حسين عبد الحسين
فيما لا ينفك ملالي طهران يتبجحون بقوتهم الصاروخية والعسكرية، ويتباهون بنجاح برنامجهم النووي، اظهرت دراسة قدمها “معهد العلوم والامن الدولي”، ومقره واشنطن، “تعثر اداء اجهزة الطرد المركزي آي آر 1 في معمل ناتانز” الايراني.
وقالت الدراسة، التي يشرف عليها الخبير المرموق دايفيد اولبرايت، انه “بعد 10 سنوات على انشاء موقع ناتانز للتخصيب، ما تزال امكانية ان ان تقوم ايران ببناء عشرات آلاف اجهزة الطرد، التي تحتاجها لصناعة القنبلة، بعيدة”.
وتقول الدراسة انها بنت استنتاجاتها على اداء اجهزة الطرد، وعلى المعلومات المتوافرة بحوزة “وكالة الطاقة الذرية”، وخلصت الى انه بسبب العقوبات الدولية، تجد ايران صعوبة في شراء نوع الفولاذ الذي تحتاجه اجهزة الطرد، مما يحد من قدرتها على صناعة وصيانة اجهزة جديدة وبالتالي يحد من كمية اليورانيوم المخصب الذي يمكنها انتاجه.
صحيفة “واشنطن بوست” رجحت ان الفشل الايراني النووي تسبب بإحباط ورعونة لدى القيادة الايرانية، ويمكن ان يكون دفعها الى تنظيم عملية على وجه السرعة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن عادل الجبير.
وقال مسؤول رفيع للصحيفة رفض الكشف عن اسمه: “لقد اعتدنا على رؤيتهم (الايرانيون) يقومون بأفعال سيئة، ولكن مخطط اغتيال السفير امر غريب، وقد يكون مؤشرا على اليأس، او انعكاس لشعورهم انهم تحت الحصار”.
حتى الباحث في معهد بروكنغز والمؤيد في كتاباته لطهران عموما، ولي نصر، كتب في صفحة “سي ان ان” انه لو ثبتت صحة الاتهامات الاميركية لايران بعملية الاغتيال، “سيظهر المخطط فشلا اسطوريا في الحكم على الامور من قبل طهران.. بمثابة مغامرة جريئة ومتهورة سيتذكرها التاريخ كخطأ ضخم يضعف يد ايران دوليا، وممكن ان يؤدي الى انفلات الحكم داخليا من يد القيادة الحالية”.
ومنذ اعلان واشنطن عن المخطط الايراني لاغتيال السفير السعودي، يعمل الديبلوماسيون الاميركيون على اقناع عواصم العالم بضرورة تبني رزمة جديدة من العقوبات، تستهدف بشكل رئيسي البنك الايراني المركزي وعدد من كبار مسؤولي “الحرس الثوري”.
على ان بعض الباحثين، مثل شانون كايل، تعتقد انها “لن ترى الايرانيين يتراجعون اي شبر في برنامجهم النووي”.
ولكن هل يهم ان تراجعت ايران ام لم تتراجع في وقت يتعثر برنامجها ويزداد الحصار الدولي ضدها بسبب تصرفاتها ورعونتها الاقليمية والدولية؟
حتى اللحظة، لا يبدو ان الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب مباشرة ضد ايران. لكن لا يبدو ايضا ان واشنطن ستفكر يوما بالعودة الى سياسة مد اليد التي انتهجها الرئيس باراك اوباما منذ دخوله البيت الابيض في العام 2008، والتي اطلق عليها خبراء واشنطن في حينه اسم “التسوية الكبرى”.
السعي الى تلك التسوية ادى الى بقاء الادارة الاميركية بعيدة عن تقديم اي دعم، وإن معنويا، للثورة الخضراء التي اندلعت في وجه علي خامنئي ونظامه في حزيران / يونيو 2009.
اما من الآن فصاعدا، لا يبدو ان اي تسويات ممكنة بين واشنطن وطهران، والارجح ان تقوم الولايات المتحدة بتوظيف حجمها الديبلوماسي والسياسي الكبير لفرض المزيد من الحصار على ايران، وتاليا المزيد من التعثر الذي سيلحق بمقدرة خامنئي وصحبه على الاستمرار في المشاغبة الاقليمية والعالمية.
وفيما صار العالم بأجمعه يرى ان طهران لم تعد في موقع متقدم في مواجهة اميركا والعالم، وحدها القيادة الايرانية مازالت تكابر وتصر على قدراتها لخوض مواجهة فيما يصبح جليا يوما بعد يوم ان ايران ليست الا نمرا من ورق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق