| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
«سورية ليست محصّنة من التغيير الذي يحصل في المنطقة»، حسب مسؤول رفيع المستوى في وزراة الخارجية الاميركية، الذي قال ايضا ان «نظام (الرئيس بشار) الاسد اضعف بكثير مما يعتقد كثيرون».
وتابع المسؤول، الذي سبق ان زار دمشق، ان العالم «يشاهد اياماً مثيرة للاهتمام في سورية». الا ان النظام السوري، بدوره، يتحرك في محاولة لتغيير الرأي السائد في واشنطن بضرورة تأييد اي تغيير ديموقراطي يقوم به الشعب السوري، فسارع السناتور الديموقراطي جون كيري، في جلستين الاولى في «مركز كارنيغي» للابحاث والثانية للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التي يترأسها، الى الثناء على الاسد ونظامه.
ولم يكتف اللوبي الموالي للاسد بذلك، بل حرص على اظهار ان «الفرصة مؤاتية لسلام سوري - اسرائيلي». ومن المتوقع ان يزور فرد هوف، مسؤول المسار السوري في مكتب مبعوث السلام جورج ميتشيل، دمشق في الايام القليلة القادمة، وينتقل بعدها الى اسرائيل.
وفي مطبوعة «ذي هيل» التي تختص بشؤون الكونغرس، كتب جيم ووكر، وهو من «منتدى سياسة اسرائيل»، مقالة بعنوان «فرصة تاريخية لسورية»، تحدث فيها عن امكانات التوصل الى اتفاقية سورية اسرائيلية، واتفاقات اميركية - سورية.
وقال ووكر، الذي تم نشر مقالته بعد ايام على بدء التجمعات الشعبية في دمشق ومدن سورية اخرى، ان «الهم الرئيسي لسورية هو تأمين استقرار حكومة الاسد والعمل على تطوير الاقتصاد، وكذلك العمل على تحسين وسائل نفوذ سورية في المنطقة».
واقترح ووكر ان تساعد واشنطن سورية في اهدافها هذه في مقابل، لا انهاء علاقة دمشق بطهران كما يطالب معظم اركان الادارة، بل «تغيير العلاقة السورية الايرانية حتى لا تصبح مضرة بمصالح الولايات المتحدة».
الا ان مصادر في الادارة الاميركية اعتبرت ان «الغضب الشعبي في سورية هو ملك السوريين»، وان « الولايات المتحدة لا تملك اي وسائل للتأثير فيه لا سلبا ولا ايجابا، ما يجعل الحديث عن اتفاقات سورية اسرائيلية، او تحسين علاقات دمشق مع واشنطن، مواضيع هامشية بالنسبة للاحداث في شوارع سورية وشوارع المنطقة».
كذلك، علمت «الراي» انه للمرة الاولى منذ زمن، خالف الرئيس باراك اوباما صديقه السناتور كيري الذي همس في اذنه ان فرصة سلام سوري اسرائيلي موائمة الان، وان على واشنطن مد اليد لدمشق.
وتقول المصادر ان اوباما اختلف مع كيري للمرة الاولى حول الموضوع السوري وقال له ان الولايات المتحدة تخلت عن حلفاء واصدقاء لمصلحة الرغبة الشعبية في التغيير والديموقراطية في عواصم عربية اخرى، وهي لا تنوي ان تمد طوق نجاة للاسد لم تمده لزعماء غيره ممن ثار الشعب ضدهم.
وختمت المصادر ان «واشنطن واعية تماما ان موقف الاسد دقيق، لذلك نسمعه يطالب بالسلام مع اسرائيل، وهذه لازمة تعودنا عليها، لكن الولايات المتحدة لن تهب للنجدة هذه المرة»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق