اندلعت اولى التظاهرات الشعبية في دمشق يوم الثلاثاء في 15 آذار (مارس) عندما وقف عدد من السوريين في ساحة المرجة امام وزارة الداخلية للمطالبة بالافراج عن المعتقلين السياسيين، فما كان من القوات الامنية السورية، ومعظمها من جهاز الاستخبارات وبثياب مدنية، الا ان انقضت على المتظاهرين واوسعتهم ضربا واعتقلت عددا منهم. وقال وزير الداخلية السوري ان ما حصل هو استقباله لوفد من اهالي المعتقلين قدموا له عريضة.
وفي اليوم التالي، تظاهر المزيد وجوبهوا بعدد اكبر من القوات الامنية واعضاء الاستخبارات ممن حملوا صورا لبشار الاسد وهتفوا له. وتغاضت السلطات عن الحادثة واتهمت التقارير الاعلامية عن التظاهرات بالكاذبة.
واستمرت التظاهرات بشكل يومي حتى يوم الجمعة 18 آذار (مارس) حيث رفع متظاهرون شعارات منددة بنظام الاسد داخل المسجد الاموي في سورية، فما كان من العصابات الامنية الا ان اغلقت باب المسجد واعتدت عليهم داخله. الا ان التظاهرات في ذلك اليوم وصلت مدنا اخرى مثل درعا وبانياس وحمص ودير الزور، وقابلتها السلطات الامنية بقمع شديد والمزيد من الاعتقالات والتعتيم اعلامي وسقوط شهداء للمرة الاولى، مما حمل المتظاهرين على تشييعهم في مواكب شعبية حاشدة يومي السبت والاحد 19 و20 آذار، وقابلتم اجهزة الاسد بعنف لا سابق له.
في هذه الاثناء، اعلن معظم المعتقلين السياسيين في السجون السورية اضرابا عن الطعام. الا ان العنف وصل ذروته يوم الثلاثاء في 22 آذار (مارس) عندما احتشد عدد من الدرعاويين في المسجد العمري، وحاولت السلطات اقتحام المسجد وفض التظاهرة، وحصل اشتباك شديد استمر حتى فجر الاربعاء (23 مارس) وارتكبت خلاله اجهزة الاسد مجزرة راح ضحيتها اكثر من 50 سوريا.
واندلعت الثورة بعد ذلك في المدن المحيطة بدرعا مثل اخل وجاسم وبدأ السوريون في معظم انحاء سورية باحراق صور بشار وحافظ الاسد واسقاط تماثيل حافظ الاسد اينما تسنى لهم، ورميها بالاحذية.
مجزرة درعا حاولت بثينة شعبان، مستشارة الاسد، واعلام النظام، تصويرها في اليوم التالي على انها من عمل عصابة مدسوسة بحوزتها مبالغ مالية واسلحة. الا ان الحيلة لم تنطل على السوريين الذي ثاروا على الطغيان.
ومع حلول يوم الجمعة 25 آذارا (مارس) وصلت التظاهرات الى ادلب واللاذقية حيث حصلت مواجهات عنيفة زج فيها النظام بـ "شبيحته" للاعتداء على المتظاهرين السلميين، ثم نشر الجيش في شوارع اللاذقية وحاصر درعا، الا ان التظاهرات السلمية استمرت، واتسعت، وتكاثر عدد المتظاهرين مع حلول يومي امس واول من امس الاحد والاثنين 27 و28 آذار (مارس)، شهدت خلالهما سورية المزيد من الوحشية من اجهزة الاسد التي نظمت المزيد من الاعتقالات تضمنت ممثلي الاعلام مثل مراسلي وكالة رويترز.
ومع حلول اليوم الثلاثاء 29 آذار (مارس)، ينقضي الاسبوع الثاني على بدء الثورة السورية التي اجبرت نظام الاسد حتى الان على تقديم التنازل تلو الآخر في مشهد يشبه مشهد بن علي في تونس ومبارك في مصر قبله اذ بعدما اقال الاسد محافظ درعا فيصل كلثوم منتصف الاسبوع الماضي، قبل استقالة حكومة ناجي العطري اليوم الثلاثاء، فيما افادت وسائل اعلام ان الاسد سيتوجه بخطاب الى مجلس الشعب (البرلمان) السوري يوم غد الاربعاء من المتوقع ان يعلن فيه اعلان حالة الطوارئ، وتعديل مادة او اكثر من الدستور، على غرار ما فعله حسني مبارك عندما اعلن تعديلات دستورية قبل تنحيه.
في هذه الاثناء، تعمل اسرائيل ودول اخرى مستفيدة من بقاء لاسد، مثل تركيا وقطر، على دعم بقائه، وحماية العنف الذي تمارسه اجهزته بحق مواطنيه من الادانة الدولية، ومساعدته في التعتيم الاعلامي على احداث الثورة السورية.
وفي حال استمر السوريون في التظاهر مع حلول يوم غد الاربعاء 30 آذار (مارس) تدخل الثورة السورية اسبوعها الثالث ومن المتوقه ان ترهق نظام الاسد واجهزته اكثر واكثر وتضعه في موقف اكثر حرجا في مواجهة المجتمع الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق