| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
قالت مصادر في الادارة الاميركية تعليقا على اعلان عودة السفير الاميركي روبرت فورد الى دمشق بالقول انه عاد «لأن نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد سينهار في اي لحظة»، وان «واشنطن تسعى لمساعدة السوريين على ادارة شؤون بلادهم في مرحلة ما بعد الاسد».
«الراي» سألت ان كان من شأن عودة فورد ارسال رسائل خاطئة الى النظام السوري في وقت دعت الجامعة العربية دولها الاعضاء الى سحب سفرائهم، وتجميد تعاملاتهم المالية مع نظام الاسد، فاجابت المصادر الاميركية ان عودة السفير الاميركي الى دمشق «لا تهدف الى اعطاء اي شرعية للنظام، لكننا في الوقت نفسه نعلق اهمية كبيرة على وجود سفيرنا على الارض في سورية، ونعتقد ان لهذا الوجود اهمية فعلية اكبر بكثير من رمزية سحبه من هناك».
وكانت وزارة الخارجية اعلنت اول من امس توجه فورد الى العاصمة السورية، التي كان غادرها في 22 اكتوبر الماضي في ظل تخوف على امنه الشخصي. وفي 24 نوفمبر، قال مسؤولون اميركيون ان فورد سيعود الى دمشق بعد عطلة عيد الشكر.
وتقول المصادر ان عودة السفير الاميركي جاءت بالتنسيق مع باريس، التي اعادت بدورها سفيرها اريك شوفالييه، فيما بدا التنسيق بين العاصمتين جليا في موقفيهما الرسميين وفي ربطهما عودة سفيريهما بمساندتهما الشعب السوري، اذ قال المتحدث باسم وزراة الخارجية الاميركية مارك تونر ان بلاده تعتقد ان وجود فورد في سورية «هو احد اكثر الوسائل فعالية لإرسال رسالة مفادها ان الولايات المتحدة تقف مع شعب سورية». بدوره قال نظير تونر الفرنسي رومين نادال ان عودة شوفالييه تدل على ان «فرنسا، اكثر من اي وقت مضى، هي الى جانب الشعب السوري».
ووصف تونر دور فورد بالتالي: «سيتابع العمل الذي كان يقوم به هناك (لناحية) ايصال رسالة الى الشعب السوري (عن الدعم الاميركي لهم)، وتزويدنا بتقارير موثوقة حول الوضع على الارض، والتواصل مع مروحة واسعة من المجتمع السوري حول كيفية انهاء اراقة الدماء والتوصل الى انتقال سلمي للسلطة».
وجاءت تصريحات تونر على خلفية لقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بوفد من المجلس الوطني السوري اثناء زيارتها جنيف، حيث شددت كلينتون على ضرورة تواصل القيادة السورية المعارضة مع الاقليات السورية.
وفسرت المصادر الاميركية حديث كلينتون بالقول ان «هناك تخوفا من ان تحصل عمليات انتقامية ضد مؤيدي نظام الاسد واركانه السابقين، واراقة الدماء من الممكن ان تؤدي الى الدخول في دوامة عنف». لذا تعتقد واشنطن، حسب المصادر، ان «الطريقة الاسلم لتفادي العنف بعد رحيل الاسد هي ببناء اوسع تحالف سياسي يضم الاكثرية والاقليات والتوجهات السياسية المختلفة، ويضمن التعاضد في مرحلة ما بعد الاسد، ويضمن عدم حصول اعمال رد فعل بين الفئات المختلفة، ويطوي صفحة النظام الماضي، ويفتح صفحة جديدة بين السوريين للتوصل الى دولة ديموقراطية فيها حكومة منتخبة وتداول سلمي للسلطة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق