واشنطن - من حسين عبدالحسين
علمت «الراي» من مصادر رفيعة المستوى في العاصمة الأميركية واشنطن أن وزير الخارجية مايك بومبيو يسعى لإقناع المسؤولين الخليجيين بضرورة سرعة التوصل إلى تسوية للازمة الخليجية «لوقف تطور العلاقات الاقتصادية والمالية بين الدوحة وطهران، وهو ما من شأنه أن يفتح باباً يسمح لإيران بالتهرب من العقوبات الأميركية» التي تدخل حيز التنفيذ على دفعتين هذا الشهر وفي نوفمبر المقبل.
وذكرت المصادر أن بومبيو لفت إلى أن «المبادرات الكويتية المتكررة لحل الأزمة الخليجية يمكنها أن تقدم مخرجاً لائقاً يحفظ ماء وجه جميع المعنيين».
وكان بومبيو زار دولة الامارات العربية المتحدة، والتقى أمس ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ومسؤولين إماراتيين، وعرض وجهة النظر الأميركية القائلة بضرورة إقفال كل المنافذ الاقتصادية والمالية في وجه إيران، مع حلول مطلع نوفمبر.
يذكر ان مسؤولين أميركيين اعربوا عن قلقهم من «التحسن الكبير الذي طرأ في العلاقات بين الدوحة وطهران منذ نحو عام». ولفتوا إلى أن صادرات إيران إلى الدوحة تضاعفت، وسجلت أرقاما قياسية، وبلغت 75 مليون دولار مع نهاية الربع الأول لهذه السنة، أي بمعدل 20 مليون دولار في الفصل الواحد.
ويعتقد المسؤولون أن هذا الرقم في ارتفاع، وأنه «من شبه المستحيل إقناع الدوحة بإقفال هذا الخط التجاري، الذي صار يعود بالملايين على إيران، مع استمرار مقاطعة قطر».
كما أبدى المسؤولون الأميركيون قلقهم من أن «يتوسع التعاون التجاري بين قطر وإيران ليشمل القطاع المصرفي». وأشار مراقبون أميركيون إلى أنهم رصدوا «تحويلات بين مصارف ايرانية ونظيرتها القطرية»، ويخشون من أن «تتخذ إيران من الدوحة بديلاً عن مدن عربية أخرى قاربت إقفال مصارفها في وجه الإيرانيين».
وأشاد المسؤولون الاميركيون «بإجراءات اتخذتها الإمارات لوقف النشاطات المالية والتجارية الايرانية عبر مصارفها ومؤسساتها، في الوقت الذي تمارس فيه واشنطن ضغوطاً كبيرة على بغداد وبيروت لمنع تحويل أي من هاتين المدينتين إلى واجهة للنشاطات الاقتصادية الايرانية السرية».
هذه المخاوف الاقتصادية هي التي نقلها بومبيو إلى المسؤولين الخليجيين طالبا «التعامل مع الأزمة القطرية مع الأخذ بعين الاعتبار الأهمية الاستراتيجية للإطباق على الاقتصاد الايراني».
وأشارت المصادر إلى أن بومبيو «كرّر للإماراتيين تعهد واشنطن بانتهاء أي تمويل قد يكون مصدره قطر لأي مجموعات إرهابية»، وأنه أيضاً «أشار إلى مبادرات التسوية الكويتية المتكررة كمخرج لائق يحفظ ماء الوجه لجميع المعنيين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق