| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
اعرب مسؤولون اميركيون كبار، خرجوا للتو من الحكم، عن خيبة املهم من التأخير المستمر في بدء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقالوا انه منذ تولي باراك اوباما الرئاسة وحتى الان، لم يحصل اي تقدم يذكر، بل استغرق الطرفان الوقت في ايجاد الحلول للامور الشكلية فقط.
جيم جونز، مستشار الامن القومي، الذي خرج من البيت الابيض قبل اسابيع قليلة، من اكثر المتابعين للعملية السلمية، اذ تم تعيين هذا الجنرال المتقاعد، في زمن ادارة الرئيس جورج بوش، للاشراف على تثبيت الامن وازالة الحواجز الاسرائيلية في الضفة الغربية، وبناء الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ثم ما لبث اوباما ان ورث جونز، وجدد تفويضه مشرفا على العملية السلمية، بعد ان عينه في منصب مستشاره للامن القومي. الا انه على غرار خروج وزير الخارجية السابق، والجنرال المتقاعد ايضا، كولن باول من فريق بوش، لعدم انسجامه ودائرة اتخاذ القرار، كذلك خرج جونز من الدائرة الصغرى لقرار اوباما، ثم تاليا من الادارة باكملها، حتى قبل بلوغها السنتين من عمرها.
«نحن (كأميركيين) نعاني من صعوبة معرفة ما يمكننا فعله من اجل حملهم (الفلسطينيين والاسرائيليين) على الدخول في صلب المحادثات»، يقول جونز في احدى جلسات مراكز الابحاث التي حضرها حشد من المسؤولين الحاليين والسابقين، والخبراء، والصحافيين، والديبلوماسيين العرب، تصدرهم السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، فيما سجلت الديبلوماسية اللبنانية غيابها المعهود، وانشغالها بمسابقات ملكات الجمال وامور اجتماعية اخرى.
«استهلكنا الكثير من الوقت لحملهم على الحضور الى طاولة المفاوضات»، يتابع جونز.
هنا توجه مدير الجلسة والتر ايسكسون الى مصطفى، وقال: «ان السؤال الكبير هو على المسار السوري، وانا اسأل عماد مصطفى، وهو معنا اليوم، ما رأيك».
تلعثم مصطفى الذي لم يكن مستعدا للسؤال، ورد: «لن اقول شيئا في هذا الخصوص، ولكني سأسأل عن خطة اوباما للسلام، التي يتعذر تحقيقها من دون سلام شامل على المسارات كافة».
الا ان العالم ببواطن الامور في العاصمة الاميركية، يعلم ان مصطفى سبق ان دعا الى جلسة عشاء في منزله، حضرها عدد كبير من كبار رجال الاعمال الاميركيين ورؤساء مراكز الابحاث وسياسيون. اثناء العشاء، توجه احدهم بالسؤال الى السفير السوري عن السلام بين بلاده واسرائيل، فاجاب مصطفى - فورا ومن دون تردد - ان سورية تدخل المفاوضات متأخرة، لكنها ما ان تفعل ذلك، فان نتائج دخولها ستكون حاسمة على مسار العملية السلمية.
ونقل حاضرون للجلسة ان مصطفى تحدث باسم سورية ولبنان، وقال ان السلام مع سورية سيؤدي تلقائيا الى سلام اسرائيلي مع لبنان.
السفير السوري لم يقل في العلن ما قاله في جلسته الخاصة، وآثر تحويل اجابته الى سؤال، ما دفع مستشارا سابقا آخر للامن القومي، هو ستيفن هادلي، الذي خدم في ادارة بوش الثانية خلفا لكوندوليزا رايس، للاجابة بالقول: «دعمنا المبادرة التركية في رعاية المفاوضات، وسمحنا للاتراك والاسرائيليين ابلاغ السوريين ان علاقات افضل بيننا (اميركا وسورية) تمر من خلال اتفاقية (سلام) سورية - اسرائيلية».
واضاف هادلي ان احداثا في العام 2008 عطلت المسار السوري - الاسرائيلي، وان الادارة الاميركية تحاول منذ ذلك الحين اعادة احياء هذا المسار.
ووافق جونز هادلي، بالقول: «هذا صحيح، انه لمن صالح الجميع ان يشمل السلام سورية ولبنان، ولطالما عملت الادارة الحالية، بصمت، لاختبار امكانية السير في العملية التفاوضية على جبهات متعددة».
جونز ربط العملية السلمية بالملف النووي الايراني، وقال: «من الجلي اننا ان تمكنا من التوصل الى سلام في المنطقة، سوف يخدم ذلك عملية عزل ايران... ان خليط مفاوضات السلام زائد العقوبات سوف يكون له تأثير حاسم، ويرسل اشارة قوية لايران لحملها على العودة الى الطاولة».
وادلى هادلي بدلوه بخصوص ايران، واعلت ان الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بحيازة اسلحة نووية. وقلل من اهمية ردة الفعل الايرانية، وضرب مثالا على ذلك «تصفية المفاعل النووي السوري». واعتبر انه بعد الغارة الاسرائيلية التي دمرت مفاعل الكبر في أكتوبر 2007، «قررت سورية نسيان الموضوع، ولم تقم باي ردة فعل».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق