الثلاثاء، 8 أبريل 2014

كيري: في سورية أزلنا «الكيماوي» بالديبلوماسية بينما في البوسنة احتجنا 30 ألف طلعة للتأثير في الأحداث

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

قال وزير الخارجية جون كيري ان 54 في المئة من المخزون الكيماوي في الترسانة السورية اصبح خارج سورية، وان نظام بشار الاسد يستعد لتحريك شحنة اساسية في اليومين المقبلين من موقع قريب من دمشق في اتجاه الساحل لاخراجها من البلاد. وتوقع كيري ان يلتزم الاسد بموعد تسليم ترسانته الكيماوية بالكامل، او «موعد قريب منه»، معتبرا ان الروس يؤيدون نزع المخزون الكيماوي السوري وتدميره.

كذلك، لمّح كيري الى ان واشنطن زادت من مساعدتها العسكرية للمعارضة السورية، مؤكدا التقارير المتواترة في العاصمة الأميركية وعلى الارض في سورية. لكنه رفض الحديث عن المجهود الأميركي علنا، وطلب عقد جلسة استماع مغلقة لابلاغ اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بآخر التطورات والخطوات الأميركية.

كلام الوزير الأميركي جاء اثناء جلسة استماع، امس، عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، برئاسة السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز، للمصادقة على موازنة وزارة الخارجية للعام 2015.

وتقاسم مينينديز الديموقراطي وزميله الجمهوري بوب كوركر الادوار، فافتتح الاول الجلسة بسلسلة من الاسئلة وجهها الى كيري حول المفاوضات مع ايران، فيما اغتنم كوركر الوقت المخصص له لاستنطاق كيري حول سياسة الرئيس باراك أوباما وادارته في سورية.

حول ايران، قال كيري: «نحن نقارب المفاوضات بجدية وبعيون مفتوحة، لذلك ونحن نفاوض، تستمر العقوبات على ايران، ونفاوض ليس بسبب نشاطها النووي فحسب بل بسبب دعمها للارهاب».

وسأل مينينديز حول تقرير ورد في صحيفة «وول ستريت جورنال» وجاء فيه ان ادارة أوباما تبدي تفاؤلها في المفاوضات مع ايران، وان هدفه الادارة هو تطويل «مدة الاختراق» التي تحتاجها طهران لصناعة سلاح نووي لتصبح ستة اشهر الى 12 شهرا، متسائلا: «اين هو النجاح؟ طلبتم صبرنا، طيب ما هو اطار الاتفاق واهدافه؟»

وأجاب كيري: «لست اعبر عن تفاؤل في المفاوضات مع ايران ولست اعبر عن اي شيء آخر، انا في الواقع ابقى في حالة تساؤل، وحتى ونحن في منتصف الطريق، تحدثت مع فريقنا في فيينا، وهم يعقدون مفاوضات جدية على مستوى خبراء وبالتفصيل للتأكيد ان البرنامج سلمي».

وتابع كيري: «كنا في الماضي نتحدث عن شهرين، واذا وصلنا الى 12 شهرا، لا اعتقده امرا سيئا، تذكر ان المدة المطلوبة للاختراق تعني المدة منذ اتخاذ الايرانيين قرارا وحتى توصلهم لانتاج كمية مواد يمكن استخدامها لبناء قنبلة واحدة، هذا من دون صناعة القنبلة او تجربتها».

وعدد كيري ما اعتبرها فوائد الاتفاقية الموقتة التي تم انجازها بين مجموعة دول خمس زائد واحد وطهران، في جنيف في 24 نوفمبر الماضي، وقال: «اليوم نحن نجري عمليات تدقيق في (مفاعلات) ناتانز وفوردو وآراك، ولم نكن في هذه المفاعلات قبلا، ونحن نتفحص عملية استخراج المواد من المناجم، وكلها امور لم نكن نفعلها من قبل».

وتابع المسؤول الأميركي: «نحن نحاول الوصول الى ادق عملية متابعة وتدقيق وتمحيص لما يفعله الايرانيون في برنامجهم النووي. ولكن تذكر، اذا قرروا الذهاب الى القنبلة، العقوبات لن تنجح في ايقافهم، والارجح اننا سنرد فورا (اي عسكريا)».

هنا سأل مينينديز: «هل تنوي الادارة العودة الى الكونغرس في حال حصلتم على اتفاق مع ايران لرفع العقوبات التي تريدون رفعها؟» فأجاب كيري: «طبعا ننوي ذلك لانه مطلوب في القانون، ومكتوب في الاتفاق المؤقت انه ليس متفقا على شيء الى حد التوصل الى اتفاق».

كوركر سأل بدوره حول كيفية التعاون مع روسيا في شؤون، وفي نفس الوقت مواجهتها في شؤون اخرى، فقال كيري: «الحقيقة ان العلاقة مع روسيا تولد صراعا وكذلك اتفاقا، مثل اتفاقنا حول تخفيض ترسانتينا النووييتين والتعاون في افغانستان والتعاون حول الكيماوي في سورية» وتابع قائلا: «اليوم 54 في المئة من الكيماوي خارج سورية، ولدينا شحنة اساسية تنطلق من موقع قرب دمشق في طريقها الى الخارج، واعتقد اننا سنكون في موعد التسليم او في موعد قريب منه، والروس قالوا انه في مصلحتهم الوصول الى هذه النتيجة».

وذكّر الوزير الأميركي بأنه حتى الرئيسين الجمهوريين الراحلين رونالد ريغان وريتشارد نيكسون تعاملا مع دول كانت واشنطن تخاصمها: «ريغان تعامل مع غورباتشوف، ونيكسون تعامل مع ماو».

كيري قال ان واشنطن منخرطة اليوم اكثر من اي وقت مضى في الشأن السوري ومع المعارضة السورية: «نحن نفعل اشياء كثيرة في سورية، ونحن منخرطون مع المعارضة اكثر من اي وقت مضى، وبنجاح اكثر من الماضي».

وتابع كيري: «دعني اشرح لك، اريد الناس ان تفهم ماذا نفعل، انا جئت الى هذا الموقع في فبراير الماضي، وفورا اجتمعنا مع مجموعة لندن 11 في روما وبدأنا التنسيق مع المعارضة، ثم في ابريل ذهبت الى روسيا واجتمعت مع (الرئيس فلاديمير) بوتين و(وزير خارجيته سيرغي) لافروف، وقلت اننا نحتاج الى حل سياسي مشترك، وفي ذلك الوقت كان الاسد في وضع متراجع، وبعد الاتفاق على مبدأ جنيف، بدأت المعارضة في اقتتالها الداخلي، ما جذب المتطرفين...»

وبعدما قاطعه كورك، تساءل كيري: «ما الحل؟ لا اعتقد ان الكونغرس او الشعب الأميركي يريد ارسال جيش على الارض في سورية، وما قاله الرئيس (أوباما) هو ان استخدام القوة العسكرية لن يكون لديه تأثير على الارض، ولكنه قال انه سيكون له تأثير على حسابات الاسد في استخدامه للأسلحة الكيماوية».

وتابع الوزير الأميركي: «30 ألف طلعة جوية في البوسنة للتأثير في الاحداث هناك، في سورية كنا ننوي يوما او يومين من الطلعات، ولكننا نجحنا في اخراج الكيماوي عبر الديبلوماسية مع روسيا؟ ماذا تختار؟ بضع طلعات وقنابل ام اخراج الكيماوي من سورية؟»

وسأل كوركر: «هل هناك حل عسكري في سورية ام لا؟ هل كانت آن باترسون تخترع ان لا حل عسكرياً؟».

فأجاب كيري: «انا لا اعتقد ان هناك حلاً عسكرياً، فقط تغيير حسابات الاسد بضربة عسكرية، وهذا رأي الرئيس ايضا. الواقع اننا اذا كنا نريد حلا سياسيا، علينا تغيير الواقع على الارض، اليوم يشعر الاسد بأمان في دمشق والممر نحو الشمال، ولكن في الشمال تتقدم المعارضة، والمفتاح هو كيف تقنع الطرفين ان لا حل عسكرياً من دون تدمير البلاد وان الحل الوحيد هو سياسي؟ كيف تفعل ذلك؟ نحن بحاجة الى جلسة مغلقة حتى تعرفوا اين نحن وماذا نفعل».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق