الخميس، 22 سبتمبر 2011

الأسد: رفضت طلباً من الشيخ حمد وأردوغان بإبقاء الحريري... وقلت لهما السعودية لا تراه «صالحاً»



كشف عدد من اعضاء الجالية السورية في الكويت لـ «الراي» تفاصيل ما دار في اللقاء الذي جمعهم بالرئيس بشار الاسد في دمشق بتاريخ 29\8\2011.يذكر ان الرئيس السوري استقبل 28 شخصا من اعضاء الجالية السورية في الكويت، ينتمون الى مختلف المناطق السورية، وهم متنوعون فكريا وطائفيا، وبعضهم طرح اسئلة قوية «بعدما شجعهم الرئيس على ذلك قائلا ان اللقاء بلا سقف»، كما قال بعض من حضر اللقاء لـ «الراي»، مضيفين ان الاجتماع كان مقررا له ان يكون ساعة واحدة فقط «لكن الرئيس بأريحيته وصراحته فضل ان يستمع تقريبا الى جميع اسئلة اعضاء الوفد ما ادى الى تمديد المدة لنحو ثلاث ساعات».
يقول اعضاء في الوفد ان الاسد استهل اللقاء بالترحيب، مشيدا بالدور الذي تقوم به الجاليات السورية في بلاد الاغتراب، وارتباطها الوثيق بالوطن الام، ثم تحدث رئيس مجلس الجالية السورية في الكويت دانيال بولس مشيدا بالرئيس، ومؤيدا للاصلاحات التي قام بها حتى الآن «التي ستنقل سورية الى وضع افضل»، آملا ان تنتهي الحال التي تعيشها البلاد حاليا ويعود الامن والاستقرار الى ربوعها.
واضاف هؤلاء ان الرئيس طلب طرح الاسئلة، فتمحورت كلها حول ما يجري في سورية، «فأجاب عنها رغم كثرتها وتشعبها... حتى ان احد اعضاء الوفد لاحظ انهم اتعبوا الرئيس بالكلام فتمنى عليه ان يتوقف قليلا للراحة وان يبتسم، فضحك الرئيس وضحك الجميع».وتابعوا: «المحطات الابرز في هذا اللقاء كانت تتمثل في قول الأسد في سياق حديثه عن الوضع القائم حاليا في سورية أنه لم يستخدم الحل الأمني بعد وان ما يجري اشبه بمعالجات دقيقة موضعية، وان الدقة والحيطة والحرص على عدم التوسع في العمليات حقنا لارواح الابرياء هي من العوامل التي تؤدي الى التأخر في الحسم السريع. كما اكد الرئيس انه ماض في ملاحقة من اسماهم المجموعات الارهابية للقضاء عليهم، وانه في الوقت نفسه ماض في الاصلاحات».
ومرر الاسد في سياق حديثه عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية محاذير او مخاوف من اجراء دولي ما كأن يبحث مجلس الامن وضع سورية تحت البند السابع، لكنه طمأن الى سلامة القوة الديبلوماسية السورية وعلاقات سورية الخارجية والى ان موقفي الصين وروسيا وغيرهما من الدول «يحول حتى الآن دون انزلاق المجتمع الدولي الى المؤامرة التي تغذيها دول معينة».
وتطرق الاسد الى العلاقة مع بعض الاطراف العربية والاقليمية والدولية، وكشف في هذا السياق عندما سئل عن الموقف الخليجي الذي وصل الى ذروته حين سحبت بعض دول الخليج سفراءها من سورية للتشاور، أن الموقف الخليجي «مساند لنا في الخطوات التي نتخذها، والاتصالات التي اتلقاها من زعماء الخليج داعمة لنهجنا... ودعكم من المواقف التي تعلن في وسائل الاعلام»، مشيرا الى أن احدى الدول الخليجية «تتعامل معنا عبر اتجاهين مختلفين بل ومتناقضين، الاول معارض من خلال مواقف وتصريحات مسؤولين بالاضافة الى تغطيات اعلامية تشوه الموقف السوري، والثاني داعم لنا ولخطواتنا الاصلاحية من خلال الاتصال الدائم، واكرر لكم كلمة الدائم، من قبل زعيم هذه الدولة».وقال الاسد ردا على سؤال عن اسباب الخلاف مع قطر ان هناك ثلاثة أسباب لهذا الخلاف، مضيفا: «السبب الاول بدأ عندما فاجأني رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان باتصال هاتفي مطلع العام الحالي يبلغني فيه بأنه قادم الى في دمشق لعقد قمة، وعندما طلبت منه ان نؤجلها لمزيد من الاستعداد والتحضير، رد علي بأنه يتصل بي من الجو - اي انه في الطائرة متوجها الى دمشق- وأن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة في الجو ايضا قادما الى دمشق لعقد قمة ثلاثية.
قمت بالترتيبات اللازمة وعقدت القمة فعلا وطلب مني الشيخ حمد واردوغان ان يستمر سعد الحريري (رئيس وزراء لبنان حينها) في منصبه وانهم يريدون مساعدتي في تنفيذ هذه الرغبة. طبعا تفاجأت بالطلب، وشرحت لهما بعض تفاصيل الوضع اللبناني التي ربما غابت عنهما خصوصا ان الوضع الحكومي اللبناني كان يمر بمرحلة انتقالية، واذكر انني قلت لهما ايضا ان من اسباب عدم ميلي لقبول هذا الطلب ان المملكة العربية السعودية كانت ابلغتني أن سعد الحريري لا يصلح في هذه المرحلة لان يكون رئيسا لوزراء لبنان، اضافة الى اسباب اخرى تتعلق بالتركيبة اللبنانية الداخلية شرحتها لهما وجرى نقاش طويل حول ذلك، لكن الشيخ حمد غادر حينها دمشق غير راض عن الموقف السوري في هذا الشأن».واضاف الاسد استنادا الى بعض اعضاء الوفد ان «السبب الثاني الذي ازعج قطر هو رفض سورية تبني الموقف الخليجي وغالبية الدول العربية الخاص بدعم الثورة الليبية، خصوصا ان قطر هي التي قادت الموقف العربي الداعم للثوار الليبيين في حين رفضت سورية ذلك وبقيت داعمة للقذافي الامر الذي ازعج قطر واثار حفيظتها. نحن هنا نتحدث عن مواقف سياسية وخلافات في وجهات النظر لا يجب في رأينا ان تؤدي الى قطيعة ولا يمكن ان تعتبر تدخلا من طرفنا في الشؤون الداخلية لقطر. لكن قطر تنفق مليارات الدولارات لدعم توجهات تغيير النظام في دمشق وهذا هو برأي السبب الثالث».
وردا على سؤال يتعلق بالعلاقة مع تركيا واسباب اتخاذ تركيا موقفا متشددا من النظام في سورية اجاب الاسد بالقول لاعضاء الوفد خلال اللقاء الذي عقد في 29\8\2011: «ان اردوغان والجيش والامن في تركيا داعمون لنا، المعارض الوحيد له لنا في تركيا هو وزير الخارجية احمد داود اوغلو وهو كان عضوا في تنظيم الاخوان المسلمين ثم تحول الى سلفي».وساق الاسد مثالا على دعم جهات تركيا له بقوله: «اتصلنا بقيادة الجيش والمخابرات التركية للتشاور معهم في شأن ارسال قوات وأسلحة من الجيش السوري الى منطقة جبل الزاوية المتاخمة للحدود مع تركيا، لملاحقة المجموعات الارهابية المسلحة هناك، فسأل الجانب التركي عن نوعية وماهية الاسلحة التي تعتزم القوات السورية ادخالها الى تلك المنطقة، فقيل لهم انها اسلحة متوسطة وخفيفة، فرد الجانب التركي بأن مثل هذه الاسلحة لن تستطيع هزيمة المجموعات المسلحة الموجودة في تلك المنطقة، وعليكم ارسال قوات مدرعة لتحقيق هدفكم».وردا على اسئلة اعضاء الوفد في ما يتعلق بالشأن الداخلي وعمليات القتل التي تقوم بها قوات الامن والجيش في مختلف المدن والمناطق السورية وشريط الفيديو الذي يظهر فيه رجال امن يعذبون مواطنا ويجبروه على ترديد عبارات تقدس الرئيس وشقيقه ماهر وفيها مساس وكفر بالدين، اعترف الاسد بوقوع اخطاء جسيمة من قبل قوات الامن، وقال ان هذه القوات «مدربة على مواجهة عناصر القاعدة، حيث المطلوب من عنصر الامن ان يقتل عنصر القاعدة قبل ان يقتله الاخير، وبالتالي فعناصر الامن غير مدربين على التعامل مع مثل الاحداث التي تحصل في سورية حاليا، لذلك تقع اخطاء ولهذا السبب تمت الاستعانة بالجيش في ملاحقة المجموعات المسلحة الارهابية».
وسئل عن قول منسوب الى ماهر الاسد (قائد فرقة الحرس الجمهوري) تم تداوله في اوسط المجتمع السوري بأنه (اي ماهر) لا يزال يرتدي ملابس الرياضة ولم يرتد لباسه العسكري بعد لمواجهة الاحتجاجات، فنفى الرئيس الاسد صحة مثل هذه الاقوال، مشيرا الى أن شقيقه ماهر «يقوم بدور وطني وتاريخي كبير وعليه مسؤوليات كبيرة ايضا وهو من الحريصين على امن واستقرار البلد وبالتالي لا يمكن ان تصدر عنه مثل هذه الاقاويل».وبسؤاله عن المواقف الدولية تجاه ما يحصل في سورية اشاد الاسد بالموقف الاميركي معتبرا موقف الرئيس باراك اوباما «ايجابيا جدا» ومعربا عن ارتياحه لموقف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، «بعكس الموقف الاوروبي الذي نعتبره متشددا جدا على عكس ما كان عليه الحال سابقا».وفي هذا السياق اوضح الأسد، ودائما نقلا عن اعضاء في وفد الجالية السورية في الكويت، ان الموقف الاوروبي «كان يمثل كابحا للموقف الاميركي حين يكون موقف واشنطن متشددا، اي ان اميركا حين كانت تتخذ موقفا متشددا من قضية ما في الشرق كانت اوروبا تخفف من الاندفاع الاميركي، وما حصل بالنسبة الى الاحداث في سورية هو العكس حيث ان اميركا هي التي تكبح جماح الموقف الاوروبي تجاه سورية حاليا».
وردا على سؤال يتعلق بالموقف العراقي الذي يتأرجح بين دعم المتظاهرين ودعم النظام، اقر الرئيس بتذبذب الموقف، مؤكدا ان «اتصالات ولقاءات عقدت مع مسؤولين عراقيين لتلافي مثل هذه المواقف حتى لا يحصل في سورية ما حصل في العراق من عمليات ثأرية»، مؤكدا ان «تطورا حصل في الموقف العراقي وبات السلطات العراقية تدعم من خلال تصريحاتها سورية حكومة وشعبا».وبسؤاله عن المستقبل والى اين تتجه سورية الان، كرر الاسد قوله «ان مسيرة الاصلاحات ماضية ومستمرة في سورية مع الاستمرار في ملاحقة المجموعات المسلحة الارهابية والقضاء عليها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق