واشنطن - من حسين عبدالحسين
جريدة الراي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، ان طهران «تخفف من حدة موقفها على ما يبدو» بعد الضربات الصاروخية الإيرانية على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق، فجر أمس.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، ان طهران «تخفف من حدة موقفها على ما يبدو» بعد الضربات الصاروخية الإيرانية على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق، فجر أمس.
وذكر ترامب، الذي أحجم عن توجيه أي تهديد مباشر بعمل عسكري ضد إيران، في البيت الأبيض: «جميع جنودنا بخير ولم يلحق سوى ضرر طفيف بقواعدنا العسكرية. قواتنا الأميركية العظيمة مستعدة لكل شيء»، مضيفاً «يبدو ان ايران تخفف من حدة موقفها وهو أمر جيد لجميع الأطراف المعنيين وللعالم. لم نخسر أي أرواح أميركية أو عراقية».
واعتبر الرئيس الأميركي، أن دول العالم «تسامحت على مدى وقت طويل للغاية، منذ العام 1979، مع تصرفات إيران المضرة والمزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه، لكن تلك الأيام انتهت... كانت إيران أكبر ممول للإرهاب وسعيها للحصول على أسلحة نووية يهدد العالم المتحضر».
وأضاف: «الجيش الأميركي قضى على قاسم سليماني أكبر إرهابي في العالم»، مشيراً إلى أن الأخير «درب تنظيم حزب الله الإرهابي وتسبب بقتل وإصابة جنود أميركيين كثر».
وتابع: «يدا سليماني ملطختان بدماء العراقيين والإيرانيين على السواء».
كما أشار الرئيس الأميركي، إلى أن إيران استولت على سفن في الخليج وشنت اعتداءات على منشآت نفطية سعودية، وتسببت بأضرار هائلة في اليمن ولبنان وسورية، مؤكدا أن بلاده ستفرض عليها مزيداً من العقوبات.
وذكر أن إيران رفعت شعار «الموت لأميركا» في اليوم الذي وقع فيه الاتفاق النووي في العام 2015، لافتاً إلى أنه «علينا جميعا العمل معا نحو إبرام اتفاق مع إيران يجعل العالم أكثر أمناً وأكثر سلماً».
وبينما أنذر الرئيس الأميركي، طهران، بالصواريخ «الكبيرة والسريعة والدقيقة والمميتة»، قال إنه سيطلب من حلف شمال الأطلسي، أن يكون حاضراً في شكل أكبر في الشرق الأوسط، منوهاً في الوقت ذاته بأن الولايات المتحدة مستعدة للسلام مع من يريدونه.
وفي طهران (وكالات)، دعا الحرس الثوري الإيراني، الذي أعلن تنفيذ عملية «الشهيد سليماني»، واشنطن إلى سحب قواتها من المنطقة «منعاً لوقوع المزيد من الخسائر ولعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين».
كما هدّد بضرب «إسرائيل» و«حكومات حليفة» للولايات المتحدة في المنطقة.
وأعلن الحرس الثوري في بيان، أنه جرى استخدام صواريخ بالستية بمدى 800 كيلومتر، لضرب قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل.
وأفاد التلفزيون الحكومي، بأن الضربات أسفرت عن مقتل «80 أميركياً»، نقلاً عن «مصدر مطلع» في الحرس الثوري. وأضاف أن طائرات مسيرة ومروحيات ومعدات عسكرية أخرى تضررت.
وتحدث مصدر التلفزيون الحكومي في الحرس الثوري، عن 140 هدفاً للأميركيين وحلفائهم في المنطقة، في مرمى إيران «إذا ارتكب الأميركيون خطأ مماثلا من جديد».
من ناحيته، قال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، إنه تم توجيه «صفعة» للولايات المتحدة.
وأكد أن «هذه الضربة وحدها لا تكفي بل لا بد أن يتواصل العمل لاخراج القوات الاميركية من المنطقة».
واستبعد المرشد، استئناف المحادثات مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي.
وفي بغداد، ذكرت خلية الإعلام الأمني العراقية في بيان: «تعرض العراق من الساعة 1:45 ولغاية الساعة 2:15 من فجر الأربعاء (امس) لقصف بـ 22 صاروخاً، سقطت 17 منها على قاعدة عين الأسد الجوية من ضمنها صاروخان لم ينفجرا في منطقة حيطان غرب مدينة هيت».
وأضافت: «سقطت خمسة صواريخ على قاعدة حرير في أربيل، جميعها على مقرات التحالف، ولم تسجل أي خسائر في صفوف القوات العراقية».
وأكدت البنتاغون، في بيان، إطلاق طهران 12 صاروخاً، فيما نقلت شبكة «فوكس نيوز» عن مسؤول إن عدد الصواريخ بلغ 15.
وأعلنت ألمانيا والدنمارك والنروج وبولندا أنه لم تقع أي إصابات بين قواتها في العراق. ودانت بريطانيا، التي تنشر قوات في العراق كذلك، الهجوم الإيراني، ورأت أنه «ينبغي ألا تكرر إيران تلك الهجمات المتهورة والخطيرة».
وقالت مصادر حكومية أميركية وأوروبية مطلعة على تقديرات الاستخبارات، إن من المعتقد أن إيران سعت عمداً إلى تجنب وقوع أي خسائر في صفوف الجنود الأميركيين.
وأضافت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، أمس، أنه من المعتقد أن الإيرانيين تعمدوا أن تخطئ الهجمات القوات الأميركية للحيلولة دون خروج الأزمة عن نطاق السيطرة، مع توجيه رسالة عن قوة العزم لدى إيران.
وذكرت ثلاثة مصادر، أنه يُعتقد أن إيران حاولت ضرب أجزاء معينة في القاعدتين لتقليل الخسائر البشرية إلى أدنى حد ولتفادي قتل أميركيين على وجه الخصوص. وأضافوا أن التقدير تضمن بعض معلومات الاستخبارات من داخل إيران تؤكد طبيعة خطة الهجوم.
وقال مصدر أميركي: «أرادوا الرد مع عدم التصعيد بشكل يقترب من اليقين».
وفي السايق، كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن طهران وجهت رسالة لواشنطن عبر سويسرا التي ترعى مصالحها فور البدء بشن الهجوم الصاروخي على القاعدتين، مصدر الهجوم على سليماني.
وأخذ اعضاء الكونغرس الأميركي والخبراء يشيرون الى تغريدة جواد ظريف، التي قال فيها ان بلاده «لا تسعى الى التصعيد او الى الحرب»، معتبرا ان الهجوم الايراني كان «متناسباً» وحجم الهجوم الاميركي الذي اودى بحياة سليماني.
وعلّق عضو الكونغرس الديموقراطي عضو لجنة الاستخبارات جيم هايمس، قائلاً ان ايجابية ترامب، في عدم توجيهه رد عسكري فوري ضد ايران، وايجابية ظريف في تغريدته، هما بمثابة فرصة لفتح قنوات الاتصال الديبلوماسية، وان عبر قنوات غير مباشرة. والحديث عن فرصة للديبلوماسية هو ما اجمع عليه الديموقراطيون، الذين دأبوا على انتقاد طهران على مدة اسبوع منذ بداية التصعيد وقصف قواعد «كتائب حزب الله»، وما تلاها من هجوم عراقي في محيط السفارة الاميركية واستهداف سليماني.
في صفوف الجمهوريين، شعور بالانتصار على ايران، اذ بدا وكأن طهران رمت صواريخها من دون استهداف اميركيين لحفظ ماء الوجه، وان ترامب نجح في القضاء على سليماني من دون الانخراط في مواجهة عسكرية واسعة. على انه على عكس الديموقراطيين، الذي يسارعون للدعوة الى حوار، من غير المرجح ان يتراجع الرئيس الاميركي عن مواقفه تجاه ايران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق