| واشنطن من حسين عبدالحسين |
قال القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الادميرال جايمس ستافريديس، ان «من شأن تسليح المعارضة السورية وتزويدها بانظمة اتصالات ومعلومات استخباراتية تكتيكية ان يؤدي الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد»، الذي يواجه انتفاضة شعبية تطالب باسقاطه وحكمه منذ عام.
كلام الادميرال ستافريديس، الذي يشغل ايضا منصب قائد القيادة الاوروبية للقوات الاميركية، جاء خلال جلسة استماع، اول من امس، عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ لمناقشة موازنة العام المقبل، وقام خلالها السناتور الجمهوري المخضرم والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين بشن هجوم على «الأطلسي» والادارة الاميركية ضد ما وصفه بالتقاعس امام المجازر التي يرتكبها الاسد ونظامه بحق المدنيين في سورية.
ماكين توجه الى ستافريديس بالقول: «هل من شأن تزويد الاسلحة وانظمة الاتصال والمعلومات الاستخبارية التكتيكية ان يساعد المعارضة السورية في تنظيم نفسها في شكل افضل ودفع الاسد خارج السلطة»؟ فاجاب الادميرال الاميركي: «نعم سيدي، اعتقد ان من شأنه ذلك».
وهنا اضاف ماكين: «اذا، ها نحن امام الناتو الذي كان مستعدا للتدخل (لمنع المجازر) في البوسنة وكوسوفو، لكنه غير مستعد حتى لوضع خطط طوارئ لمواجهة المجازر التي تقع في سورية». وتابع: «اعتقد اني لست بحاجة الى تعليق منك هنا، فكلامي يقول ما فيه الكفاية عن دور الناتو».
وكان ماكين افتتح حديثه حول سورية بالاشارة الى مقابلة ادلى بها الامين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، الخميس الماضي، قال فيها الاخير: «لم نجر أي محادثات حول دور الناتو في سورية، وانا لا ارى اي دور من هذا القبيل للتحالف».
وسأل ماكين: «هل صحيح ان الناتو ليس لديه اي خطط طوارئ (في حال طلب منه التدخل في سورية) بما في ذلك خطط لتزويد السوريين بالدواء والمساعدات الانسانية»؟ فاجاب ستافريديس: «حضرة السناتور، لا نضع اي خطط مفصلة لأي حالات طوارئ في الوقت الحالي وهناك سبب لذلك». واضاف: «داخل قيادة الناتو، نحتاج الى تفويض من مجلس شمال الاطلسي قبل ان نتمكن من القيام بوضع خطط مفصلة».
وقاطعه ماكين: «قبل ان تضعوا اي خطة»؟ فاجاب الادميرال: «قبل وضع خطط مفصلة». ورد ماكين بغضب: «انا سألت ان كنتم تضعون اي نوع من الخطط؟»، فاجاب ستافريديس: «لدينا مراقبة عن كثب للوضع، ولكن لا يمكنني وصف ذلك باننا نقوم بوضع خطط مفصلة».
وتحول ماكين الى سورية، فسأل: «هل تعتبر الازمة في سورية صراعا بين قوات الاسد وبين قوات المعارضة؟» فقال ستافريديس: «نعم سيدي هو كذلك».
وكان راسموسن، الذي يزور العاصمة الاميركية، كشف في مقابلة مع «ذي كايبل» بأن تحالف الناتو لا يقوم بوضع اي خطط حول سورية لانه «لم تتقدم اي دولة عضو في التحالف بطلب ذلك».
وما قاله راسموسن ان سورية اكثر تعقيدا من ليبيا على الصعيد الاثني والسياسي والديني، ما يحتم حلولا مختلفة، وما يقلص من فرص نجاح اي مهمة قد يقوم بها التحالف ضد الاسد. بيد ان كلام ستافريديس ناقض تماما ما قاله راسموسن.
يذكر ان ستافريديس في طريقه الى التقاعد الصيف المقبل، وهو ما يجعل تقييمه للاوضاع في سورية اكثر موضوعية واقل تأثرا بالحسابات السياسية لزملائه في قيادة التحالف او للدول الاعضاء.
هناك تعليق واحد:
مشكووووووور
إرسال تعليق