الجمعة، 28 سبتمبر 2012

اليمين المتطرف يعاود اتهام أوباما بإخفاء خطة لاستبدال القانون الأميركي ... بالشريعة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يجد الرئيس باراك اوباما نفسه اليوم في مواجهة حملة دعائية شعبوية يشنها اليمين الاميركي المتطرف ضده تشبه تلك التي تعرض لها في العام 2008 وتحاول تقذيعه متهمة اياه باعتناقه الاسلام سرا وباخفاء خطة تنوي استبدال القانون الاميركي بالشريعة الاسلامية.
احدث ما في الحملة المتجددة هو اعلان بحجم صفحة كاملة ظهر في 13 صحيفة محلية في ولايتي فلوريدا واوهايو، اللتين كانتا تعتبران حتى الامس القريب من الولايات المتأرجحة التي يحتدم فيها السباق الرئاسي بين اوباما ومنافسه من الحزب الجمهوري ميت رومني، فيما صارت ارقامهما تظهر اليوم تقدما لا لبس فيه لمصلحة اوباما.
ومما جاء في الاعلان، الذي حمل صورة اوباما متجهما وعلى خلفية سوداء الى جانب اسم الرئيس الثاني «حسين» للدلالة على الجذور غير الاميركية للرئيس، ان «باراك حسين اوباما ينوي ان يجبر المحاكم على قبول العمل بقانون الشريعة لحل الخلافات العائلية»، وانه ينوي «الفرض على اجهزة الشرطة السماح للاخوان المسلمين بالانتساب».
ويقف خلف الاعلان مجموعة يمينية متطرفة تحمل اسم «الحكومة ليست الله»، وهي برئاسة وليام موراي، وهي تتبرع لكبار مرشحي الحزب الجمهوري من امثال الرجل الثاني في الكونغرس العضو عن ولاية فيرجينيا اريك كانتور. وكذلك تتبرع المجموعة انتخابيا الى السناتور تود آيكين، والذي اثارت تصريحاته حول استحالة حدوث حمل لدى النساء ضحايا الاغتصاب انتقادات حتى من كبار الجمهوريين الذين طالبوا بانسحابه من السباق هذا العام، حتى ان الوجه الابرز في الحزب المستشار الرئاسي السابق كارل روف دعا الى اغراق آيكين، على سبيل المثال.
لكن حتى روف ليس يمينيا كفاية بالنسبة لموراي، الذي هاجم روف علنا، واتهمه بمسايرة اوباما.
والطريف ان موراي المسيحي المتشدد هو ابن مادلين موراي، وهي ذاع صيتها لالحادها بعدما فازت في العام 1963 في قضية امام «المحكمة الفيدرالية العليا» قضت بوقف قراءة كتاب المسيحيين المقدس في المدارس الرسمية. ثم اسست موراي جمعية «للملحدين» الاميركيين ونشطت من خلالها لاعوام طويلة. 
اما وليام ابنها، فهو عاد الى المسيحية في العام 1980 واصبح ناشطا في الكنيسة المعمدانية، والف كتبا كثيرة وصف فيها امه بالشريرة. 
وعلى الفور تصدت مواقع «تقصي الحقائق» لادعاءات موراي حول مخططات اوباما الاسلامية المزعومة. ومنح موقع بوليتيفاكت درجة «سرواله على النار»، وهي ادنى درجة ممكنة للدلالة على «الكذب» للاعلان المذكور.
وكتب محررو الموقع: «ان الرئيس باراك اوباما مسيحي، لكن مجموعة لوبي تحمل اسم الحكومة ليست الله تقول ان ولاءاته الدينية تقع في مكان آخر». واضاف الموقع: «لقد سألنا الرجل الذي يقف خلف الاعلان وليام موراي ان يزودنا بدلائل تدعم ادعاءاته، فقدم لنا ادعاء مجموعة ضد الشريعة تزعم ان القاضية (في المحكمة الفيدرالية العليا التي عينها اوباما) ايلينا كيغان هي موالية للشريعة».
اما الدليل ضد كيغان، حسب موقع بوليتيفاكت، فهو انها «شجعت البعض على الانتساب الى الدراسات القانونية الاسلامية» في جامعة هارفرد التي كانت تعمل فيها. 
واضاف الموقع انه في يناير الماضي، شطبت محكمة في ولاية اوكلاهوما مشروع قانون كان يقضي باجبار محاكم الولاية على عدم النظر باي قضايا على اساس الشريعة الاسلامية. وجاء في حكم المحكمة ان هكذا قانون يؤدي الى التمييز بين الاديان، «اذاً فهو غير دستوري»، وان المحاكم الاميركية تعمل بموجب قانون مدني غير مبني على اي دين.
وتطرق الموقع كذلك الى قضية اراد فيها مواطن اميركي مسلم ان يوزع الاموال بحسب الشرع الاسلامي على اثر طلاقه من زوجته، الا ان محكمة في ولاية كنساس رفضت النظر بالقضية على اساس القانون الاسلامي وتمسكت بتطبيق القانون المدني الاميركي.
«في كلتا الحالتين، لم نجد دليلا على ان ادارة اوباما قامت بأي تحرك»، يقول الموقع، الذي يختم: «حكمنا هو ان مجموعة اللوبي لم تقدم اي دليل (لدعم مزاعم ان اوباما ينوي فرض القانون الاسلامي على المحاكم الاميركية)، ونحن لم نجد اي دليل كذلك، والفكرة نفسها تتعارض مع الفصل الدستوري بين السلطات (القضائية والتنفيذية) ومع حماية الحريات الفردية حسب شريعة الحقوق الفردية».
على ان المواجهة مع موراي لم تنته فصولا، اذ اعلنت احدى جمعيات «مثليي الجنس»، الذين هاجمهم الاعلان كذلك، نيتها التظاهر في ولاية فلوريدا امام مقار احدى الصحف التي نشرت الاعلان، «ساراسوتا هيرالد تريبيون»، وهو ما دفع المدير التنفيذي للصحيفة الى تدبيج رسالة اعتذار لقبوله نشر الاعلان، وارساله شيكا بقيمة الاعلان المنشور الى جمعية «الحكومة ليست الله»، رافضا نشر المزيد من الاعلانات التابعة لها، وهو ما اثار حنق موراي الذي قال، في بيان وزعه مكتبه على الصحف العاملة في العاصمة الاميركية، ان «الراديكاليين، بمن فيهم مثليو الجنس، ينوون التظاهر»، وان رد فعل الصحيفة ضد هؤلاء «الغوغاء» شبيه «برد فعل باراك حسين اوباما ضد الغوغاء المسلمين في ليبيا». 
وقال بيان موراي ان «صحيفة ساراسوتا هيرالد تريبيون تعتذر من الغوغاء الراديكالي اليساري مثلما اعتذر اوباما من الغوغاء الراديكالي المسلم». 
وفي ختام البيان الذي وزعته جمعية موراي، ورد ان «وليام موراي متوافر فورا لمقابلات اعلامية».
«الراي» لم تحاول الاتصال بمكتب موراي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق