السبت، 8 فبراير 2014

جهات إقليمية تزوّد ثوار سورية بتقنيات لإسقاط «طائرات البراميل» ... بـ «علم» واشنطن

• الإدارة الأميركية تعتقد أن الثوار وجهوا ضربة ديبلوماسية قوية للأسد في جنيفا

• أميركا تعتقد أن الأسد «ما زال يعيش وهم الحسم والبقاء في منصبه»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لتضارب في المواقف الذي سربته وزارة الخارجية حول سورية اثار لغطا. فقد اعرب المسؤولون الاميركيون لوسائل الاعلام العربية، ومنها «الراي»عن ارتياحهم لمجريات جنيف وثقتهم بأن بشار الاسد سيلتزم بموعد تسليم ترسانته الكيماوية حسب المقرر في يونيو. امام اعضاء في مجلس الشيوخ، ومنهم الجمهوريان البارزان جون ماكين وليندسي غراهام، قال وزير الخارجية جون كيري انه يعتقد ان بلاده بحاجة لاستراتيجية جديدة في سورية، وان جنيف لا نتيجة مرجوة منه، وان الاسد يحقق تقدما على الارض.

على ان الرأي الاميركي الادق هو مزيج بين الاثنين. من ناحية تعتقد الادارة الاميركية ان «الثوار وجهوا ضربة ديبلوماسية قوية للأسد في جنيف عندما اجبروا وفده على الجلوس والتفاوض معهم»، كذلك عندما «شاهد العالم الامم المتحدة تقدم خطة، والثوار يقدمون رؤية، فيما اكتفى وفد الأسد بالمشاغبة».

وتتوقع المصادر الاميركية ان يعمل كل من الطرفين السوريين في اتجاه مختلف على مدى هذا العام.


فبعد نجاحهم السياسي، سيسعى الثوار الى استعادة زمام المبادرة على الارض. الخطوة الاولى تكمن في انهاء مجازر البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات الاسد عشوائيا على رؤوس السوريين في حلب وداريا.

في هذا السياق، تقول المصادر الاميركية انها «على علم» بقيام اصدقاء اقليميين للثوار «بتزويدهم بالتقنية المطلوبة لاسقاط مروحيات الاسد»، من دون ان يحدد الاميركيون نوعية هذه «التقنية».


ويعتقد الخبراء الاميركيون ان الاسد يلجأ الى استخدام المروحيات لسببين: الاول هو تناقص عدد مقاتلاته وتعطل عدد كبير منها، والثاني هو شبه انعدام الدفاعات الارضية لدى الثوار، ما يسمح لمروحيات الاسد بالتحليق على علو منخفض والقاء البراميل.

ويقول الخبراء الاميركيون انهم يعتقدون ان لقوات الاسد معمل انتاج لهذه البراميل على نطاق واسع في شمالي محافظة حماة، ثم يتم نقلها جوا الى مطارات قريبة من حلب ودمشق حيث تحملها المروحيات وتلقيها عشوائيا.

على انه على الرغم من التقدم الذي حققته قوات الاسد منذ الخريف الماضي، يعتقد الخبراء الاميركيون ان الثوار، الذين تجري عمليات تدريبهم وتسليحهم بشكل افضل بعد نجاح توحيد الويتهم في اطار «الجبهة الاسلامية»، وبعد اسقاط واشنطن الشروط القاسية التي كانت تضعها على مراقبة هويات من يتم تسليحهم، يستعدون لشن «هجوم الربيع»، فور انتهاء ايام الشتاء الباردة في الاسابيع القليلة المقبلة.

وكتبت الخبيرة في «معهد دراسة الحرب» فاليري سزيبالا انه «فيما يستمر النظام في حملة العزل والتدمير التي يشنها، يستمر الثوار في اعادة تنظيم انفسهم». وقالت: «بعدما تحرروا من الشروط الاميركية الموضوعة على تسلمهم اية مساعدة قتالية اميركية، مثل عدم التحالف مع اي تنظيم اسلامي متشدد او المرور بعملية تدقيق مضنية قبل تسلم اسلحة خفيفة، يبدو ان موجات الثوار الجديدة اكثر نجاحا».

واضافت الخبيرة الاميركية، في الدراسة التي قدمتها اخيرا: «فيما لا يعني هذا بالضرورة ان الثوار سيقدرون على استعادة المكتسبات التي حققها الاسد في اواخر العام 2013، الا انه يعني ان المعارضة المسلحة في دمشق ستنجو من الشتاء، ومع حلول الربيع يصبح حصار الاسد اقل شدة على المدنيين».

وقالت سزيبالا: «مع ازدياد التدريب والتسليح من السعودية، من الممكن ان يكون الثوار اقوى بكثير في الربيع، وان ينجحوا مجددا في تحدي قبضة الاسد على دمشق القلعة».

وتقول الباحثة الاميركية انه ابتداء من اغسطس الماضي، شنت قوات الاسد عملية «درع العاصمة» لتحريرها من قبضة الثوار، وتضمن ذلك استخدام اسلحة كيماوية، ولكن على اثر التهديد الاميركي وتراجع الاسد، عاد الاخير لاستخدام وسائل تدميرية تقليدية، واستمرت العملية وترافقت مع عمليات اخرى اصغر على جبهات اخرى محيطة في دمشق.

واضافت سزيبالا انه رغم ان النظام حقق زخما في دمشق مطلع العام 2014، لا يبدو ان الحسم العسكري في متناول يديه.

في هذه الاثناء، سيسعى الاسد الى «تغيير الرواية» بهدف التركيز على اعادة انتخاب نفسه لولاية ثانية مع حلول الصيف، حسب المصادر الاميركية، التي تقول ان النظام السوري بدأ منذ فترة بالتشديد على موضوع الانتخابات، «وكأن احدا في العالم او سورية يعتقد ان اي انتخابات يجريها هي انتخابات فعلية او انها تمنحه شرعية من اي نوع كانت».

وتتوقع المصادر الاميركية ان يقوم حلفاء الاسد، وخصوصا الروس، بالاكثار من الحديث عن الانتخابات، وفي حث المعارضة على الترشح والمشاركة.

وتضيف مصادر واشنطن ان في سورية 6.5 مليون نازح داخليا، و2.5 مليون لاجئ خارج البلاد، وهؤلاء يشكلون 40 في المئة من اجمالي الشعب السوري، فضلا عن ان عددا كبير يقطن في مناطق هي تحت سيطرة الثوار بالكامل، و»عدم مشاركة هؤلاء في الانتخابات هو اول طعن في مصداقيتها».

وترصد المصادر نشاط نظام الاسد لتعديل القوانين واجراء انتخابات شكلية تبقيه رئيسا، وان يترافق ذلك مع حملة اعلامية تقوم بها وسائل اعلامه ووسائل الاعلام المؤيدة له في دول المنطقة.

لكن هل يسير الاسد قدما في تنظيم انتخاباته في حال نجح الثوار في استعادة زمام المبادرة العسكرية على الارض مع حلول الصيف؟

وتعتقد المصادر الاميركية ان «الاسد ما زال يعيش وهم الحسم والبقاء في منصبه، وهو امر تجاوزه السوريون والعالم»، فيما رجحت، كما الخبراء، استمرار العنف في سورية على مدى العام الحالي، واستبعدت ان ينجح اي من الطرفين في حسم المواجهة عسكريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق