الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010
الكويت ليست من الدول الموقّعة على ميثاق الحد من انعدام الجنسية
نيويورك - من حسين عبد الحسين
دفعت المادة الثامنة من «ميثاق الامم المتحدة للحد من انعدام الجنسية» للعام 1961 ممثلين عن بريطانيا الى اثارة قضية نزع الجنسية الكويتية عن ياسر الحبيب امام مسؤولين من دائرة الشؤون القانونية في الامم المتحدة.
وتنص المادة المذكورة على انه «لا يحق لأي دولة حرمان اي شخص من الجنسية في حال ثبت ان هذا الحرمان سيحوله إلى شخص عديم الجنسية».
وكانت الحكومة الكويتية اقرت، الاسبوع الماضي، نزع الجنسية عن الحبيب، المقيم في لندن، بموجب المادة 13 من «قانون الجنسية» للعام 1959، بعد ان اثارت تصريحاته في شؤون دينية موجة من الانتقادات في البلاد.
«الراي» توجهت بالسؤال عن قانونية الخطوة الكويتية الى المسؤولين في الامم المتحدة، الا ان هؤلاء اشاروا الى «تعذرهم عن الاجابة عن اي موضوع يتعلق باداء الدول الاعضاء، وقالوا: «يحق لنا موظفي الامم المتحدة ابداء الرأي في البرامج التي تشرف عليها منظمتنا حصرا، اما المسائل بين الدول، فهي شأن مجلس الامن اوالجمعية العمومية».
الا ان اوساطا في الامم المتحدة اشارت همسا الى «ان الكويت ليست من بين الدول الموقعة على ميثاق الامم المتحدة للحد من انعدام الجنسية، والذي لم توقعه حتى الان الا حكومتان عربيتان هما تونس وليبيا، وهذا ما يعفي الحكومة الكويتية من الالتزام باي مادة من مواد الميثاق».
وقال خبير قانوني رفيع في المنظمة، على شرط عدم الافصاح عن اسمه، انه حتى بموجب هذا الميثاق، «هناك استثناءات عديدة، لا اعلم ان كان اي منها ينطبق على الحبيب».
بعض «الاستثناءات التقنية»، حسب الخبير، تتضمن امورا تتعلق «بعدم اقامة الشخص الذي تم سحب جنسيته في البلد المذكور لفترة ما يحددها القانون، او ان يكون المدعو قد حاز على جنسيته عن طريق التزوير». واضاف ان استثناءات اخرى لمنع اسقاط الجنسية، بحسب ميثاق الامم المتحدة، تتعلق بشؤون «مصلحة الدولة الفلانية... مثلا ان يقوم مواطن ما بتقديم خدمات لدولة اخرى، او ان يقسم الولاء لدولة اخرى».
واشار الخبير الى ان «الباب (ألف) من الفقرة الثالثة من المادة الثامنة ينص على جواز اسقاط الجنسية عن كل مواطن ممن يثبت ان تصرفاته تؤذي جديا المصالح الحيوية للدولة». واعتبر انه «حتى لو كانت الكويت موقعة على ميثاق الامم المتحدة للحد من انعدام الجنسية، فان الاستثناءات في الميثاق تعطي الحرية للحكومة صاحبة السيادة في تحديد ما اذا كانت تصرفات هذا المواطن او ذاك مؤذية للمصالح الحيوية
للبلاد، وتاليا موجبة لاسقاط الجنسية عنه او عنها».
ويوافق مدير «دائرة التدوين في مكتب الشؤون القانونية» للامم المتحدة، فاكلاف ميكولكا، على فكرة «سيادة الحكومات في تحديد منح او حرمان الجنسية للاشخاص».
وفي مطالعة، كتب ميكولكا، وهو الرئيس السابق للجمعية التشيكية للقانون الدولي، انه «لا يعود للقانون الدولي بل للقوانين المحلية المرعية الاجراء في كل دولة ان تقرر من هو مواطن ومن هو ليس مواطنا».
واضاف: «ان حرية حق الدولة في قرارات منح الجنسية او حجبها ممكن تحديدها بناء على الاتفاقيات الثنائية مع الدول الاخرى او توقيع معاهدات دولية، ما يجعل من صلاحيات الدولة تحت سيطرة القانون الدولي».
وتابع متسائلا: «ولكن الى اي حد ممكن ان يتدخل القانون الدولي؟ وهل يمكن له ان يتدخل في توزيع الافراد بين الدول لمنع انعدام الجنسية او ازدواجيتها؟» ليجيب ان الكلمة الفصل تبقى في يد الحكومات، وان دور الاتفاقيات هو في الاغلب «تحديد العلاقات بين الدول، لا بين الدول والافراد».
العلاقة بين الدول حول منح او حرمان الجنسية للافراد، حسب المواثيق الدولية، هي التي «دفعت البريطانيين الى استشارة الامم المتحدة في موضوع قانونية نزع الحكومة الكويتية لجنسية الحبيب المقيم في لندن».
وعلى طريقة ابداء المشورة في قانونية الخطوة، نصحت اوساط الامم المتحدة بريطانيا «بالالتزام بالنتائج التقنية للموضوع، اي منح الحبيب اللجوء السياسي كما هو متعارف عليه في حالات مشابهة».
الا ان أوساط الامم المتحدة نفسها اشارت الى «تسرع كويتي في نزع جنسية الحبيب»، اذ كان الاجدى حسب هذه الاوساط ان تطلب الكويت من بريطانيا ترحيله ليصار الى محاكمته في الكويت، «وفي حال رفضت لندن تسليمه خوفا على محاسبة الحبيب لرأيه السياسي او الديني، وقتذاك، تتحمل بريطانيا مسؤولية بقاء الحبيب لديها لاجئا سياسيا على اراضيها حتى اشعار آخر».
الخميس، 23 سبتمبر 2010
أعضاء في الكونغرس الأميركي يتمسكون بمعارضتهم تسليح الجيش اللبناني
واشنطن - من حسين عبد الحسين
يتمسك بعض أعضاء الكونغرس الاميركي بمعارضتهم لتقديم مساعدات عسكرية اميركية الى الجيش اللبناني، رغم قيام الادارة الاميركية بعقد اجتماعات مطولة معهم لاقناعهم برفع الحظر المفروض على 100 مليون دولار هي قيمة العتاد المتوقع ان تقدمه واشنطن الى بيروت العام المقبل.
وعلمت «الراي» ان معارضة هؤلاء الاعضاء لا ترتبط بأي «خوف من وصول العتاد الحربي الاميركي الى ايدي مقاتلين في حزب الله، بل تتركز على علامات استفهام حول اداء الجيش المتعاطف مع حزب الله».
ويقول احد مساعدي ابرز اعضاء الكونغرس المتمسكين بمعارضتهم ان «التواطؤ بين الجيش اللبناني وحزب الله يعود الى حرب 2006 عندما مررت مخابرات الجيش احداثيات البارجة الاسرائيلية ساعر المتواجدة قبالة الساحل اللبناني، مساء 14 يوليو، فاطلق الحزب صاروخا بحريا صيني الصنع من طراز سي - 802، وكبّد السفينة الاسرائيلية خسائر».
ويضيف ان اسرائيل قامت اثر ذلك بتدمير كل رادارات الجيش التي تكشف الساحل، «وكانت تلك اول مواجهة من نوعها بين جيش الدفاع الاسرائيلي والجيش اللبناني منذ زمن».
ويتابع المستشار في الكونغرس: «مشكلتنا هي مع جهاز استخبارات الجيش، الذي اثبت ولائه الكامل لقيادة حزب الله بدلا من الحكومة اللبنانية... كذلك، لدينا علامات استفهام على الهوى السياسي لبعض ضباط الجيش المكلفين الاشراف على منطقة عمليات الحزب».
ويعتبر انه منذ صدور قرار مجلس الامن 1701، في اغسطس 2006، «لعب الجيش اللبناني دورا تمويهيا فيما قام الحزب باعادة تسليح نفسه جنوب الليطاني بدلا من تطبيق القرار ومنع السلاح من الوصول الى ايدي الحزب».
قرار «تواطؤ الجيش مع المجموعة الارهابية»، حسب مستشار الكونغرس، «كان واضحا من اليوم الاول لانتشار الجيش، جنوب الليطاني، عندما القى قائده (رئيس جمهورية لبنان) ميشال سليمان خطابا تحدث فيه عن انتشار الجيش الى جانب المقاومة والشعب، وهذه الصيغة دخلت البيان الوزاري للحكومة الحالية».
ولا يخفي المستشار الخلاف العميق بين بعض اعضاء الكونغرس والادارة: «يقولون لنا ان وزارة الدفاع (الاميركية) على اتصال بعدد كبير من الضباط في الجيش اللبناني، وان لا خوف من امكانية سيطرة حزب الله على قرار الجيش اللبناني، ونحن نرى عكس ذلك». ويوضح: «تعتقد الادارة اننا غافلون عن تغلل حزب الله في الجيش اللبناني». ويضيف متسائلا: «حسنا، الى من يدين بالولاء (النائب الاول لمدير مخابرات الجيش اللبناني العقيد) عباس ابراهيم، و(النائب الثاني لمدير المخابرات العقيد) حسين يوسف، و(مدير المخابرات في الجنوب العقيد) علي شحرور، و(مدير المخابرات في البقاع العقيد) حسين خليفة، و(قائد عمليات منطقة الجنوب العميد الركن) صادق طليس»؟ ليجيب: «كل هؤلاء يدينون بالولاء لحزب الله، الذي وافق على تعيينهم في مناصبهم، وبعضهم على علاقة قرابة بقياديين كبار في الحزب الارهابي».
ويصر مستشار الكونغرس على تحميل الجيش اللبناني مسؤولية الاشتباك المسلح على الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل، في 3 اغسطس بالقرب من قرية العديسة، والذي اودى بحياة جنديين لبنانيين وصحافي، فضلا عن ضابط اسرائيلي وجندي.
ويقول: «اختر ما شئت من التقارير، كلها اشارت الى ان المسؤولية في الحادثة تقع على كاهل الجيش اللبناني، ونحن نعتقد ان بعض الضباط الموالين لحزب الله اشعلوا الحادثة بتعليمات منه بينما حكومة بيروت غافلة وسارعت الى ادانة اسرائيل والتهرب من مسؤوليتها ضبط اراضيها وجيشها».
ورغم معارضة هؤلاء الاعضاء في الكونغرس، وعددهم ثلاثة، لرفع الحظر عن المساعدات الاميركية الى الجيش اللبناني، تستمر المحاولات المكوكية لمسؤولي الادارة في ثنيهم عن تمسكهم بمعارضتهم واقناعهم ان مصالح الولايات المتحدة تقضي ببناء جيوش قادرة وحكومات يمكنها القيام بدور شركاء استراتيجيين لاميركا حول العالم، على غرار العراق وافغانستان ودول عدة اخرى.
الأحد، 19 سبتمبر 2010
جيفري وايت: أي حرب مقبلة بين «حزب الله» وإسرائيل ستكون مصيرية... وستؤدي إلى تحول المنطقة بأكملها
واشنطن - من حسين عبد الحسين
«الحرب ان أتت: اسرائيل في مواجهة حزب الله وحلفائه»، هو عنوان دراسة اصدرها المدير السابق لوكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع الاميركية جيفري وايت، وابرز ما جاء فيها انه «اذا اندلعت الحرب مجددا على حدود اسرائيل لبنان، لن يشبه الصراع كثيرا حرب 2006، بل سيكون حادثة، ربما مصيرية، وستؤدي الى تحول المنطقة باكملها».
وايت، الذي يعمل حاليا خبيرا في شؤون الدفاع في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى»، عقد حلقة، اول من امس، ناقش فيها دراسته. وقال ان «مسرح الاعمال الحربية سيشمل 40 الف ميل مربع»، وهو ما يعادل 64 الف كيلومتر مربع، ويتضمن «لبنان (10 الاف كم مربع)، واسرائيل (20 الفا)، واجزاء من سورية (185 الفا)».
واضاف ان «نهاية الاعمال الحربية في 2006 شكلت نقطة بداية التحضيرات للحرب المقبلة» من قبل الطرفين، وان «الطرفين يستخدمان اسلوبا هجوميا بالنظر الى المواجهات السابقة».
وتوقع وايت ان يتركز القتال على الحدود الشمالية لاسرائيل وفي جنوب لبنان، مع عدد من «المسارح الثانوية» للمواجهات. وقال ان «حزب الله» سيحاول صد الهجوم الاسرائيلي البري في جنوب لبنان بشراسة، فيما ستحاول اسرائيل الوصول الى الليطاني، والى ما بعد الليطاني، حيث تتركز صواريخ حزب الله».
وفي محاولة لتصوير فداحة الخسائر اللبنانية المتوقعة في اي حرب، قال وايت ان «اسرائيل ستعمد الى حرق العشب في لبنان بدلا من تشذيبه»، ولفت الى ان الحسم في الحرب سيكون عن طريق «الاجتياح الاسرائيلي البري».
ومع ان الجيش الاسرائيلي اتم استعدادته للقتال في المدن والمناطق الآهلة بالسكان عوضا من القتال في الطبيعة، حسب الخبير الاميركي، فان هذا الجيش سيتكبد خسائر لا يستهان بها في الحرب المقبلة. واعتبر ان «حزب الله» سيحاول امتصاص الهجوم الاسرائيلي البري، «لكنه لن يتراجع... وستكون معركة الجنوب حاسمة».
وقال وايت ان التوقعات الاسرائيلية تشير الى ان «حزب الله» سيعمد الى اطلاق 500 او 600 صاروخ يوميا في اتجاه اسرائيل، «وهذا كثير من النار الذي سيأتي في اتجاه اسرائيل». واشار الى ان تقنية معظم الصواريخ التي بحوزة الحزب اصبحت افضل مما كانت عليه في العام 2006.
واشار انه على عكس العام 2006، فان اسرائيل ستعمل على تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية لتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية اعمال الحزب.
وختم ان سيناريوات نهاية الحرب، ثلاثة، وهي تتضمن الحسم، او تعب المتقاتلين، او الحل المفروض. الحسم، حسب وايت، لا يمكن الا لاسرائيل تحقيقه، وبذلك انهاء خطر «حزب الله» المسلح واملاء شروطها لانهاء الحرب. اما في الخيارين الثاني والثالث، فستكون النتيجية عبارة عن «فوضى»، مثل نهاية حربي 1973 و2006، وسيعمل المتقاتلون على الاستعداد لحرب اخرى مقبلة.
بدوره، حذر الضابط السابق في الجيش الاميركي والباحث في مركز ابحاث «الامن الاميركي الجديد» اندرو اكسوم، من ان اي احتلال اسرائيلي للبنان سيكون بمثابة كابوس للاسرائيليين.
وقال خريج الجامعة الاميركية في بيروت، ان مصلحة اسرائيل العليا، «في حال قتل حزب الله ديبلوماسيا اسرائيليا انتقاما لمقتل عماد مغنية او قام بخطف جندي»، تقتضي بتوجيه ضربات موجعة في غضون ثلاث او اربعة ايام.
واعتبر انه في حرب 2006، كان المجتمع الدولي متعاطفا مع اسرائيل في الاسبوع الاول للحرب، ولكن بما ان الخسائر اللبنانية كانت اكبر بكثير من الخسائر الاسرائيلية، وبما ان «اللبنانيين هم من انجح الشعوب في الانتاج والتعاطي مع الاعلام العالمي»، انقلب التعاطف العالمي ضد الدولة العبرية.
وقال انه بناء على تجربة حرب 2006، فانه «عندما يعد الاسرائيليون انهم سيدمرون الضاحية (الجنوبية لبيروت) تماما، فان الجميع يصدق انهم سيفعلون ذلك»، وهذا حسب الضابط السابق، يساهم في تعزيز ميزان الرعب والردع بين الطرفين ويلقي المزيد من الضغط الشعبي على كاهل «حزب الله» لثنائه عن التسبب بأي حرب.
واضاف اكسوم ان الهدنة القائمة على الارض بين «حزب الله» واسرائيل، اي «ميزان القوى الحالي، هو افضل ضمانة للردع وللسلام، وهو مؤذ لحزب الله على المدى الطويل».
وختم بالقول ان اي «حرب اخرى لن تكون في مصلحة الاسرائيليين، ولا اللبنانيين، ولا مصالح الولايات المتحدة» في منطقة الشرق الاوسط عموما».
الخميس، 16 سبتمبر 2010
ثورة المحافظين الأميركيين تستبدل فورة أوباما اليسارية وتعد بمفاجآت انتخابية

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010
نصف مليار دولار من أميركا إلى لبنان لـ«كبح نفوذ» سورية وإيران
واشنطن من حسين عبد الحسين
علمت «الراي» ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس هاورد برمان، وافق على رفع الحظر، الذي فرضه في 3 اغسطس على 100 مليون دولار، اثر الاشتباك المسلح بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي قرب قرية العديسة الجنوبية، هي جزء من قيمة المساعدات الاميركية التي رصدتها الحكومة الاميركية للجيش اللبناني للعام 2011.
وتنفق الولايات المتحدة ما يقارب نصف مليار دولار سنويا لدعم برامج مختلفة في لبنان، منها 100 مليون لدعم الجيش اللبناني، و30 مليونا لتدريبه، و212 مليونا للمساهمة في تكاليف عمل قوات «اليونيفيل» المنتشرة جنوب نهر الليطاني. كما تنفق ما يقارب 100 مليون دولار سنويا، تطلق عليها اسم «اموال دعم اقتصادي»، وتتضمن مساهمة اميركية في تسديد جزء من خدمة الدين العام اللبناني.
وطلبت وزارة الخارجية الاميركية رصد مبلغ 264 مليونا و300 الف دولار، (الاموال المرصودة لقوات اليونيفيل ترد في باب الاموال الاميركية المخصصة للامم المتحدة)، كمساعدات للبنان في مشروع الموازنة الاميركية للعام 2011.
وورد تحت بند المساعدات الى لبنان ان من شأنها «بناء مؤسسات حساسة، خصوصا الاجهزة الامنية اللبنانية اي القوات اللبنانية المسلحة وقوى الامن الداخلي لمعالجة موضوع امن الحدود، ومقاومة العناصر السلبية المتطرفة، وكبح نفوذ سورية وايران».
وكان مسؤولون في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الامن القومي عقدوا، الاسبوع الماضي، لقاء مع ممثلين عن ناشطين اميركيين من اصل لبناني، وممثلين احزاب سياسية لبنانية في واشنطن، لابلاغهم ان الولايات المتحدة تعمل على اقناع الكونغرس الافراج عن المبلغ الذي طاله حظر برمان.
اثناء اللقاء، انبرى احد اللبنانيين الاميركيين الى الاعتراض على ارسال مساعدات الى الجيش، وقال ان «حزب الله بات يسيطر فعليا على القوات المسلحة اللبنانية، وان ارسال المساعدات الى الجيش هي بمثابة اضاعة لاموال دافعي الضرائب».
ورد احد المسؤولين: «انا امثل الحكومة الاميركية في هذه القاعة، وانا اقول اننا اذا تأخرنا في ارسال المساعدات الى الجيش اللبناني، فان دولا اخرى مثل ايران قد تسعى الى ملء الفراغ، وربما السيطرة الكاملة على الجيش».
يذكر ان الجالية اللبنانية من اصل اميركي، سبق ان اقامت مأدبة عشاء على شرف برمان، الصيف الماضي، من اجل دعم حملته الانتخابية، الا ان ذلك لم يمنع عضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا من القاء الحظر على المساعدات الى الجيش اللبناني على اثر اشتباكات العديسة.
والانقسام حول جدوى الاستمرار في تسليح وتدريب الجيش اللبناني يشبه الانقسام السائد حول سياسة «الانخراط مع سورية» التي تنادي بها ادارة الرئيس باراك اوباما، اذ يكرر المسؤولون في الادارة ان غياب السفير الاميركي عن دمشق يخلق فراغا، ويسمح للاطراف الاخرى، مثل ايران، بالسيطرة على قرار النظام السوري.
على ان حساسية الانفتاح على دمشق اكبر بكثير من الاستمرار في رصد الاموال سنويا على مساعدات تذهب الى الجيش اللبناني ومؤسسات لبنانية اخرى. وهكذا، فيما يتمسك بعض اعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري في فرض الحظر على اعادة السفير الاميركي الى دمشق، يندر ان يتمسك هؤلاء، او زملاؤهم من الديموقراطيين، باي حظر جدي يطول المساعدات الى لبنان او الجيش اللبناني.
وكانت الدفعة الاخيرة من المساعدات الاميركية وصلت الى لبنان في يونيو الماضي، وبلغت قيمتها نحو نصف مليون دولار، وتضمنت ادوات تستخدم «في مكافحة الارهاب«.
كذلك قامت واشنطن بتزويد لبنان بانواع مختلفة من العتاد يقول خبراء ان آخرها كان طائرات مراقبة جوية من دون طيار.
ويقوم عدد من الدول الاخرى بتقديم المعونة للجيش اللبناني، والعام الماضي، اعلنت روسيا انها ستقدم 10 مقاتلات من طراز «ميغ 29» الى لبنان، الا ان الهبة الروسية لم تطأ الارض اللبنانية، مما حدا بالرئيس اللبناني ميشال سليمان، اثناء زيارته لموسكو في فبراير الماضي، الى الطلب من الحكومة الروسية تزويد لبنان بمروحيات عسكرية بدلا منها، وظل مصير الهبة الروسية الاخيرة مجهولا مثل سابقتها.
الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010
كوربن لـ «الراي»: الحكومة العراقية المقبلة ستكون جامعة والإرهابيون لن ينجحوا في التسبب بصراع أثني وطائفي

الاثنين، 13 سبتمبر 2010
لا عودة منظورة لـ «شهر العسل» في العلاقات الأميركية - السورية
واشنطن من حسين عبد الحسين
قبل عام بالتمام، نشرت «الراي» تقريرا أفاد بأن «شهر العسل في العلاقات الاميركية السورية، الذي بدأ بعد انتخاب باراك اوباما رئيسا، قد انتهى».
واعتبرت «الراي» حينذاك ان ما قدمته دمشق سياسيا لادارة اوباما لم يكن يكفي لخوضها معركة في وجه الجمهوريين في الكونغرس من اجل اعادة الانفتاح على سورية، وهو ما من شأنه ان يعرقل عودة السفير الاميركي الى العاصمة السورية، للمرة الاولى منذ استدعاء مارغريت سكوبي في فبراير 2005، اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري.
اثار تقرير «الراي» زوبعة، وتصدت له بعض وسائل الاعلام العربية المرموقة، ونقل كتاب وصحافيون، عن مصادرهم الاميركية، ان عودة السفير الاميركي الى دمشق كانت محسومة ومرتبطة بالوقت الذي يستغرقه انجاز التعيين اداريا.
بعد عام، ما زالت السفارة الاميركية في دمشق من دون سفير. صحيح ان الادارة اقترحت اسم الديبلوماسي روبرت فورد، وقام بعد ذلك حليف دمشق الاول السناتور جون كيري برمي ثقله في مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينه، الا ان فورد لم يعد حتى الساعة، وسبب التأخير ما زال نفسه منذ عام وهو ان دمشق لم تقدم لاوباما ما يمكنه استخدامه في الكونغرس في وجه خصومه الجمهوريين، الذين يصرون على العرقلة.
ومنذ انتخاب اوباما قبل 21 شهرا، تراجع نفوذ الرئيس وحزبه الديموقراطي سياسيا، وشهدت واشنطن عودة الحزب الجمهوري. كذلك، يبدو ان ادارة الرئيس الاميركي ادركت انه ليست باستطاعة سورية اليوم على عكس سورية في التسعينات التأثير على مجرى الامور في المنطقة، لذا، استنتجت الادارة الحالية ان لا جدوى من انفاق اي رصيد سياسي، داخل واشنطن، من اجل استقطاب دمشق.
هكذا، وقّع اوباما خلال عامين على تجديد دفعتين من العقوبات على سورية كان اقرها سلفه جورج بوش. الا ان الدليل الابرز على ان اوباما لا ينوي خوض مواجهة كرمى لعيون دمشق، ظهر في 19 اغسطس الماضي، عندما قام الرئيس الاميركي بتجاوز مجلس الشيوخ في فترة عدم انعقاده في الصيف لتثبيت اربعة تعيينات كان يعرقلها المجلس، منها تثبيت ماري كارمن ابونتي سفيرة لاميركا في السلفادور. وكان لافتا ان اوباما لم يتجاوز المجلس لتثبيت فورد سفيرا في سورية، وفي ذلك دلالة على ان الرئيس الاميركي لا يرى الانفتاح على سورية مسألة حيوية تتطلب اجراءات استثنائية مثل تجاوز الكونغرس.
الطريق الاميركية المسدودة في وجه دمشق لم تثن اللوبي السوري في العاصمة الاميركية عن مضاعفة نشاطه، على الرغم من خسارته احد ابرز حلفائه السناتور عن ولاية بنسلفانيا، والقريب من اوباما، آرلن سبكتر، الذي لم ينجح في الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لتجديد ولايته.
ورغم غياب سبكتر، نجح كيري في اقناع زعيم الاقلية الجمهورية في لجنة الشؤون الخارجية ادغار لوغار بتبني وجهة النظر القائلة بضرورة اعادة السفير الاميركي الى دمشق. وعمل انصار سورية على خطين في هذا السبيل.
على الخط الاول، عملوا على تصوير الرئيس السوري بشار الاسد على انه صاحب نوايا طيبة تجاه واشنطن، ولكن بما ان اميركا بعيدة عن الاسد، تعمل الدول المتطرفة مثل ايران على ملء الفراغ والسيطرة على آراء الرئيس السوري (وهذه الفكرة نفسها يتم تسويقها حول ضرورة تسليح اميركا للجيش اللبناني سوف تنشرها «الراي» في تقرير فور انجازه).
ولاعادة الاسد الى الاعتدال، وبما ان السوريين يرفضون لقاء القائم بالاعمال في دمشق، لا بد من عودة السفير الاميركي حتى يعيد التواصل مع الاسد ويساهم في ارشاده الى الخيارات التي تصب في المصلحة السورية.
على الخط الثاني، عمل اللوبي السوري على تسخيف دور السفير الاميركي في سورية، وفصل عودته عن المطالب التي تضعها واشنطن على دمشق، مثل الابتعاد عن ايران وحلفائها في المنطقة.
الا ان اكثرية الجمهوريين في مجلس الشيوخ، رفضوا آراء كيري وصحبه، واصروا على الاستمرار في سياسة بوش التي كانت تعتبر وجود السفير الاميركي في دمشق بمثابة مكافأة، وانه لا يجوز مكافأة الاسد رغم استمراره في التحالف مع ايران.
لكن كيري لم يتراجع، واوحى للوغر بايفاد مساعدين الى المنطقة لاعداد تقرير عله يساهم في اقناع الجمهوريين باهمية تثبيت تعيين فورد والانفتاح على سورية. واستجاب لوغر.
في اول يونيو الماضي، وصل الى دمشق فريق من مساعدين زعيم الاقلية الجمهورية في لجنة الشؤون الخارجية برئاسة الديبلوماسية (سبق لها ان خدمت في سفارة بلادها في تونس) دوروثي شاي، وعقدت اجتماعات تم ترتيبها مسبقا مع مسؤولين سوريين ومع من تم تقديمهم على انهم ناشطين في المجتمع المدني وشباب ورجال اعمال.
اثناء اجتماعها مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اثارت شاي مسألة تزويد سورية بصورايخ سكود لحزب الله، فنفى المسؤول السوري التقارير نفيا قاطعا. ثم شدد المقداد على نية القيادة السورية تحسين علاقاتها مع اميركا، وابلغها انه في حال عودة سفير يتمتع بثقة واشنطن الى دمشق، فانه «سيجد كل الابواب مفتوحة في وجهه».
واضاف المقداد ان الخلافات بين البلدين لن تختفي فورا، ولكن ممكن دفعها الى الهامش. وخلص الى القول ان نتيجة عودة السفير الاميركي الى سورية تعتمد على التعليمات التي ستكون بحوزته، او بكلام آخر، على السياسة الاميركية التي يجب ان تتغير حتى تأتي اعادة السفير بأية ثمار.
واثر عودتها الى العاصمة الاميركية، رفعت شاي تقريرا الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جاء فيه: «انه لمن السذاجة التصديق بان النظام (السوري) سيغير من سياساته بشكل دراماتيكي في المستقبل القريب، الا ان السفير الاميركي في سورية سيكون بامكانه ان يشرح للسوريين ان مصالحهم لا تتحقق من خلال صداقتهم مع ايران، او دعمهم حزب الله والمجموعات الفلسطينية الارهابية، او التدخل في لبنان، او افساد عملية السلام...» وسط «السذاجة» الاميركية، وشبه التوافق الديموقراطي الجمهوري حول الانفتاح على دمشق، هل يعود فورد الى سورية؟
الاجابة حتى الان تبدو سلبية، وهو ما يدفع الى البحث عن القوة الكابحة للاندفاعة الاميركية في اتجاه الاسد.
هنا، تقول مصادر اميركية رفيعة لـ«الراي» ان «اسرائيل هي من صانت نظام الاسد من الانهيار في العام 2005، واسرائيل هي من كسرت العزلة الدولية التي كانت مفروضة على دمشق حتى العام 2007، واسرائيل هي التي صاغت الشروط الجديدة لعودة سورية للعب دور اقليمي».
حسب المصادر الاميركية، «من وجهة نظر تل ابيب، هناك حاجة لاستمرار النظام السوري لان الهدنة بين اسرائيل وسورية منذ العام 1974 ممتازة». وتضيف المصادر: «اسرائيل كذلك لا يهمها امر الجولان، ومستعدة لاعادته الى السوريين، لكن المعادلة تغيرت، ولم تعد الارض مقابل السلام، بل الجولان مقابل انقلاب تام لسورية ضد ايران وحزب الله وحماس».
وتتابع: «طالما ان سورية لا تسير في المعادلة الاسرائيلية الجديدة، وطالما ان سورية ليست اولوية لدى واشنطن، مما يجعلها تسلم الامر الى تل ابيب، سيبقى من المستبعد ان تعيد واشنطن لدمشق دورها الاقليمي الذي لعبته في التسعينات».
وتختم المصادر: «السياسيون في الرياض وبيروت هم وحدهم من يعتقدون ان لسورية اليوم دورا اقليميا ما، وهذا بعيد جدا عن الواقع».
الأحد، 12 سبتمبر 2010
السناتور فاينغولد يحرك مشروع قانون لرفع حال الطوارئ وإنهاء الاعتقالات واستقلالية القضاء
واشنطن من حسين عبد الحسين
اشعل السناتور الديموقراطي عن ولاية ويسكونسن روس فاينغولد، هجوما مفاجئا من اجل «دعم الديموقراطية وحقوق الانسان والحريات المدنية» في مصر، بتقديمه في 20 يوليو الماضي وتحريكه هذا الاسبوع مشروع قانون حمل الرقم 586، يدعو «الحكومة المصرية الى اتخاذ كل الخطوات الضرورية لضمان ان الانتخابات المقبلة ستكون حرة، وعادلة، وشفافة، وذات مصداقية».
ولا تبدو اهداف القانون السياسية واضحة حتى الان، الا ان فاينغولد نجح في حشد تأييد الحزبين لمشروعه اذ تبناه ستة اعضاء في الكونغرس من الديموقراطيين، وثلاثة من الجمهوريين، منهم المرشح السابق للرئاسة جون ماكين.
وجاء في مقدمة المشروع، «حيث ان الشعب والحكومة المصريين يلعبان دورا مهما في السياسة الدولية والاقليمية، خصوصا في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط، وحيث ان مصر هي مركز الفكر والثقافة في العالم العربي، وحيث ان احترام الديموقراطية وحقوق الانسان والحريات المدنية هي مبادئ اساسية في الولايات المتحدة، وحاسمة لاهداف امننا القومي، وحيث ان السلطات في مصر تستمر في مضايقة وتهديد والاعتقال بعشوائية وممارسة العنف ضد المتظاهرين بسلام والصحافيين وناشطي حقوق الانسان واصحاب المدونات».
عليه، نص قرار المشروع ، ان «مجلس الشيوخ يؤكد ان احترام حقوق الانسان هو قيمة اساسية للولايات المتحدة، وان تأمين الدعم غير المشروط لحكومات لا تحترم هذه الحقوق يقوض مصداقية الولايات المتحدة ويخلق توترا في العالم الاسلامي ممكن استغلاله».
وفاينغولد يكافح من اجل المحافظة على مقعده في المجلس في الانتخابات المقبلة في الثاني من نوفمبر المقبل. ورغم جذوره اليهودية، فهو لا يعرف عنه حماسته في تأييد اسرائيل، اذ بلغ مجمل الاموال التي تلقاها من الجمعيات المؤيدة لاسرائيل 130 الف دولار، من اصل اكثر من 12 مليون جمعها لحملته الانتخابية هذا العام.
كما يتبنى ترشيح فاينغولد، اللوبي المناوئ لاصدقاء اسرائيل التقليديين والمعروف بـ «جاي ستريت باك».
وبغض النظر عن النيات خلف مشروع القانون، فان تقديمه الى المجلس اثمر سريعا، اذ نقلت مصادر مطلعة على اجتماع الرئيس باراك اوباما مع الرئيس حسني مبارك، في الثاني من سبتمبر الماضي، ان الرئيس الاميركي تطرق امام نظيره المصري الى «ضرورة اجراء انتخابات شفافة وذات مصداقية» في مصر.
وورد في مسودة القانون ان الانتخابات الماضية، بما فيها انتخابات مجلس الشورى، في يونيو الماضي، «شهدت مخالفات في مراكز الاقتراع والفرز، وتهديدات من قوى الامن، واجبار للناخبين».
ويطالب القانون، في حال اقراره، برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ العام 1981، وانهاء «الاعتقالات العشوائية»، والافراج عن الناشطين، وضمان استقلالية القضاء.
كما يدعو الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، الى «توسيع دائرة انخراط حكومة الولايات المتحدة مع شعب مصر، ودعم الجهود الهادفة الى تعزيز حقوق الانسان والاصلاحات الديموقراطية، بما فيه تأمين التمويل اللازم لمراقبين محليين ودوليين للانتخابات، ولمنظمات المجتمع المدني المختصة بالديموقراطية وشؤون الحكم».
ويأتي مشروع القانون، بعدما خفضت ادارة اوباما في شكل جذري اثر انتخابها في العام 2008 الاموال التي كانت تخصصها واشنطن لدعم نشاطات المجتمع المدني من اجل الديموقراطية في مصر، وقد دفع هذا المشروع المفاجئ الحكومة المصرية الى تحريك اللوبي الذي يعمل في خدمتها في العاصمة الاميركية.
ويقود اللوبي المصري مجموعة «بي ال ام»، وفي عدادها الشخصية الديموقراطية النافذة توني بودستا، وعضو الكونغرس الجمهوري السابق بوب ليفيتغستون، وعضو الكونغرس الديموقراطي السابق توبي موفت.
وتشير السجلات الى ان الحكومة المصرية انفقت مليون ونصف مليون دولار في 2007 من اجل خدمات اللوبي المؤيد لها.
يذكر ان مصر تأتي في المرتبة الثانية، بعد اسرائيل، للدول التي تتلقى مساعدات من اميركا اذ تبلغ حجم مساعدات واشنطن السنوية الى القاهرة مليار ونصف مليار دولار.
الجمعة، 10 سبتمبر 2010
انفراجات بين الأديان في ذكرى 11 سبتمبر ... وتظاهرات ضد الهجمات يشارك فيها مسلمون
الخميس، 9 سبتمبر 2010
واشنطن: عدم الاستقرار في اليمن يهدد أمن المنطقة والعالم

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010
بلينكن: الولايات المتحدة لن تعقد أي صفقة مع أي من دول الجوار على حساب العراق

الأربعاء، 1 سبتمبر 2010
تقرير عن استنفار «حزب الله» يثير الريبة في واشنطن

دانين: بعد 20 عاما من المفاوضات... وصلنا إلى الخاتمة
واشنطن من حسين عبدالحسين
عشية بدء المفاوضات المباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن، اعرب روبرت دانين عن تفاؤله، وقال انه بعد عقدين من المفاوضات، وصلت الامور الى خاتمتها، معتبرا ان الشروط المطلوبة للتوصل الى اتفاق سلام متوافرة حاليا.
وكان دانين عمل في القدس مديرا لمكتب الرباعية الدولية التي يرأسها رئيس حكومة بريطانيا السابق توني بلير. وقبل توليه منصبه هناك، عمل دانين مساعدا لوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
اليوم، يشغل دانين منصب باحث في «مركز الشؤون الدولية»، وهو قال اثناء دردشة مع الصحافيين حضرتها «الراي»، ان «الظرف ليس مثاليا للتوصل الى سلام، ولكن لن يكون هناك يوما ما ظروفا مثالية، بل ان الشروط السلام متوافرة حاليا».
عن انعكاسات تأثير انتهاء مفاعيل قرار تجميد بناء المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية في 26 سبتمبر، قال ان ادارة الرئيس باراك اوباما ارادت ان تبدأ المفاوضات قبل انتهاء مفاعيل التجميد «لانه من الاسهل التعاطي مع هذا الموضوع والتوصل الى حلول له وجها لوجه على طاولة المفاوضات».
واضاف: «هناك عدد من الافكار للالتفاف حول موضوع التجميد، مثلا ان يبقي نتنياهو التجميد فعليا وان من دون اعلانه، او ان يتبنى الطرفان فكرة الوزير (الاسرائيلي) دان مريدور، الذي اقترح القيام بتجميد البناء في الاراضي الجانبية التي يعتقد انها ستصبح جزءا من الدولة الفلسطينية، في مقابل الاستمرار في البناء في اراض محسوم انها ستبقى داخل دولة اسرائيل، مثل الكتل الاستيطانية الكبرى».
دانين اعترف بانه لم يتم تحديد جدول اعمال لهذه المفاوضات، معتبرا انه ممكن النظر الى هذا الترتيب ايجابيا على انه يمنح الحرية للطرفين لاثارة اي مواضيع يعتبرونها اساسية بالنسبة لهم.
تفاؤل دانين يبقى يتيما في واشنطن حيث يجمع الباحثون على التشكيك بآفاق المفاوضات، وامكانية نجاحها.
حسين ايبش، كبير الباحثين في «اميريكان تاسك فورس فور بالستاين»، قال في مقابلة اجرتها معه «الراي» ان «من غير الواضح ان كان لدى الولايات المتحدة خطة بديلة في حال فشل المفاوضات».
واضاف: «يبدو ان الادارة تفترض ان دينامكية ما ستنتج عن المفاوضات المباشرة، ولكن ان لم يحصل ذلك، لا تبدو واضحة الخطوة الاميركية المقبلة».
وتابع: «من غير المرجح حصول اي تقدم على الصعيد الديبلوماسي الرفيع نظرا لضعف القيادة لدى الجهتين، وللاختلاف الهائل بينهما حول مفاصل في الحل النهائي، وخصوصا مستقبل القدس».
وعن بيان «الرباعية» الصادر قبل بدء المفاوضات، قال الباحث العربي الاميركي ان البيان لعب «دورا اساسيا في عودة المفاوضات، خصوصا في الالتفات الى مخاوف الفلسطينيين، وتحديد مهلة زمنية بدلا من ترك المفاوضات مفتوحة زمنيا».
الا ان البيان، حسب ايبش، ورد فيه انه «بامكان المفاوضات، عوضا عن القول انه يجب على المفاوضات، ان تصل الى نتيجة في غضون سنة من بدئها، وهذا ما يشكل تمنيا لتوصل المفاوضات الى نتيجة في غضون سنة، بدلا من اعطائها مهلة زمنية محددة».
وقال: «تسلم الفلسطينيون ضمانات متعددة، مكتوبة وشفهية، من دون ان يتم الاعلان عنها، ولكن لا يبدو ان الفلسطينيين حصلوا على آلية للتطبيق على الارض ما يتم التوصل اليه اثناء المفاوضات».
وبالحديث عن الاطار السياسي الذي يرافق هذه المفاوضات، قال ايبش انه حتى الان، «نجح نتنياهو عموما بالتوفيق بين مطالب تحالفه اليميني وبين توقعات واشنطن المبنية على مصالح الولايات المتحدة».
واضاف: «لكن اذا لعب الفلسطينيون اوراقهم بطريقة صحيحة، سيجعلون من الصعب على نتنياهو الاستمرار في عملية التوفيق هذه، وسوف يظهر ان موقف منظمة التحرير الفلسطينية تجاه الحل النهائي اقرب الى الاميركيين من الموقف الاسرائيلي، وهذا سيكون موقفا جديدا وغير اعتيادي، مع انه لا يقوض من العلاقة الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة».
واعتبر انه على رغم عدم توقعه لتقدم كبير في المراحل الاولى للمحادثات، فإنه «من غير المتوقع كذلك ان نشهد انهيارا سريعا، اذ لا يرغب اي من الطرفين الظهور بمظهر الطرف الذي نسفها».
وختم بأن «القاء الملامة لفشل المفاوضات (على احد الطرفين) سوف يكون اكبر ورقة بيد الولايات المتحدة، على الرغم من انها ستتردد جدا في استخدامها، خصوصا في وجه اسرائيل».
ويجمع الباحثون ان الفلسطينيين سيدخلون المفاوضات في اصرار على ترسيم حدود الدولة الفلسطينية اولا، اذا ان الترسيم يحل تلقائيا ازمة بناء المستوطنات، خصوصا تلك التي سيظهر انها ستكون داخل حدود فلسطين، وسيجعلها عرضة للتفكيك الاكيد مستقبلا على غرار التفكيك الذي شهدته مستوطنات سيناء وغزة في الماضي.
ويجمع الباحثون كذلك ان الاسرائيليين سيحاولون التهرب من موضوع الحدود النهائية، والتركيز على ملف الامن.
ويعتبر الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى» دايفيد ماكوفسكي ان «نتنيناهو عبر عن نيته ترسيم الحدود كجزء من التوصل الى اتفاق حول الامن، اذ يرغب نتنياهو في التأكيد ان التهريب، الذي يحصل في غزة، لن يتكرر في الضفة الغربية». واضاف ماكوفسكي ان «هذ السيناريو الذي يطرحه نتنياهو لا يحمل الكثير من التفاؤل اصلا».
وقال ان ملفين اخرين سيأخذان حيزا من المفاوضات، مع ان التفاؤل بشأنهما ادنى حتى من التفاؤل بالتوصل الى اتفاق حول الحدود بين الدولتين. الملفان، حسب ماكوفسكي، هما «القدس واللاجئون».
ختاما، انتقد الباحث الاميركي «طموح» الادارة الاميركية في التوصل الى اتفاق في غضون سنة، ووصف الجدول الزمني المطروح على انه غير واقعي.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)