الجمعة، 19 سبتمبر 2014

الكونغرس الأميركي يصادق على تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يوم سوري طويل في الولايات المتحدة أمس واول من أمس بدأ مع سلسلة اللقاءات التي عقدها الرئيس باراك أوباما في مقر القيادة الوسطى، في ولاية فلوريدا، حيث القى خطابا كرر فيه مواقفه ورؤيته من الازمة في العراق وسورية وكرر تعهده بعدم ارسال قوات أميركية أرضية الى أي من البلدين، وأقفل بمصادقة مجلس النواب في الكونغرس على قانون يخول الحكومة الأميركية تدريب وتجهيز «المعارضة السورية المعتدلة».

وبين الحدثين، أطل كل من وزير الخارجية جون كيري والسفير السابق في سورية روبرت فورد، في جلستين متتاليتين، في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

في مجلس النواب حصد قانون تسليح ثوار سورية غالبية 273 صوتا تشكلت من أعضاء في الحزبين الديموقراطي والجمهوري، فيما عارض القانون 156 عضوا، أيضا من الحزبين. ويوم أمس، تسلم مجلس الشيوخ القانون وعقد جلسة للموافقة عليه سبقها استنفار قيادة الكونغرس من الحزبين ماكيناتها لحشد التأييد، واتصالات اجراها نائب الرئيس جو بيدن بأكثر من 70 عضوا لطلب تأييدهم.

وشارك كل من فورد، والسفير السابق في العراق ريان كروكر، والجنرالان المتقاعدان نائب رئيس الأركان السابق جاك كين وقائد القوات السابق في العراق دايفد بترايوس، في حشد تأييد الكونغرس، وأرسلوا رسالة الى أعضائه حثوهم فيها على تبني استراتيجية الرئيس باراك أوباما لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وإقرار كل الدعم اللازم الذي تطلبه الإدارة الحالية.

وفي مجلس الشيوخ، جهد كيري لتسويق وجهة نظر ادارته، وواجه سيلا من التشكيك تراوح بين مطالبة الأعضاء له بالاستحصال على قانون جديد يخول الحكومة الأميركية استخدام القوة، بدلا من المعتمد حاليا والذي يعود للعام 2001 قبل الحرب على أفغانستان.

وردا على أحد الأسئلة، برر كيري لجوء ادارته الى الكونغرس العام الماضي على اثر المجزرة الكيماوية في غوطة دمشق للاستحصال على تخويل لاستخدام القوة، فيما تستند الإدارة اليوم إلى قانون 2001 بالقول ان عملية العام الماضي كانت بحاجة الى تخويل يتعلق بمعاقبة هجمات كيماوية، وهو تفويض غير متوفر في قانون 2001 الذي يحدد استخدام القوة بمكافحة الإرهاب وتنظيم «القاعدة»، ما يعني انه مازال صالحا لعمليات الإدارة هذا العام.

اما أكثر الحوارات سخونة فكان بين كيري والسناتور الجمهوري جون مكين، المؤيد للتدخل العسكري ضد الأسد منذ أعوام. واستند مكين في تقييمه الى تصريحات وزير الدفاع السابق بوب غيتس يشكك فيها بفاعلية الاستراتيجية الأميركية المعلنة.

وقال مكين انه لا يمكن للثوار السوريين، حتى لو تم تدريبهم وتسليحهم، مواجهة «داعش» فيما قوات الرئيس السوري بشار الأسد تصب عليهم براميلها المتفجرة. ورد كيري بالقول ان الولايات المتحدة بحاجة لخوض المواجهة ضد كل من «داعش» والأسد على حدة، ما حمل مكين على الرد: «تقول لي ان قواتنا لا تقدر على مواجهة عدوين في وقت واحد، هذا كذب وخداع».

ومساء أمس، اتهم وزير الخارجية الاميركي نظام الرئيس السوري بشار الاسد بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية باستخدام قواته غاز الكلور كسلاح هذا العام.

وقال كيري خلال جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «نعتقد ان هناك أدلة على ان الاسد استخدم غاز الكلور» المحظور استخدامه كسلاح، مضيفا ان الاسد «انتهك بالتالي» معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق