الخميس، 7 يونيو 2012

«خدمة أبحاث الكونغرس»: الأسد وعائلته سيجبرون على الخروج من السلطة

| واشنطن من حسين عبدالحسين |

اعتبر احدث تقارير «خدمة ابحاث الكونغرس»، ان «سورية تتأرجح على شفير حرب اهلية» وان «الرئيس بشار الاسد، وافراد عائلته، ومناصريه، سيجبرون في النهاية على الخروج من السلطة».
وتابع التقرير ان «قلائل هم المراقبون الذين يقدمون جدولا زمنيا دقيقا وذات مصداقية حول موعد التوصل الى حل للأزمة السياسية» القائمة في البلاد، مرجحا استمرار الثورة السورية، التي اندلعت منتصف مارس من العام الماضي.
واشار التقرير الى ان «التظاهرات السلمية مستمرة، لكن عقمها خلق احباطا وغضبا لدى المعارضين» بسبب استمرار حكم الاسد. واضاف ان «عددا متناميا من المدنيين السوريين يحملون السلاح دفاعا عن انفسهم» في وجه «القوة الساحقة» التي يستخدمها ضدهم النظام.
واورد ان «الادارة لم تعط اي اشارت تفيد بأنها تنوي التدخل عسكريا»، وان «المسؤولين الاميركيين واعضاء في الكونغرس مازالول يتباحثون في الاقتراحات المتعددة لانهاء العنف والتعجيل في رحيل الاسد»، مضيفا ان «لائحة خيارات تشوبها العيوب تواجه صانعي السياسة الاميركية (حول سورية) في ظل مخاوف من استمرار العنف، وعدم الاستقرار الاقليمي».
التقرير اعتبر ان «القوات الموالية للأسد واجهت المقاومة ذات الاكثرية السنية بقوة ودموية في مايبدو انها محاولة متعمدة لصب الزيت على نار التوترات الطائفية، وزرع الخوف بين السوريين، وتقديم خيارين غير مرغوبين للسوريين: اما الاستمرار في الانصياع لحكم الاقلية العلوية، واما الحرب الاهلية واحتمال انهيار الدولة».
وتابع ان استراتيجية الاسد المذكورة «نجحت حتى الآن في ابقاء الطبقة الوسطى من السوريين في دمشق وفي حلب، كما معظم الاقليات الدينية والعرقية، من الانضمام للثورة علنا، ولكن مع تأجيج التوتر الطائفي، تقوض استراتيجية الحكومة من فرص التوصل الى تسوية سياسية قابلة للحياة او العودة الى الهدوء».
وقدم التقرير مقارنة بين «قيادة النظام» التي اعتبرها متماسكة وعلى حالها منذ اندلاع الثورة، وقيادة المعارضة «المنقسمة على نفسها وغير المركزية»، مما يعطي نظام الاسد فرصا في الاستمرار طالما بقيت قيادته موحدة في وجه معارضة متفككة «تصارع من اجل بناء وحدة تنظيمية واستراتيجية».
وعن الضعف العسكري للـ «الجيش السوري الحر»، جاء في التقرير انه «حتى اليوم، تبدو المجموعات المسلحة للمعارضة غير منظمة... ويفتقر المقاتلون المتطوعون لهيكلية قيادة وسيطرة مركزية، كذلك يفتقرون الى التمويل والسلاح الثقيل». وينقل التقرير عما جاء في صحيفة «واشنطن بوست»، قبل اسابيع، من ان «بعض المجموعات الثورية بدأت تتسلم اسلحة ذات نوعية افضل بكثير من قبل تمولها دول خليجية وتنسق العملية جزئيا الولايات المتحدة».
على ان الحكومة الاميركية نفت مرارا تسليحها او مشاركتها في تسليح مجموعات المعارضة السورية، واصر المسؤولون الاميركيون على ان مساهمتهم تقتصر على مساعدات «غير فتاكة»، حسب التقرير، الذي ينقل ايصا عن مسؤولين اميركيين ان «جهات اخرى تقدم انواع مختلفة من المساعدات»، منها العسكرية، للثوار السوريين.
ويضيف التقرير انه «من غير الواضح ان كانت ادارة الرئيس باراك اوباما تنظر الى (تسليح) المعارضة السورية على انه يتناقض ونوايا مجلس الامن الدولي، الذي دعا مرارا الاطراف كافة في سورية، بما فيها مجموعات المعارضة، الى وقف فوري للعنف المسلح بكل اشكاله».
وتحت عنوان «هل يمكن لروسيا التوصل الى حل في سورية»، ورد انه «في وقت عرقلت روسيا اجراءات دولية اقسى بحق الحكومة السورية، قد تكون سياستها تجاه سورية اكثر مرونة مما يتصور البعض، خصوصا ان اعتقدت ان نظام الاسد يواجه خطر الانهيار».
ويختم التقرير: «ان الهدف الروسي هو السيطرة على عملية تغيير النظام من دون انهيار الدولة، مع قيام حكومة جديدة فيها معارضة واجزاء من النظام لم تتلوث ايديها بالدماء، وتقوم الحكومة الجديدة بحفظ المصالح الروسية، الا انه في حال حاولت روسيا السعي الى تدبير انتقال منظم للسلطة في سورية حتى لو اعتبرنا ان ذلك مازال ممكنا فهي تخشى من ان فشل مساعيها قد يطيح بهيبتها، خصوصا ان عملت الاطراف السورية على الارض على افشال اي مبادرة روسية على هذا الصعيد».

هناك تعليق واحد: