الخميس، 7 يونيو 2012

«واشنطن بوست»: أنان يعد خطة جديدة تتضمن تشكيل «مجموعة اتصال» بشأن سورية

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان ينوي تقديم خطة جديدة لحل الازمة السورية امام مجلس الأمن اليوم أو غدا، تقضي بانشاء «مجموعة اتصال» مؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية، وايران وتركيا، ودولة ممثلة للجامعة العربية تكون إما السعودية او قطر.
واشار المعلق المعروف ونائب رئيس تحرير الصحيفة دايفيد اغناتيوس في مقالة الى ان خطة انان الجديدة ستكون الحل الاخير، او تذهب «الازمة السورية في اتجاه حرب اهلية مفتوحة»، خصوصا بعدما «تبين ان وساطة انان للسلام وصلت الى طريق مسدود في دمشق»، وفي غياب الحلول الاخرى، اذ لا يبدو ان الغرب ينوي التدخل عسكريا لترجيح كفة الثوار في وجه بشار الاسد. 
وكان انان قدم للأسد، قبل اشهر، خطة من ست نقاط تقضي بوقف اطلاق النار، وسحب الجيش من المدن، والافراج عن المعتقلين، ونشر مراقبين اجانب، والسماح لوسائل الاعلام غير السورية بدخول سورية، وبدء الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة من اجل البدء باصلاحات. الا انه على الرغم من استجابة الاسد علنا للمطالب الاممية التي حملها انان، لم تلتزم الحكومة السورية بالخطة، واستمرت قوات الاسد في قتل المدنيين، ما ادى في وقت لاحق الى ادانة مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة لاحدى المجازر التي ارتكبتها هذه القوات في منطقة الحولة وراح ضحيتها اكثر من 100 شخص معظمهم من الاطفال والنساء.
ويقول اغناتيوس ان المثير للاهتمام في خطة انان الجديدة انها «تعطي روسيا وايران، الداعمين الاساسين لبقاء الاسد، بعض الحوافز لازاحته من السلطة، وبعض النفوذ لحماية مصالحهما في سورية ما بعد الاسد»، لكنه اعتبر ان ترتيب من هذا النوع قد يواجه اعتراضات في اسرائيل والسعودية ويطرح سؤالا مفاده: «لما تعطي الامم المتحدة طهران جزءا من المفاوضات الديبلوماسية في سورية؟».
وكانت الادارة الاميركية كشفت، على اثر انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين «مجموعة دول الخمس زائد واحد» وايران في الثالث والعشرين من الشهر الماضي في بغداد، ان رئيس الوفد الايراني المفاوض سعيد جليلي توجه قبل انفضاض المفاوضات بوقت قصير الى الوفد الاميركي مقترحا التفاوض حول الوضع في سورية، لكنه واجه رفضا قاطعا من الوفود الغربية.
ويضيف اغناتيوس، وهو معروف بقربه من «مجلس الأمن القومي» وادارة الرئيس باراك اوباما عموما، ان «الغرب يريد من روسيا ان ترعى التوصل الى اتفاق» بين الاسد ومعارضيه، «لكن حتى الآن، لم ير الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين افادة عملية كافية لتبني هذا الخيار». 
وكان احدث التقارير الصادرة عن «خدمة ابحاث الكونغرس» تحدث عن دور روسيا في الازمة السورية معتبرا ان «الهدف الروسي هو السيطرة على عملية تغيير النظام من دون انهيار الدولة، مع قيام حكومة جديدة فيها معارضة واجزاء من النظام لم تتلوث ايديهم بالدماء، وتقوم الحكومة الجديدة بحفظ المصالح الروسية، الا انه في حال حاولت روسيا السعي الى تدبير انتقال منظم للسلطة في سورية حتى لو اعتبرنا ان ذلك مازال ممكنا فهي تخشى من ان فشل مساعيها قد يطيح بهيبتها، خصوصا ان عملت الاطراف السورية على الارض على افشال اي مبادرة روسية على هذا الصعيد».
وحسب اغناتيوس، تعمل مجموعة الاتصال التي ينوي انان اقامتها على وضع «خطة انتقالية» وطرحها امام الاسد والمعارضة، وتقضي هذه الخطة «بتنظيم انتخابات رئاسية لاختيار بديل للأسد، ترافقها انتخابات برلمانية ودستور جديد، مع جدول زمني لتنفيذ هذه الخطوات».
تابع اغناتيوس: «ثم يغادر الاسد الى روسيا، التي يقال انها قدمت له منفى، وحيث يقال ان الدكتاتور السوري قد ارسل ستة مليارات دولار من الاحتياطي السوري الى موسكو». ويقول اغناتيوس ان ايران عرضت على الاسد اللجوء السياسي له ولعائلته، ويضيف: «بموجب هذا السناريو، يمكن للأسد تفادي الاتهامات الدولية بحقه بتهمة ارتكابه جرائم حرب». 
ولاحتواء عملية اراقة دماء محتملة بعد رحيل الاسد، يقول اغناتيوس ان انان ينوي تقديم خطة مفصلة لإصلاح الاجهزة الامنية في سورية، على غرار ما حدث في دول اوروبا الشرقية على اثر انهيار الانظمة الشيوعية فيها.
وتساءل الكاتب الاميركي: «هل تقبل روسيا او ايران عرضا غير تقليدي كهذا؟» ليجيب: «من المستحيل معرفة الاجابة، (ولكن) في الايام الماضية، يقال ان الولايات المتحدة عقدت محادثات تفسيرية مع مسؤولين روس ابدوا اهتمامهم». ويكتب: «وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال قبل اسبوع ان روسيا ليست مصرة على بقاء الاسد في السلطة، ولكن الروس لم يفعلوا شيئا لازاحة الدكتاتور السوري ودفعه للخروج».
اما ايران، فانها «اظهرت رغبتها عبر قنوات ديبلوماسية متعددة انه في مقابل التوصل الى تسوية ديبلوماسية لملفها النووي، فهي تريد مسارا موازيا للتعامل مع القضايا الاقليمية». 
وختم اغناتيوس: «اما اذا اتضح ان فكرة انان لاقامة مجموعة اتصال مرفوضة اساسا لدى بعض الاطراف، لا توجد بدائل واضحة غير الحرب الاهلية التي تزداد عمقا».

هناك تعليق واحد: