| واشنطن من حسين عبدالحسين |
قال خبراء أميركيون ان ما يقارب الاربعين من ممثلي المجموعات السورية المعارضة التقت دوريا في برلين، بين يناير ونهاية يونيو الماضي، استعدادا لادارة سورية بعد انهيار الرئيس بشار الأسد ونظامه. وجاء اللقاء في اطار مؤتمر أطلق عليه اسم «اليوم التالي لسقوط الأسد»، أشرف عليه «معهد الولايات المتحدة للسلام» وتم تمويله عبر وزارتي الخارجية الأميركية والسويسرية ومجموعات هولندية ونروجية وألمانية. ومن المتوقع ان ينشر المعهد مجريات ونتائج اعمال المؤتمر في الاسابيع المقبلة.
أبرز ما خلص إليه المؤتمرون تقديمهم رؤية مفادها ان أي عملية انتقالية يجب الا تشمل الاطاحة بكامل الانظمة السياسية والقضائية والامنية في مرحلة ما بعد الأسد، على عكس ما حدث في عراق ما بعد صدام حسين، اي ان الحكومة السورية المستقبلية لن تقوم بعملية «اجتثاث» لـ «حزب البعث العربي الاشتراكي» الحاكم ولا بحل الجيش السوري، وهو ما يعتقد المؤتمرون ان من شأنه تجنيب سورية عمليات انتقامية وتهميش لكوادر سابقة.
وانقسمت جلسات المؤتمر الى خمس ورشات عمل: واحدة للأمن، وثانية للقضاء، وثالثة للتنظيم المالي، ورابعة للبنية التحتية والخدمات، وخامسة للسياسة عموما. ويقول بعض المشاركين في التنظيم انه تم اطلاع كل من جامعة الدول العربية، و«مؤتمر اصدقاء سورية»، و«بعثة كوفي انان»، و«المجلس الوطني السوري» على مجريات ونتائج اعمال المؤتمر. الا انه رغم المجهود الكبير الذي قام به «المعهد الاميركي»، مدعوما من حكومات ومنظمات اميركية واوروبية، شكك بعض الناشطين السوريين بجدوى المؤتمر وجديته، ومدى تمثيله لعدد من الناشطين في الثورة السوريين.
وفي مقابلة اجرتها معه «الراي»، قال الناشط السوري المقيم في واشنطن محمد العبدالله: «هناك تساؤلات لعشرات الناشطين عن المشروع وعن الآلية التي أطلق بها المؤتمر، وعن آلية انتقاء المشاركين».
واضاف: «تم دعوة أشخاص غادروا سورية منذ عقدين أو أكثر، وتم استبعاد شخصيات مساهمة بجد في الحراك الميداني غادرت البلاد منذ فترة قصيرة، ناهيك عن التعتيم الذي لحق بطريقة إعداد التقرير الناتج عن ورشات العمل الخمسة».
وختم بالقول: «كلها أمور طرحت اشارات استفهام كبيرة حول المشروع الذي يطلق عليه الناشطون السوريون اسم (مشروع ستيفن هايدنمان) بدلا من مشروع (اليوم التالي لسقوط الأسد) نظرا لضبابية هايدنمان حول المشروع ومنهجية عمله».
هايدنمان بدوره رفض اتهامه بالتفرد في اعداد المؤتمر، وقال: «السوريون هم في مركز القيادة في هذا المشروع». ووعد هايدنمان بنشر تقرير حول المؤتمر في الاسابيع المقبلة، وامل ان يشكل التقرير وثيقة لخطة انتقالية تستخدمها الحكومة المقبلة بعد الاطاحة بالأسد.
وقال هايدنمان لموقع «ذي كايبل» انه «اضافة الى الاصلاحات التي توصي بها الوثيقة للقطاع الامني السوري، نجح المؤتمرون في الخروج بخطط لاصلاح القطاع القضائي، ووضع اطار لمهام ووظيفة المعارضة المسلحة في سورية ما بعد الأسد». وتابع ان «الفكرة هي المحافظة على اجزاء من الدولة السورية يمكن نقلها من مرحلة الى مرحلة وفي الوقت نفسه العمل على اصلاح الاجزاء التي تحتاج الى اصلاحات»، معتبرا انه «يمكن المحافظة على جزء كبير من النظام القانوني السوري».
ويقول هايدنمان ان المؤتمر «حاول تحديد مَن مِن العاملين في اجهزة النظام ممن يمكنهم لعب دور فعال في المرحلة المباشرة بعد سقوط الأسد». ويضيف ان «اعمال المؤتمر سمحت للقيمين عليه ببدء بعملية التعرف على المرشحين لادارة سورية في المرحلة المقبلة».
على ان هايدنمان حرص على القول ان المؤتمر لم يناقش كيفية المساهمة في التسريع في عملية خروج الأسد من السلطة. وقال: «مؤتمرنا عنوانه اليوم التالي للأسد... هناك مؤتمرات اخرى تعمل على ايام قبل خروج الاسد».
وكان لافتا في المؤتمر غياب ممثلين لادارة الرئيس باراك اوباما. وفيما اعتبر البعض ان هذا الغياب يؤشر على عدم إيلاء الادارة الاهمية الكافية للموضوع السوري، قال آخرون ان البقاء بعيدا عن المؤتمر حصل عن قصد بهدف «عدم التشويش» على اعماله وتفادي قيام البعض باتهام الولايات المتحدة بالتورط او باملاء شكل الدولة السورية في مرحلة ما بعد الاسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق