| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
توقعت مصادر أميركية معنية بالشأن اللبناني ألا يفي رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي بوعود قطعها لواشنطن وعواصم غربية اخرى بأن يقوم لبنان بتوفير حصته المالية المطلوبة لعمل المحكمة الدولية. وقال مسؤولون في المحكمة انهم امهلوا ميقاتي حتى آخر الشهر الجاري لسداد الاموال المتوجبة على بيروت، او تذهب المحكمة الى الامم المتحدة، التي انشأتها، بشكوى ضد تخلف لبنان عن تسديد مستحقاته، مما يجعل الحكومة اللبنانية في حالة «تخلف» عن الالتزام بقرارات مجلس الامن.
وقالت المصادر ان «ميقاتي غالبا ما يغدق الوعود على من يلتقيهم من المسؤولين الاميركيين، وان كل هؤلاء» صاروا يعرفون انه لن يلتزم بها، وصاروا يطلقون عليه لقب «السيد كلام».
ما هي الخطوات المتوقعة اميركيا في حال فشلت الحكومة اللبنانية في اقرار تأمين الاموال المستحقة عليها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟ تقول المصادر الاميركية ان «مسؤولين في المحكمة جالوا مرارا على دول مختلفة لتأمين التمويل البديل»، وان «هذه الدول وعدت بزيادة مساهماتها لتغطية النقص اللبناني المتوقع». اما واشنطن، وهي اكبر المتبرعين غير لبنان، فهي تبحث ايضا الكمية الاضافية المطلوبة من الاموال لرصدها للمحكمة.
ورغم ان الجمهوريين بقيادة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس اليانا روس ليتنن تحاول تخفيض المساهمات الاميركية، وخصوصا تجاه الامم المتحدة، الى حدها الادنى، الا ان رصد الكونغرس مبالغ اضافية للمحكمة من المتوقع ان يكون محل اجماع للحزبين، مما يسهل تاليا عملية اقراره على الرغم من الخلاف بين الجمهورين والادارة الديموقراطية حول المبالغ الاخرى التي تنفقها واشنطن في سياستها الخارجية.
في السياق نفسه، حذرت المصادر الاميركية «من عواقب سياسية وخيمة على لبنان وحكومته في حال تخلفها عن دفع مستحقاتها للمحكمة». وقالت المصادر ان «المجتمع الدولي سيؤمن اموالا بديلة، الا انها ستأتي بثمن سياسي دولي باهظ على ميقاتي وحكومته».
على صعيد متصل، قال متمولون لبنانيون ان زيارة بطريرك الموارنة بشارة الراعي الى الولايات المتحدة تواجه مصاعب في حشد الاعداد اللازمة لاظهار التأييد له.
وقال احدهم ان القنصل اللبناني في نيويورك انطوان عزام المحسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري، اقام حفل كوكتيل على شرف الراعي، اول من امس، وعمد الى توجيه عدد من الدعوات، الا ان نصف المدعوين قاطعوا الحفل، بسبب تصريحات للراعي يعتقد هؤلاء انها تصب في مصلحة بقاء الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه في الحكم.
واضاف انه «اثناء زيارة (البطريرك السابق نصرالله بطرس) صفير، كان اللبنانيون يتزاحمون لتحصيل دعوة لحضور حفل القنصلية».
واوضح المتمول الذي رفض الكشف عن اسمه والذي تسلم دعوة لحضور حفل القنصلية ان «الكنيسة المارونية في نيويورك اقامت حفل جمع تبرعات يعود ريعه للانفاق على الخوارنة المتقاعدين في لبنان، الا انها واجهت متاعب كذلك لتأمين عدد كاف من الحضور والمتبرعين».
وتابع ان المجموعة الوحيدة التي تحاول انجاح زيارة الراعي هي الموالية للتحالف السوري - اللبناني، التي تعقد على شرفه حفل غداء اليوم.
هناك تعليقان (2):
باى حق تتدخل امريكيا فى الشئون العربية وللاسف نحن العرب من اعطاها الفرصة لاننا نتكبر على بعض ولا نحل مشاكلنا
ابعدوا عنها وهى تعمر ...
إرسال تعليق