| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
جريدة الراي
جريدة الراي
قال مسؤول اميركي رفيع المستوى، في لقاء مغلق مع صحافيين، ان «سورية في مرحلة ما بعد (الرئيس بشار) الاسد كانت حاضرة في المباحثات التي اجراها نائب الرئيس جو بيدن في بغداد وانقرة» اثناء جولته الاخيرة، التي اختتمها امس، وان بيدن قدم تطمينات للعراقيين وللاتراك مفادها ان انهيار الاسد لن يؤدي الى فوضى في المنطقة، بل على العكس تماما سيساهم في تعزيز الاستقرار.
واوضح المسؤول الذي شارك في لقاءات بيدن الشرق اوسطية ان نائب الرئيس بادر مضيفه رئيس حكومة العراق نوري المالكي بالحديث عن سورية، قائلا انه «على الاسد ان يتوقف عن قتل شعبه ويتنازل عن السلطة»، مضيفا ان «الاسد اضاع فرصة قيادة سورية من الحكم الديكتاتوري الى الديموقراطية».
وتابع ان المالكي، وكذلك رئيس الجمهورية جلال الطالباني في لقاء لاحق، عبرا امام بيدن «عن قلقهما وقلق العراقيين من ان تأخذ الامور في سورية منحى الحرب الاهلية، التي قد تمتد الى العراق او تساهم في زيادة التوتر السني - الشيعي في البلاد». الا ان بيدن اجاب المالكي ان «الولايات المتحدة لا ترى اي اشارات تدل على ان اي حرب اهلية ستنعكس على او ستمتد الى العراق».
وقال بيدن متوجها الى المالكي: «اذا ما استمر بشار الاسد في قتل شعبه، وقتذاك سيصبح هناك خطر في ان تتحول الاحداث الى حرب اهلية في سورية، وهو ما تبدون خشيتكم منه».
«الاجابة عن مخاوفكم»
«الاجابة عن مخاوفكم»
اضاف بيدن في حديثه مع المالكي، «هي في ان نرى الرئيس الاسد يستمع الى مطالب شعبه ومطالب المجتمع الدولي له بالرحيل».
على ان المالكي، حسب المسؤول الاميركي، كرر القول ان الانقسامات التي طفت على السطح منذ اندلاع الثورة السورية، منتصف مارس الماضي، لن تخفت حتى بعد رحيل الاسد، هنا اجابه بيدن: « لا يستطيع احد ان يقول على وجه التأكيد ماذا سيحدث بعد رحيل الاسد... ما نعرفه هو ان سبب طفو هذه الانقسامات الى السطح هو الحكومة السورية الحالية التي تقتل شعبها بشكل يومي، وعلى هذا القتل ان يتوقف، هذا ما نعرفه».
وتابع: «اما ما يحدث بعد رحيل الاسد... فلا يمكننا التنبؤ به، كل ما يمكننا قوله هو ان الاسد صار جزءا من المشكلة ولم يعد بمقدوره ان يشارك في اي حل».
يضيف المسؤول الاميركي ان المالكي كرر للمرة الثالثة المخاطر التي ستنجم عن انهيار نظام الاسد والتي سيلحق العراق الكثير منها، الا ان بيدن اجابه هذه المرة بتذكيره ان «واشنطن حاولت ان تهدىء من روعه (المالكي) في اغسطس 2009 على اثر تفجيرات في بغداد في ما عرف بالاربعاء الاسود، او الاربعاء الدامي، بعدها اصر المالكي على معاقبة الاسد لتورطه في تلك التفجيرات».
وقام المالكي اثر تفجيرات بغداد في اغسطس 2009 بتوجيه اصابع الاتهام الى نظام الاسد بالتورط فيها، وبتسهيل دخول الانتحاريين والعبوات الناسفة بشكل عام من سورية الى العراق، وطالب رئيس الحكومة العراقي بفتح تحقيق دولي واجراء محاكمة دولية لمعاقبة الاسد ونظامه على دعمه للتفجيرات الانتحارية في العراق.
على اثر ذلك، اوفد الامين العام للامم المتحدة مستشاره السياسي اوسكار فرنانديز تارانكو الى بغداد، وقام المسؤول الاممي بلقاءات اطلع فيها على دلائل الحكومة العراقية التي تثبت التورط السوري، واعد تقريرا سريا اطلعت عليه الامانة العامة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.
في انقرة، حيث التقى بيدن كلاً من الرئيس التركي عبدالله غول، ورئيسي الحكومة رجب طيب اردوغان والبرلمان جميل جيجك، سمع نائب الرئيس الاميركي المخاوف العراقية نفسها، حسب المسؤول الاميركي المشارك في الوفد، مع فارق كبير هو ان موقف الحكومة التركية اصبح لا لبس فيه بضرورة رحيل الاسد كمقدمة لاستتباب الوضع في سورية.
واضاف المسؤول الاميركي: «ابلغ نائب الرئيس المسؤولين الاتراك انه يتفهم مخاوفهم لناحية الخوف من المجهول في مرحلة ما بعد الاسد، ولكنه ابدى اقتناعه، الذي يتشارك فيه مع هؤلاء المسؤولين، ان الاسد ونظامه هما مصدر عدم الاستقرار، ويشكلان خطر تغذية نيران الصراع الطائفي لا في سورية فحسب، وانما في دول المنطقة». وختم المسؤول الاميركي بالقول ان بيدن ومضيفيه الأتراك «تباحثوا في الخطوات المقبلة المطلوب اتخاذها ضد الاسد للتسريع في رحيله وفي انتقال سورية الى حكومة ديموقراطية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق