واشنطن - من حسين عبدالحسين
تتداول الأوساط الأميركية المعنية بشؤون الشرق الأوسط، عرضاً إسرائيلياً إلى الرئيس السوري بشار الأسد يقضي بشراء تل أبيب أجزاء واسعة من هضبة الجولان، التي تحتلها الدولة العبرية منذ العام 1967.
وبموجب العرض، يحصل الأسد على «عشرات مليارات الدولارات، شرط أن تكون مخصصة لعملية إعادة البناء، وهو ما يسمح بعودة اللاجئين إلى بلداتهم وقراهم المدمرة».
ويقوم العرض على الأخذ بالاعتبار المصلحة القومية لكل الدول المعنية وحكوماتها، وهذه الدول هي، إلى إسرائيل، روسيا وسورية برئاسة الأسد، فضلا عن لبنان والأردن وتركيا والدول التي تستضيف لاجئين سوريين. أما الخاسر الوحيد من الخطة الإسرائيلية، فهي إيران، وحليفها «حزب الله»، التي تتمحور الخطة على طرد قواتهما من سورية، وإنهاء الارتباط بين هذه القوات والأسد. وتعتبر الخطة أن لروسيا مصلحة في تثبيت وجودها العسكري في قاعدتي حميميم وطرطوس، وتقليص تكاليفها العسكرية الناتجة عن الحرب، وتثبيت حليفها الأسد في السلطة، مع ما يعنيه ذلك من حاجته الماسة لأموال إعادة البناء.
أما لبنان والأردن وتركيا، فالإفادة الأكبر لهذه الدول تتمثل بتثبيت الوضع الأمني في دولة مجاورة لها، فضلا عن عودة اللاجئين، الذين يكبدون موازنات بيروت وعمّان وأنقرة أموالاً طائلة.
وفي سياق الخطة، كتب العقيد احتياط في استخبارات الجيش الإسرائيلي أوري هالبرين مقالة اعتبر فيها أن من الصعب أن يوافق الكونغرس على أي تطبيع ديبلوماسي مع الأسد، وهو ما يحرمه من أي أموال يحتاجها لإعادة الإعمار. لكن «خطة سلام إسرائيلية - سورية تتطلب التفاوض مع المستبدين من أجل تحقيق أهداف جيواستراتيجية كبرى». ويعتبر هالبرين، أنه إذا تبنت أميركا وروسيا معادلة «الأرض مقابل المال، تقوم إسرائيل بالانسحاب من مواقع أساسية في الجولان، ويتم تعويض سورية عن الأراضي المتبقية (تحت السيادة الإسرائيلية) بمبلغ كبير».
مصدر الأموال التي ستشتري بموجبها إسرائيل بعض أراضي الجولان، وتالياً السلام مع الأسد، ستأتي من إسرائيل، وكذلك من «الشركاء في الاتفاقية»، أي من أميركا وأوروبا وبعض الدول الأخرى.
ويعتقد هالبرين أن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان يسحب الذرائع من إيران، التي تسعى لإقامة بنية تحتية في جنوب سورية محاذية للهضبة المحتلة. ومن شأن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان أن يتضمن انسحاباً مشابهاً من مزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان وسورية، والتي تحتلها إسرائيل حاليا. ومع الانسحاب الإسرائيلي من المزارع، يتم سحب المزيد من الذرائع التي يستند إليها «حزب الله» في عمله المسلح، ويسمح بالتوصل لاتفاقية سلام إسرائيلية مع لبنان، ومع دول عربية أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق