حسين عبد الحسين
المجلة
يروي الكاتب الشهير بوب ودورد في كتابه “حروب اوباما” ان الجنرال دايفيد بترايوس، بطل حرب العراق وآمر حرب افغانستان لاحقا ومدير “وكالة الاستخبارات المركزية” (سي آي ايه) حاليا، امتعض عندما علم ان الرئيس باراك اوباما قرر تعزيز الوجود العسكري في افغانستان بعدد جنود اقل من ذلك الذي طلبه الجنرالات. وفي ذمة ودورد ان بترايوس قال بغضب عن اوباما وفريقه: “انهم يعبثون مع الشخص الخطأ”.
وينقل ودورد عن بترايوس قوله انه تسلم في ما بعد مذكرة من خمس صفحات، كتبها اوباما بنفسه، وتضمنت تفصيليا شروط “خطة زيادة القوات” في افغانستان. ويقول بترايوس: “لا يوجد رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ممن أملوا مذكرة من خمس صفحات في حياته، هذا العمل يتقاضى العاملون في البيت الابيض اجرهم ليفعلونه”.
اوباما المحامي المتردد في قراراته، والمتدخل في تفاصيل يتعالى عنها الرؤساء، والمثير لغضب قادته العسكريين، هي الصورة التي يرسمها ودورد، وهي تنطبق على شخص الرئيس الاميركي في ادائه في افغانستان، التي فشلت فيها “خطة زيادة القوات” على عكس الخطة المشابهة التي أمر بها بوش للفوز بحرب العراق على الرغم من عاصفة الاعتراضات السياسية في وجهه في حينه.
كذلك انعكست رداءة آداء اوباما كقائد اقوى جيش في العالم اثناء مواجهة الليبيين الموت على يد حاكمهم معمر القذافي.
في حرب ليبيا، ظهر تردد اوباما القاتل منذ امر الرئيس الاميركي اركان إدارته بالجزم ان الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا لإنقاذ الليبيين من مذابح القذافي. هكذا، اطل وزير الدفاع السابق بوب غيتس في 2 مارس (آذار) الماضي ليحذر من عواقب اي تحرك عسكري في ليبيا ويصفه بالـ “العملية الكبيرة في بلد كبير”.
يقول العالمون ببواطن الامور في العاصمة الاميركية ان اوباما لم يوافق على المشاركة في الحرب في ليبيا الا بعد ان اقنعته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون شخصيا بذلك. ولكن حتى بعد دخول اميركا الحرب، رفض اوباما تسميتها حربا، ورفض الذهاب الى الكونغرس لاعلان الحرب، وحدد مدة التدخل الاميركي بأسبوع واحد، وقال كلمته الشهيرة، التي اصبحت في ما بعد مصدرا للتهكم، ان “الولايات المتحدة تقود (الحرب في ليبيا) من الصفوف الخلفية”.
قبل اسبوعين، اطل وزير الدفاع الحالي ليون بانيتا ورئيس الاركان مارتن ديمبسي ليحذران من قوة جهاز الدفاع الجوي السوري، ومن مغبة المشاركة في اي عمل عسكري لوقف آلة الموت التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الاسد في قتل شعبه المطالب برحيله. طبعا يعلم المتابعون للشأن الشرق اوسطي ان القوة العسكرية السورية، الجوية او غيرها، هي اقرب الى الاضحوكة في ضعفها. لكن، ولأسباب سياسية، يجد البنتاغون نفسه مضطرا لتبرير موقف اوباما المتردد في وقف جنون الاسد، فيعمل على تضخيم قوة الاسد العسكرية ليحذر من مغبة اي تدخل.
تبريرات وزارة الدفاع (البنتاغون) الخاطئة، عبر تقديرات خبرائه ومسؤوليه، ليست مستجدة لا في ليبيا ولا في سورية. قبلها في منتصف التسعينات، برّر البنتاغون تردد الرئيس السابق بيل كلينتون في وقف مجازر الصرب بحق البوسنيين بالقول إن المشاركة في تلك الحرب كانت تتطلب 400 ألف عسكري لحفظ الامن، وهو ما ثبت خطأه.
ثم اخطأ البنتاغون مجددا عندما استخف في تقدير القوات المطلوبة لحفظ النظام في العراق بعد الاجتياح عام 2004، واخطأ في تقديرات افغانستان كذلك. كل الاخطاء سببها محاولات سياسية لتبرير مواقف الرؤساء المترددين.
اليوم في سورية، كما في البوسنة والعراق وافغانستان وليبيا، تخطئ واشنطن بسبب تردد رئيسها، وهذا ينبع من حسابات سياسية تناسب المشهد الاميركي ولكنها بعيدة عن ارض الواقع وعن ميادين الحروب.
في سورية، كما في حروب سبقتها، لا يؤدي تردد اوباما الرئاسي الا الى المزيد من القتل، وهو ما يجعل من موقف اوباما حول سورية بمثابة التردد الرئاسي القاتل.
يروي الكاتب الشهير بوب ودورد في كتابه “حروب اوباما” ان الجنرال دايفيد بترايوس، بطل حرب العراق وآمر حرب افغانستان لاحقا ومدير “وكالة الاستخبارات المركزية” (سي آي ايه) حاليا، امتعض عندما علم ان الرئيس باراك اوباما قرر تعزيز الوجود العسكري في افغانستان بعدد جنود اقل من ذلك الذي طلبه الجنرالات. وفي ذمة ودورد ان بترايوس قال بغضب عن اوباما وفريقه: “انهم يعبثون مع الشخص الخطأ”.
وينقل ودورد عن بترايوس قوله انه تسلم في ما بعد مذكرة من خمس صفحات، كتبها اوباما بنفسه، وتضمنت تفصيليا شروط “خطة زيادة القوات” في افغانستان. ويقول بترايوس: “لا يوجد رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ممن أملوا مذكرة من خمس صفحات في حياته، هذا العمل يتقاضى العاملون في البيت الابيض اجرهم ليفعلونه”.
اوباما المحامي المتردد في قراراته، والمتدخل في تفاصيل يتعالى عنها الرؤساء، والمثير لغضب قادته العسكريين، هي الصورة التي يرسمها ودورد، وهي تنطبق على شخص الرئيس الاميركي في ادائه في افغانستان، التي فشلت فيها “خطة زيادة القوات” على عكس الخطة المشابهة التي أمر بها بوش للفوز بحرب العراق على الرغم من عاصفة الاعتراضات السياسية في وجهه في حينه.
كذلك انعكست رداءة آداء اوباما كقائد اقوى جيش في العالم اثناء مواجهة الليبيين الموت على يد حاكمهم معمر القذافي.
في حرب ليبيا، ظهر تردد اوباما القاتل منذ امر الرئيس الاميركي اركان إدارته بالجزم ان الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا لإنقاذ الليبيين من مذابح القذافي. هكذا، اطل وزير الدفاع السابق بوب غيتس في 2 مارس (آذار) الماضي ليحذر من عواقب اي تحرك عسكري في ليبيا ويصفه بالـ “العملية الكبيرة في بلد كبير”.
يقول العالمون ببواطن الامور في العاصمة الاميركية ان اوباما لم يوافق على المشاركة في الحرب في ليبيا الا بعد ان اقنعته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون شخصيا بذلك. ولكن حتى بعد دخول اميركا الحرب، رفض اوباما تسميتها حربا، ورفض الذهاب الى الكونغرس لاعلان الحرب، وحدد مدة التدخل الاميركي بأسبوع واحد، وقال كلمته الشهيرة، التي اصبحت في ما بعد مصدرا للتهكم، ان “الولايات المتحدة تقود (الحرب في ليبيا) من الصفوف الخلفية”.
قبل اسبوعين، اطل وزير الدفاع الحالي ليون بانيتا ورئيس الاركان مارتن ديمبسي ليحذران من قوة جهاز الدفاع الجوي السوري، ومن مغبة المشاركة في اي عمل عسكري لوقف آلة الموت التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الاسد في قتل شعبه المطالب برحيله. طبعا يعلم المتابعون للشأن الشرق اوسطي ان القوة العسكرية السورية، الجوية او غيرها، هي اقرب الى الاضحوكة في ضعفها. لكن، ولأسباب سياسية، يجد البنتاغون نفسه مضطرا لتبرير موقف اوباما المتردد في وقف جنون الاسد، فيعمل على تضخيم قوة الاسد العسكرية ليحذر من مغبة اي تدخل.
تبريرات وزارة الدفاع (البنتاغون) الخاطئة، عبر تقديرات خبرائه ومسؤوليه، ليست مستجدة لا في ليبيا ولا في سورية. قبلها في منتصف التسعينات، برّر البنتاغون تردد الرئيس السابق بيل كلينتون في وقف مجازر الصرب بحق البوسنيين بالقول إن المشاركة في تلك الحرب كانت تتطلب 400 ألف عسكري لحفظ الامن، وهو ما ثبت خطأه.
ثم اخطأ البنتاغون مجددا عندما استخف في تقدير القوات المطلوبة لحفظ النظام في العراق بعد الاجتياح عام 2004، واخطأ في تقديرات افغانستان كذلك. كل الاخطاء سببها محاولات سياسية لتبرير مواقف الرؤساء المترددين.
اليوم في سورية، كما في البوسنة والعراق وافغانستان وليبيا، تخطئ واشنطن بسبب تردد رئيسها، وهذا ينبع من حسابات سياسية تناسب المشهد الاميركي ولكنها بعيدة عن ارض الواقع وعن ميادين الحروب.
في سورية، كما في حروب سبقتها، لا يؤدي تردد اوباما الرئاسي الا الى المزيد من القتل، وهو ما يجعل من موقف اوباما حول سورية بمثابة التردد الرئاسي القاتل.
هناك تعليق واحد:
تسلم ايديك على الموضوع
اخبار اليوم-اخبار مصر
إرسال تعليق