الأربعاء، 18 فبراير 2015

إيتامار رابينوفيتش يدعو إسرائيل للتدخل في الحرب السورية

جريدة الراي

باهتمام كبير، رصدت الدوائر الأميركية المتابعة تقارير تحدثت عن قيام قوات تابعة لإيران و«حزب الله» اللبناني بإعدام 12 ضابطا من الجيش السوري النظامي اثناء قيام قوات مشتركة بشن هجوم لاستعادة زمام المبادرة في الجبهة الجنوبية في سورية. وتضاربت الانباء حول سبب الخلاف بين القوات الموالية لإيران وضباط تابعين للرئيس السوري بشار الأسد، الا ان بعض المصادر الأميركية، خصوصا من المقربة من إسرائيل، أبدت تخوفها من انهيار الأسد، في وقت تعالت الأصوات الداعية لتدخل إسرائيل لقلب ميزان المعركة ضد القوات الموالية لإيران في حال هيمنت هذه القوات على المشهد السوري بدلا من الأسد.

وكتب السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن والباحث حاليا في «معهد بروكنغز» ايتامار رابينوفيتش انه «حان الوقت لإسرائيل لإعادة النظر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في سياستها حول الحرب الاهلية السورية».

ورابينوفيتش هو المسؤول الإسرائيلي الذي قاد محادثات السلام مع نظيره السوري، السفير في واشنطن حينذاك ووزير الخارجية اليوم، وليد المعلم. ومع أواخر العام 1994، أرسلت دمشق رئيس اركان جيشها حكمت الشهابي للقاء نظيره الإسرائيلي ايهود باراك.

ويعتبر رابينوفيتش من أكثر الخبراء معرفة بالشأن السوري ومن الآراء المسموعة في العاصمة الاميركية، وهو كان من أبرز الدعاة لبقاء الولايات المتحدة وإسرائيل بعيدتين عن تطورات الأوضاع في سورية، الى ان قدم ما يبدو انه انقلابا في الموقف بسبب تقدم قوات موالية لإيران لاستيلائها على المساحات السورية الجنوبية المحاذية للحدود مع إسرائيل.

وكتب رابينوفيتش: «لقرابة أربعة أعوام، أي من مارس 2011، بقيت إسرائيل على الحياد، في وقت ينقسم صانعو السياسة والمحللون الإسرائيليون الى مدرستين حول مستقبل سورية». المدرسة الاولى، حسب رابينوفيتش، هي المعروفة بمدرسة «الشيطان الذي تعرفه»، وتعتبر انه رغم كل اخطائه، يبقى الأسد ونظامه أفضل من «بديل جهادي إسلامي» أو الفوضى التي ستعم في حال انهيار النظام. اما المدرسة الثانية، يتابع المسؤول السابق، فإنها تعتبر انه حسبما بدا جليا في حرب العام 2006، أصبح الأسد جزءا لا يتجزأ من محور إيران - «حزب الله».

ويتابع رابينوفيتش ان الانقسام في إسرائيل أدى الى حيادها، وترافق ذلك مع حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتفضيله للوضع القائم، واقترن ذلك مع تردد في التدخل لمصلحة المعارضة السورية، التي ترفض أن تكون في موقع حليفة إسرائيل. لكن من الدول الخمس المحيطة بسورية، يعتقد رابينوفيتش ان إسرائيل هي الأقل تدخلا وتأثرا بالوضع في سورية.

الا ان الموقف الإسرائيلي قد يكون في طور التعديل بسبب ثلاثة تطورات أساسية. الأول هو «نجاح النظام، بمساعدة ضخمة من إيران وتابعها اللبناني، بإحكام قبضته على 40 في المئة من الأرض السورية». السبب الثاني، هو «ضعف المعارضة العلمانية او الإسلامية المعتدلة، عسكريا وسياسيا»، والثالث هو «القرار الواضح من إيران وحزب الله بتكثيف وجودهما ونشاطهما في الجولان السوري ولتوسيع المواجهة مع إسرائيل من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية الى هضبة الجولان».

ويقول السفير السابق ان في السبب الثالث مفارقة تكمن في انعكاس الأدوار بين الأسد و«حزب الله»، ففي التسعينات «فاوضت سورية حول السلام مع إسرائيل فيما رعت عمليات ضدها في جنوب لبنان... وتاليا حافظت (دمشق) على جبهة هادئة في الجولان». اما اليوم، «فيحاول حزب الله إبقاء حدوده مع إسرائيل هادئة نسبيا، فيما يستعد ويمتحن الأرض لفتح جبهة مع إسرائيل في الجولان».

ويتابع انه عندما يعلن امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله تعديل «قواعد الاشتباك»، ما يعنيه هو ان الردع الذي حققته إسرائيل في العام 2006 في لبنان قد انتهى. ويقول رابينوفيتش أيضا ان «المؤسسة الدفاعية في إسرائيل لاحظت اخيرا ان حزب الله يتصرف بطريقة أكثر عدوانية، ويعد البنية التحتية في الجولان السوري لهجمات ضد إسرائيل».

اما الحل من وجهة النظر الإسرائيلية، يقول مسؤولها السابق، فيكمن في ان تعطي إسرائيل «حزب الله» وراعيه في إيران إشارة مفادها ان الرد على التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية وفي الجولان لن يكون «موضعيا» بعد الآن، بل قد «يستهدف وحدات أساسية ومنشآت لنظام الأسد، وتاليا يؤثر في مجرى الحرب الاهلية السورية.

ورغم ان خبراء اميركيين عارضوا اقتراح رابينوفيتش، بالقول ان ضرب منشآت تابعة لقوات الأسد تسهم في المزيد من اضعاف للرئيس السوري وافساح المجال في دور أكبر للإيرانيين وحلفائهم للسيطرة على سورية، الا ان مؤيدي اقتراح رابينوفيتش يعتقدون ان مدفعية الأسد وقوته الجوية مازالت عاملا أساسيا في المعارك التي تخوضها قوات إيرانية على الأرض السورية، وان إنهاك قوات الأسد يفرض المزيد من الانهاك على»حزب الله» وإيران في المواجهة مع قوات المعارضة، ما يبعد الطرفين تاليا عن أي مواجهة ممكنة مع إسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق