الأحد، 24 أبريل 2016

الكويت لأوباما في قمة الرياض: لا تحصروا مكافحة الإرهاب بـ«داعش» و«القاعدة»

واشنطن - من حسين عبدالحسين 

علمت «الراي» من مصادر أميركية تابعت زيارة باراك أوباما الى الرياض ان الرئيس الأميركي أثنى مراراً على الصداقة الأميركية - الكويتية، وانه كرر أمام الزعماء الخليجيين ان أميركا لم تتخل عن اصدقائها الخليجيين يوماً، كما في حرب الخليج الأولى في العام 1991 التي قادت اثناءها أميركا حرب تحرير الكويت من قوات صدام حسين. وقال ان أميركا ما زالت تتعهد أمن دول الخليج، وانها تعمل بشكل مستمر للحفاظ على الصداقة والتحالف معها.

واوضحت المصادر انه في اللقاءات العديدة، سمع الوفد الأميركي من نظيره الكويتي «تشديداً على ضرورة مكافحة الارهاب في المنطقة بكل اشكاله»، في ما اعتبره المسؤولون الأميركيون اشارة كويتية الى ضرورة توسيع واشنطن رؤيتها لمواجهة التطرف وعدم حصرها بتنظيمين فقط هما «الدولة الاسلامية» (داعش) و«القاعدة».

وقالت المصادر الأميركية ان أوباما ابدى تفهمه للقلق الكويتي، وقال انه يعلم ان الكويت عانت، أكثر من دول الخليج الباقية، من «نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك رعاية ايران لخلايا تجسسية لمصلحتها داخل الكويت»، ومحاولة طهران «فتح فروع للمجموعات العنفية التابعة لها في الكويت».

واعتبر أوباما ان بلاده تفعل ما بوسعها لتضييق الخناق على التنظيمات الارهابية التابعة لطهران، وان الدليل الأبرز على ذلك هو مصادقة الكونغرس وتوقيعه على قانون حمل عنوان منع تمويل «حزب الله» دولياً في ديسمبر الماضي. واضاف أوباما، حسب المصادر الأميركية، ان بلاده تضع «حزب الله» اللبناني على لائحة الارهاب منذ العام 1995، وانه «سعيد برؤية دول الخليج تنضم الى المجموعة الدولية في اعلانها هذا التنظيم ارهابياً والمشاركة في تجفيف منابع تمويله».

وتقول المصادر الأميركية ان احد الزعماء الخليجيين قال لأوباما انه لا يمكن «منع التمويل عن التنظيمات التابعة لايران، وفي الوقت نفسه تسليم الايرانيين 50 مليار دولار».

كذلك، حاول أوباما تأكيد حصرية الاتفاقية النووية مع ايران على الشؤون النووية فحسب، وقال ان مجموعة عقوبات واسعة لا تزال واشنطن تفرضها على طهران، وان الولايات المتحدة فرضت قبل اسابيع عقوبات جديدة على مسؤولين ايرانيين بسبب تورطهم في تجارب الصواريخ الباليستية، وانه رغم استعداد اميركا للتواصل مع ايران للعمل على ايجاد حلول في المنطقة، الا انه استعداد اميركي مشروط بقيام ايران بتغيير مواقفها ووقف دعمها للمجموعات العنفية في بعض دول المنطقة.

ويبدو ان النقاش حول سورية استغرق حيزاً واسعاً من الحوار الأميركي - الخليجي. وقالت المصادر الأميركية ان «التباين في رؤية الطرفين تجاه كيفية التوصل الى حل في سورية ما زال قائماً، وان حلفاءنا الخليجيين يرغبون في حسم الأزمة السورية بشكل اسرع، وانهم احياناً لا يأخذون في عين الاعتبار ان الديبلوماسية هي عملية معقدة وتستغرق احياناً أسابيع وشهورا كثيرة لانجازها».

وفي تأكيد لهذا التباين، اعتبر أوباما في مقابلة مع «بي بي سي» أنه سيكون من الخطأ أن ترسل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو مجموعة من الدول الغربية قوات برية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً ان على الولايات المتحدة ودول أخرى أن تستخدم نفوذها الدولي لإقناع حلفاء الأسد مثل روسيا وإيران بالعمل على التوسط في عملية انتقال سياسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق