حسين عبد الحسين
المجلة
يندر ان يطل من الاميركيين من يحاجج وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر في شؤون السياسة الخارجية. الا أن آن ماري سلوتر، المديرة السابقة لدائرة “رسم السياسات” في وزارة الخارجية، شذت عن القاعدة ووجهت نقدا لاذعا للمسؤول الاميركي السابق، متهمة اياه بتبني حجج روسيا والصين في تقديم “فزاعة من القش” للتحذير من أن اي تدخل عسكري خارجي في سوريا يؤدي الى تغيير النظام.
وكتبت سلوتر في صحيفة “واشنطن بوست” ان “الهدف من اي تدخل في سوريا هو وقف القتل، واجبار بشار الاسد وحكومته على ملاقاة مطالب الشعب السوري بالاصلاح بدلا من السلاح”. واعتبرت سلوتر انه اذا توقف القتل الذي يمارسه الاسد بحق شعبه، من غير الواضح كيف سيكون شكل العملية السياسية، مرجحة ان يخرج الملايين الى الشارع، وان “تطالب الاكثرية الساحقة من السوريين برحيل الاسد”.
هذه الطريقة من التغيير “من خلال صناديق الاقتراع او التسوية السياسية”، من شأنها حسب الخبيرة الاميركية، ان “تبقي الدولة السورية، اي البيروقراطية والجيش والمحاكم، على حالها” وتمنع تاليا من اندلاع الفوضى في مرحلة ما بعد الاسد. اما تشبيه كيسنجر لسوريا بما حصل في العراق ما بعد صدام حسين، فمقارنة غير موفقة، تقول سلوتر، التي تعتبر ان “الفوضى والعنف الرهيب في العراق نتجا في جزء كبير عن التصميم الاميركي بتدمير المؤسسات الى جانب تدمير صدام حسين”.
وتنتقد سلوتر قيام كيسنجر بإضافة ليبيا الى العراق للتحذير من عواقب التدخل الخارجي، وتقتبس من زيارة الباحث خوان كول الى ليبيا “حيث توقع فوضى، لكنه لم ير في بنغازي ومصراته وطرابلس اي عناصر مسلحة، بل رأى ان معظم الامور تسير بانتظام، ورأى رجال بوليس يسيّرون السير، واحتفالات للاطفال حتى ساعات متأخرة من الليل، وان العائلات تخرج، ومحلات المجوهرات تفتح حتى الثامنة مساء، وان العرب والافارقة يعملون جنبا الى جنب”.
واضافت سلوتر ان مجلة “الايكونوميست” المرموقة كانت توصلت الى نتيجة مشابهة مفادها ان حظوظ ليبيا الاقتصادية ايجابية.
بيد ان المسؤولة الاميركية السابقة وافقت كيسنجر ان في ليبيا، في الاسابيع الاخيرة لحملة “تحالف الاطلسي” هناك، بدا وكأن هدف التحالف الاطاحة بمعمر القذافي. تولد ذلك الانطباع “لا لأن التحالف قام بضرب مقر القيادة والسيطرة حيث كان القذافي وجنرالاته يأمرون بالقيام بمجازر بحق الليبيين، بل لفشل التحالف في حماية ارواح الليبيين ممن كانوا من المؤيدين للقذافي”.
لذلك، تعتقد سلوتر ان الحل في سوريا لا يكون بمنع تكرار ما حصل في ليبيا، بل في اصدار مجلس الامن الدولي قرارا “يحدد بوضوح مهمة استخدام القوة بشكل محدود”، ويصدر بناء على طلب جامعة الدول العربية، وينص على اقامة “مناطق لا قتل فيها” عن طريق استخدام كل الوسائل الضرورية، عدا عن ارسال جنود.
وتتابع سلوتر ان القرار يجب ان يلحظ تزويد المقاتلين السوريين المناوئين للأسد بوسائل الاتصالات والاسلحة لحماية هذه المناطق من احتمال اجتياح قوات الاسد لها، كما يجب ان يأخذ القرار بعين الاعتبار ضرورة “تعطيل الدفاعات الجوية السورية”.
وتقول سلوتر ان كيسنجر اعتبر ان روسيا والصين تدافعان عن النظام العالمي القائم على سيادة الدول، داعيا الولايات المتحدة الى عدم التخلي عن هذا النظام، الذي يعطي الدول حق حكم شعوبها واراضيها وفقا لمزاجها وبعيدا عن التدخل الخارجي.
“صحيح ان مبدأ السيادة هو في صلب ميثاق الامم المتحدة، ولكن بعد اربع سنوات على التصويت عليه، تبنى اعضاء الامم المتحدة الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ومع نهاية القرن العشرين، قال امين عام المنظمة السابق كوفي عنان (للمفارقة المبعوث الخاص الى سوريا اليوم) انه على الدول ان تخدم شعوبها، بدلا من ان تخدم الشعوب دولها”، تختم الخبيرة الاميركية.
يندر ان يطل من الاميركيين من يحاجج وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر في شؤون السياسة الخارجية. الا أن آن ماري سلوتر، المديرة السابقة لدائرة “رسم السياسات” في وزارة الخارجية، شذت عن القاعدة ووجهت نقدا لاذعا للمسؤول الاميركي السابق، متهمة اياه بتبني حجج روسيا والصين في تقديم “فزاعة من القش” للتحذير من أن اي تدخل عسكري خارجي في سوريا يؤدي الى تغيير النظام.
وكتبت سلوتر في صحيفة “واشنطن بوست” ان “الهدف من اي تدخل في سوريا هو وقف القتل، واجبار بشار الاسد وحكومته على ملاقاة مطالب الشعب السوري بالاصلاح بدلا من السلاح”. واعتبرت سلوتر انه اذا توقف القتل الذي يمارسه الاسد بحق شعبه، من غير الواضح كيف سيكون شكل العملية السياسية، مرجحة ان يخرج الملايين الى الشارع، وان “تطالب الاكثرية الساحقة من السوريين برحيل الاسد”.
هذه الطريقة من التغيير “من خلال صناديق الاقتراع او التسوية السياسية”، من شأنها حسب الخبيرة الاميركية، ان “تبقي الدولة السورية، اي البيروقراطية والجيش والمحاكم، على حالها” وتمنع تاليا من اندلاع الفوضى في مرحلة ما بعد الاسد. اما تشبيه كيسنجر لسوريا بما حصل في العراق ما بعد صدام حسين، فمقارنة غير موفقة، تقول سلوتر، التي تعتبر ان “الفوضى والعنف الرهيب في العراق نتجا في جزء كبير عن التصميم الاميركي بتدمير المؤسسات الى جانب تدمير صدام حسين”.
وتنتقد سلوتر قيام كيسنجر بإضافة ليبيا الى العراق للتحذير من عواقب التدخل الخارجي، وتقتبس من زيارة الباحث خوان كول الى ليبيا “حيث توقع فوضى، لكنه لم ير في بنغازي ومصراته وطرابلس اي عناصر مسلحة، بل رأى ان معظم الامور تسير بانتظام، ورأى رجال بوليس يسيّرون السير، واحتفالات للاطفال حتى ساعات متأخرة من الليل، وان العائلات تخرج، ومحلات المجوهرات تفتح حتى الثامنة مساء، وان العرب والافارقة يعملون جنبا الى جنب”.
واضافت سلوتر ان مجلة “الايكونوميست” المرموقة كانت توصلت الى نتيجة مشابهة مفادها ان حظوظ ليبيا الاقتصادية ايجابية.
بيد ان المسؤولة الاميركية السابقة وافقت كيسنجر ان في ليبيا، في الاسابيع الاخيرة لحملة “تحالف الاطلسي” هناك، بدا وكأن هدف التحالف الاطاحة بمعمر القذافي. تولد ذلك الانطباع “لا لأن التحالف قام بضرب مقر القيادة والسيطرة حيث كان القذافي وجنرالاته يأمرون بالقيام بمجازر بحق الليبيين، بل لفشل التحالف في حماية ارواح الليبيين ممن كانوا من المؤيدين للقذافي”.
لذلك، تعتقد سلوتر ان الحل في سوريا لا يكون بمنع تكرار ما حصل في ليبيا، بل في اصدار مجلس الامن الدولي قرارا “يحدد بوضوح مهمة استخدام القوة بشكل محدود”، ويصدر بناء على طلب جامعة الدول العربية، وينص على اقامة “مناطق لا قتل فيها” عن طريق استخدام كل الوسائل الضرورية، عدا عن ارسال جنود.
وتتابع سلوتر ان القرار يجب ان يلحظ تزويد المقاتلين السوريين المناوئين للأسد بوسائل الاتصالات والاسلحة لحماية هذه المناطق من احتمال اجتياح قوات الاسد لها، كما يجب ان يأخذ القرار بعين الاعتبار ضرورة “تعطيل الدفاعات الجوية السورية”.
وتقول سلوتر ان كيسنجر اعتبر ان روسيا والصين تدافعان عن النظام العالمي القائم على سيادة الدول، داعيا الولايات المتحدة الى عدم التخلي عن هذا النظام، الذي يعطي الدول حق حكم شعوبها واراضيها وفقا لمزاجها وبعيدا عن التدخل الخارجي.
“صحيح ان مبدأ السيادة هو في صلب ميثاق الامم المتحدة، ولكن بعد اربع سنوات على التصويت عليه، تبنى اعضاء الامم المتحدة الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ومع نهاية القرن العشرين، قال امين عام المنظمة السابق كوفي عنان (للمفارقة المبعوث الخاص الى سوريا اليوم) انه على الدول ان تخدم شعوبها، بدلا من ان تخدم الشعوب دولها”، تختم الخبيرة الاميركية.
Allah help you .. I hope Reload topics ...
ردحذف