| واشنطن من حسين عبدالحسين - القدس من محمد أبو خضير |
بعد ايام على انفراد «الراي» بنشرها تقريراً عن وجود «قناة سرية اميركية» لمفاوضات السلام بين سورية واسرائيل، وصدور نفي سوري، خرج الى العلن المزيد من التفاصيل مع بث القناة الاسرائيلية العاشرة تقريرا حدد الوسيط الاميركي الذي زار الرئيس السوري بشار الاسد، قبل 10 ايام موفدا من قبل رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، على انه نائب رئيس مؤتمر المنظمات اليهودية في أميركا الشمالية مالكولم هونلين. وليس مسؤول ملف المفاوضات السابق دنيس روس الذي رأت مصادر أميركية ان دوره «لم يتضح بعد».
واكدت تقرير التلفزيون الاسرائيلي، وقبله «الراي»، زيارة الموفد الاميركي الى دمشق، صحيفة «بوليتيكو» المتخصصة بالسياسة على موقعها الالكتروني، التي اجرت مقابلة مع هونلين قال فيها انه زار سورية والتقى الاسد، لكن «ليس كمفاوض او كوسيط».
وفي الوقت نفسه، صرح نتنياهو، اول من امس، ان الولايات المتحدة تستعد لاطلاق وساطتها للسلام بارسالها مسؤول الملف الايراني ومبعوث السلام سابقا دنيس روس الى المنطقة في الايام المقبلة، وهو ما يشير الى ان روس كان مشرفا في اقل تقدير على قيام «القناة السرية» بين دمشق وتل ابيب بوساطة هونلين.
هونلين، وهو مقرب من نتنياهو، ابلغ التلفزيون الاسرائيلي انه زار دمشق بدعوة من القصر الرئاسي السوري، وبمباركة نتنياهو.
يذكر انه سبق لنتنياهو، اثناء رئاسته لحكومة بلاده في العام 1998، ان اوفد صديقه، رجل الاعمال الاميركي - اليهودي رون لودر، كمبعوث سري الى الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. وكما كان متوقعا، نفى هونلين ان تكون طبيعة زيارته الى دمشق ديبلوماسية، واصر على ان زيارته، التي التقى اثناءها ايضا وزير الخارجية وليد المعلم تركزت على الشؤون الانسانية لليهود في سورية، مثل وضع دور العبادة اليهودية في سورية.
كذلك حاول مكتب نتنياهو النأي بنفسه عن الموضوع، فأوضح انه كان على علم بالزيارة، لكنه لم يحمّل هونلين اي رسائل الى الاسد.
في المقابل، نقلت امس، صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رجل الأعمال اليهودي جوي ألام، «وهو من مواليد دمشق وله علاقات خاصة بعائلة الرئيس السوري»، أن هدف زيارة هونلين كان ترميم المباني اليهودية في سورية، خصوصاً في دمشق وحلب، منها ترميم الكنس والمقابر، مشيرا إلى أن الأسد يسعى لإقامة علاقات جيدة مع اليهود الأميركيين من أجل إقامة علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية.
وقال ألام (35 عاما) المولود في دمشق لموقع «يديعوت أحرونوت»: «لدي علاقات شخصية وقريبة مع أبناء عائلة الأسد ولدينا أصدقاء مشتركون ومقربون جدا»، وعبر عن غضبه من كشف الزيارة التي كان مقررا أن تبقى طي الكتمان.
وأضاف: «توجد أمور أخرى غير السياسة وما يهمني هو تراث يهود سورية والتقاليد الغنية لجاليتي دمشق وحلب (اليهوديتين) وترميم الكنس والمدافن المهملة».
وأوضح ألام أنه أحضر معه هونلين إلى سورية، لأنه زعيم «وأنا أعمل على الموضوع منذ وقت طويل لكني لست زعيما، ومالكولم هو زعيم وصديق قريب أيضا وأثار انطباعا جيدا لدى الرئيس الأسد، فهو إنسان مستقيم ويتحدث بصورة مباشرة».
وقال ألام إنه شخصيا لم يكن حاضرا في اللقاء بين الأسد وهونلين، وأن الأخير رفض التحدث حول اللقاء.
وأضاف أنه بالنسبة له، فإن الانجاز الأكبر من الزيارة كان «الموافقة التاريخية للسوريين» بالسماح له باستعراض خطة لترميم 18 كنيسا ومقبرتين يهوديتين في دمشق وحلب.
وقال ألام ان «الرئيس السوري يحترم الديانة اليهودية في شكل كبير جدا وأثبت أنه مهتم بترميم الأماكن اليهودية» وشدد على أن القول إن زيارة الوفد الأميركي اليهودي لسورية كان هدفها سياسيا مرده إلى أن «أحدا ما أراد تحقيق مكسب سياسي من وراء ذلك».
وفي العاصمة الاميركية، يؤكد مؤيدو «سياسة الانخراط مع سورية» وجود «القناة السرية» بين الاسد ونتنياهو، ويتحدثون عن تفاؤل كبير، ويكررون مقولة «الاختراق» على المسار السلمي السوري الاسرئيلي، مشيرين الى ان تعيين روبرت فورد سفيرا في دمشق بمرسوم، تنتهي مفاعيله في عام، جاء على خلفية قرب التوصل الى سلام بين دمشق وتل ابيب، وهو بالضبط ما اوردته «الراي» قبل ايام.
ويصر هؤلاء ان «دمشق ستبتعد استراتيجيا عن طهران وحلفاء ايران في المنطقة كنتيجة طبيعية للسلام المتوقع التوصل اليه مع نهاية هذا العام».
الفريق المشكك، ومعظمه من الحزب الجمهوري في الكونغرس والمسؤولين في الادارة السابقة، فيردد ان «الاسد يستخدم ورقة السلام كالعادة للتخلص من الضغط الدولي الذي يتزايد عليه مع قرب صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».
ويعتبر هؤلاء، انه «كما نجح الاسد في كسر العزلة الدولية عنه في 2007 بتحريكه قناة السلام مع اسرائيل، التي بدأت سرية ثم تحولت الى غير مباشرة عن طريق تركيا، يحاول الاسد في العام 2011 ابعاد اي تأثيرات ممكنة للمحكمة الدولية».
اما الفريق الاميركي الثالث المتابع للملف السوري - الاسرائيلي، وهو فريق فريد هوف التابع لموفد السلام جورج ميتشل، فيبدو انه اما غافل عما يدور من حوله، وإما انه يصر على الايحاء بان عملية السلام السورية - الاسرائيلية ما زالت متوقفة حماية لـ «القناة السرية» ولابقائها بعيدة عن الانظار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق