العام 2008، قد تؤدي الى اشعال حرب من دون التوصل الى الهدف الرئيسي، اي الفرض على الحريري ادانة المحكمة الدولية لتكوين اجماع سياسي لبناني حول معارضتها، وهو اكثر ما يمكن لهذه الاطراف عمله لمحاولة التخلص من المحكمة في الوقت الحالي».
و«لا تنفع الترتيبات الاقليمية القائمة في توفير الحماية للحريري»، حسب المصادر، التي اضافت ان رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، تم اغتياله «في ظروف اقل تأزيما، وفي الوقت الذي لم يعتقد احد ان الجهات التي توجه اليه التهديدات قد تلجأ الى تصفيته فعليا ونسف علاقاتها مع دول العالم واطراف داخلية في لبنان».
المصادر علقت على الترتيبات الدولية والاقليمية الراهنة، التي يعتبر البعض «انها ضامنة لأمن لبنان والسياسيين اللبنانيين من غير الموالين لسورية او لايران»، بالقول: «يبدو ان في لبنان العديد من الاتفاقات الضمنية والعلنية، والمشكلة ان كل طرف من الاطراف يعمد الى تفسير الاتفاقات على هواه».
واضافت: «يبدو ان هناك خيبة امل لدى جهات اقليمية ولبنانية من ان تحسن العلاقات بينها وبين اطراف اوروبية واقليمية اخرى لم يصل الى نتيجة ما بخصوص المحكمة، وعندما يعتبر طرف ان الطرف الآخر لم يف بالتزاماته، وقتذاك يعتبر نفسه في حل من الاتفاق، ويختلق لنفسه الاعذار لاستخدام اساليب مختلفة للتوصل الى الاهداف التي دفعته الى الدخول في اتفاقات اصلا».
بكلام آخر، تقول المصادر، من المحتمل الا يصمد «اتفاق امن لبنان وبعض اللبنانيين، في مقابل تمييع بعض قرارات مجلس الامن اذا رأت اطراف معينة ان القرارات الدولية والمحكمة ما زالت قائمة».
ورفضت المصادر التعليق على ما اذا كانت الجهات الاميركية او الاوروبية او العربية «نصحت الحريري بتوخي الحذر من اجل سلامته الشخصية» وختمت بالقول انه سبق ان «تم تحذير الحريري في الماضي من استهدافه»، وانه «منذ اغتيال والده وامنه الشخصي ما زال في خطر».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق