الاثنين، 24 يناير 2011

يوم الغضب: اللبنانيون في الشارع

متظاهرون من انصار 14 آذار في ساحة الشهداء مساء امس. (وسيم ضو - جريدة النهار اللبنانية)

حسين عبد الحسين

المجلة

لم تكد المملكة العربية السعودية ترفع يدها عن المسألة اللبنانية، حتى انفردت دمشق وحليفها "حزب الله" بادارة شؤون البلاد. وكانت باكورة هذا الانفراد محاولة "اغتيال" رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري "سياسيا" على حد تعبيره.

ولوّح "حزب الله" للنائب وليد جنبلاط بامكانية اعادة استخدام القوة ان لم يحسم موقف كتلته البرلمانية المتناقصة عددا، فخاف جنبلاط ان يتكرر الهجوم العسكري الذي قام به الحزب ضده في 7 ايار 2008، وتراجع عن وسطيته، واعلن انه يقف "الى جانب سوريا والمقاومة". وادى انتقال جنبلاط من صفوف تحالف 14 آذار (مارس)، الذي يقوده الحريري، الى صفوف تحالف 8 آذار (مارس)، الذي يقوده حزب الله، الى قلب الموازين داخل البرلمان، وان بفارق بسيط، فحاز "حزب الله" على اكثرية برلمانية مؤلفة من 68 نائبة من اصل 128، فيما خسر الحريري اكثريته التى حققها في الانتخابات البرلمانية في حزيران (يونيو) 2009.

ومع انقلاب الاكثرية لمصلحة تحالف"حزب الله"، تراجع هذا الحزب عن مطالبته بما دأب على تسميته "الديموقراطية التوافقية"، اي عدم اتخاذ اي خطوات في الحكم من دون موافقة جميع القوى السياسية الممثلة في البرلمان، وصار يتحدث عن الديموقراطية العددية بعدما حصل عليها بترهيب جنبلاط.

هكذا، وفي محصلة الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، من المتوقع ان يحصل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي – وهو دخل البرلمان بفضل الحريري نفسه – على اصوات اكثر من الحريري، فيكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة المقبلة. الا ان ترهيب "حزب الله" لجنبلاط وحصوله على الاكثرية، واخراج الحريري عنوة من رئاسة الحكومة، ادى الى انفجار الاحتقان الذي يشوب مؤيدي الحريري، فنزل هؤلاء عفويا الى الشوارع في بيروت وطرابلس ومدن لبنانية اخرى، واشعلوا الاطارات، وحملوا لافتات كتب على بعضها "اين صوتي"، تيمنا بحركة الاعتراض الايرانية في العام 2009 على تزوير الانتخابات الرئاسية، وتاليا الارادة الشعبية.

وفيما حركة الاعتراض الشعبية اللبنانية تتوسع، عبّرت العواصم الكبرى، اي باريس وواشنطن، ضمنيا عن عدم رضاها على اخراج الحريري من الحكم. اما الحريري، فرفض بدوره الدخول في حكومة قد يشكلها ميقاتي، واعلن انه وحلفائه في 14 آذار سيذهبون الى المعارضة، وهو ما ينبؤ بانه في السنتين المتبقيتين حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة في العام 2013، سيحصد الحريري شعبية انتخابية ضخمة في حال اصر "حزب الله" ودمشق على اقصائه عن رئاسة الحكومة عنوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق