الأربعاء، 3 نوفمبر 2010
مزاج قاتم في واشنطن واحتمال عودة المواجهة في الشرق الأوسط مع عودة «الصقور» إلى الكونغرس
| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
انتهت الهدنة في الشرق الاوسط، عادت المواجهة، وبدأت اولى بوادرها في العراق في الهجوم على الكنيسة وسلسلة التفجيرات التي تلتها، وهي الاقسى منذ دخول الرئيس باراك اوباما البيت الابيض قبل نحو السنتين.
انهارت عملية السلام ضمنيا، وعاد الصقور الجمهوريون الى الكونغرس، فإما ان يكشر اوباما عن انياب اميركا ويستعيد المبادرة خارجيا، وإما يجازف بخروج مبكر من الحكم في 2012.
هذه هي الاشارات المتواترة في العاصمة الاميركية في الايام الاخيرة. حركة ديبلوماسية ناشطة لا تهدأ باتجاه حلفاء اميركا في باريس وانقرة والرياض والقاهرة وعمان وبغداد وبيروت. لا مجال بعد الان للتلهي بتفاصيل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة برئاسة نوري المالكي والمطلوب تجاوز العقبات فورا.
وصلت محادثات مستشار العاهل السعودي نجله عبدالعزيز بن عبد الله الى طريق مسدود في دمشق. الديبلوماسية الدولية اثبتت قصورها في غياب التهديد العسكري الفعلي ضد ايران.
المتابع للشأن الشرق الاوسطي لا يسعه الا الملاحظة، ان خطاب اوباما «اللطيف» ودعواته الى «الانخراط» مع ايران وسورية، وحتى «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» في غزة، انتهى. مؤيدو الانخراط الاميركي مع الاطراف المذكورة لا يجيبون هواتفهم.
اخرج لنا مسؤول رفيع المستوى، ترجمة المقابلة التي اجرتها الزميلة «الحياة» مع الرئيس السوري بشار الاسد، واشار الى مقطع وضع خط تحته. وقال: «اذاً الانطباع ان الاسد مرتاح اليوم، على عكس 2005، هل توافق على ذلك»؟ ثم اجاب: «اين هو الارتياح؟ المذكرات بحق الاستقلاليين اللبنانيين ما زالت هي نفسها في الماضي كما اليوم، والهدف السوري ما زال هو نفسه: ضرب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».
المزاج العام لدى المسؤولين في واشنطن قاتم. يبدو ان لعبة حرب اجهزة الاستخبارات في المنطقة عادت. العراق هو الشرارة الاولى. يقول المسؤول:
«يعتقدون ان قوة الولايات المتحدة تلاشت، يرسلون لنا طروداً مفخخة ويضربون مناطق مدنية لزعزعة أمن بغداد».
ثم يضيف: «اتريد ان تعرف ما قاله ديبلوماسيونا في جولاتهم في الخارج... قالوا انه اذا انهار الوضع الامني في اي رقعة من الشرق الاوسط، الاطراف كافة ستتحمل المسؤولية، ارسلنا رسائل سياسية وعسكرية في اكثر من اتجاه، نحن لم نجتح اليمن، ولكننا نخوض حربا هناك، ولا مشكلة من اتساع رقعة اهدافنا».
الانطباع السائد في واشنطن، ان «الخصوم في الشرق الاوسط اساؤوا تقدير الانفتاح الاميركي، واعتبروه هزيمة». يقول بعض الخبراء ان «تحالف ايران وسورية وتركيا والعراق ولبنان»، وهو تحالف تحدث عنه تكرارا الاسد والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، هو «تحالف قائم في خيال مطلقيه فقط».
تركيا ليست في جيب طهران، وهي تعمل على تصفية امتيازاتها النفطية في ايران تجاوبا مع قرار العقوبات الدولية 1929 الصادر عن مجلس الامن، والذي عارضته تركيا العضو غير الدائم في المجلس حاليا.
«المالكي ليس زلمة طهران»، يقول المسؤول. «لبنان ليس منزلاً من دون ابواب، والمحكمة الدولية مستمرة للتوصل الى عدالة ومعاقبة قتلة» رئيس حكومة السابق رفيق الحريري.
يعتبر المسؤول ان «ما نشهده هو نهاية للهدنة المستمرة منذ العام 2008، تخللتها محاولات سعودية واميركية لترميم تحالف عربي سابق يضم سورية لمواجهة خطورة التمدد الايراني، الا انه في كل يوم مدت الرياض يدها لدمشق، خرج مسؤول سوري بتصريح يتحدث عن التحالف مع ايران وتركيا والعراق ولبنان».
ويضيف: «لماذا لا يضم هذا التحالف الذي يتحدث عنه السوريون والايرانيون السعودية او مصر؟ وضد من موجه هذا التحالف؟».
هل ينهار الوضع الامني في لبنان والعراق؟ يجيب المسؤول ان هناك مخاوف داخل واشنطن لكن لا احد بمقدوره الاجابة عن هذا السؤال على وجه التأكيد. «ما يتوجب علينا فعله هو الاستعداد للأسوأ ومحاولة تفادي الانفجار، ولكن من الضروري ان تعلم الاطراف أن لا تنازلات للتفادي، بل التزام القرارات الدولية، وإما فليتحمل كل طرف ثمن تحديه الارادة الدولية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق