| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
فيما يرفض الرؤساء الاميركيون السابقون من الحزب الجمهوري، اي جورج بوش الأب وجورج بوش الابن، تبني ترشيح مرشح الحزب للرئاسة دونالد ترامب، وفيما يرفض نائب الرئيس السابق ديك تشيني والمرشحان الجمهوريان السابقان للرئاسة السناتور جون ماكين والمحافظ السابق ميت رومني تبني ترشيح ترامب ايضا، بل يعملون ضده علنا، تحظى المرشحة الديموقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون باجماع من جانب حزبها، يتمثل بدعم زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لها، فضلا عن دعم الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن، وكذلك المرشح السابق للرئاسة وخلفها في وزراة الخاجية جون كيري.
وقد يكون الرئيس أوباما متعثرا في سياسته الخارجية، لكنه يتمتع بشعبية غير مسبوقة داخليا، في وقت نقل عنه مقربون انه يعتقد ان على الولايات المتحدة الحاق هزيمة كبيرة بترامب. وامام المقربين منه، وصف أوباما المرشح الجمهوري بـ «المزيف» و«المشعوذ».
ولأن شعبية أوباما عالية، ولأنه احد اكثر رؤساء اميركا ممن يتمتعون بالكاريزما خصوصا في خطاباته العامة التي مازالت تستقطب حشودا كبيرة، ولأن عند الرئيس الاميركي شغف بالقاء الخطابات الشعبية وبث الحماسة بمستمعيه، فهو قرر النزول الى الميدان، ومساعدة كلينتون في حملتها الانتخابية.
ومن المقرر ان يطل أوباما وكلينتون سويا في مهرجان شعبي في ولاية نورث كارولاينا، في الخامس من الشهر المقبل.
ولأن استطلاعات الرأي تشير الى ان كلينتون تتقدم على ترامب في الولايات المتأرجحة، وعددها تقليديا سبعة هي اوهايو وفلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا ونورث كارولاينا واوهايو وفيرجينيا، قررت المرشحة الديموقراطية تثبيت تقدمها بشرائها حملات دعائية اعلامية واسعة في هذه الولايات، وزيارتها واقامة مهرجانات انتخابية فيها، اولها نورث كارولاينا المقرر ان تطل فيها الى جانب أوباما.
وكان نايت سيلفر، وهو ابرز باحثي استطلاعات الرأي وكان تنبأ بدقة كيفية تصويت ٤٩ ولاية في العام ٢٠٠٨ والولايات الخمسين في العام ٢٠١٢، أطل عبر شبكة «اي بي سي» ليقول ان ارقامه تشير الى ان احتمال فوز كلينتون على ترامب هو ٧٩ في المئة، وهي نسبة غير مسبوقة في السباقات الرئاسية على مدى نصف القرن الماضي.
وقال سيلفر انه على رغم انه مازال امام الحملتين الكثير من العمل، وان تغيرات ستطرأ على ارقام استطلاعات الرأي، الا انه لم يسبق ان كان حال السباق يميل بهذا الشكل لمصلحة مرشح دون آخر قبل اقل من ستة اشهر من موعد الانتخابات المقررة في ٨ نوفمبر المقبل.
لكن على الرغم من تقدم كلينتون على ترامب في استطلاعات الرأي في شكل كاسح، يعتقد أوباما ان كلينتون لم تنجح حتى الآن في بث الحماسة لدى القاعدة الشعبية للحزب الديموقراطي، خصوصا بين الفئات العمرية الشابة، التي تؤيد في غالبيتها منافسها السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز.
وساندرز تحول الى مشكلة، اذ على رغم تحقيق كلينتون نصرا مؤكدا عليه في الانتخابات الحزبية، الا انه لم يعلن انسحابه وتأييدها، بل وعد بالعمل على الحاق الهزيمة بترامب، وهو تبني لترشيح كلينتون غريب من نوعه. وبسبب استمراره في الترشيح، يكبد ساندرز دافعي الضرائب الاميركيين ٣٨ الف دولار يوميا ثمن الحراسة الأمنية التي تقدمها الحكومة الفيديرالية للمرشحين.
ويبرر ساندرز بقاءه في السباق بالقول انه يسعى الى اعادة تشكيل الخطاب السياسي للحزب الديموقراطي، الذي تعكف اللجنة المركزية فيه واللجان المتفرعة عنها على اعداده بهدف اقراره في المؤتمر العام المقرر في ولاية بنسلفانيا بين ٢٥ و٢٨ المقبل. ومن المتوقع ان يشهد المؤتمر ترشيح الحزب الديموقراطي رسميا لكلينتون للرئاسة.
وفيما تبدو كلينتون وكأنها تعد الزخم المطلوب للوصول الى البيت الابيض، يعاني منافسها ترامب من تفكك حملته الانتخابية، فهو لم ينجح بجمع اكثر من مليون و٢٠٠ الف من التبرعات، مقابل ٤٣ مليونا جمعتها كلينتون، وهو يعاني في استطلاعات الرأي الشعبية، وهو قام بطرد مدير حملته الانتخابية واستبداله بجايسون ميلر، مدير حملة منافسه السابق داخل الحزب الجمهوري السناتور اليميني المتطرف عن ولاية تكساس تيد كروز.
وحتى الآن، لم يكشف ترامب عن بياناته الضريبية، عملا بعادة المرشحين الى الرئاسة، فيما بالكاد يمر اسبوع من دون سلسلة من المقالات الفضائحية التي تطال جامعته المفلسة، وكازينوهاته التي حجرت عليها المحاكم، ومشاكله مع النساء، وعدم تقديمه تبرعات خيرية كما يزعم.
ويبدو انه في اولى اجراءات مدير حملة ترامب الجديد، قام المرشح الجمهوري بالتراجع عن مطالبته بفرض حظر على دخول المسلمين، اميركيين او اجانب، الى الولايات المتحدة، وقال انه يريد منع القادمين من سورية فحسب لاقفال الحدود الاميركية في وجه اي متسللين تابعين لـ «داعش.» لكن تصريح ترامب لم يلق الكثير من الاصداء.
ويعاني ترامب ايضا من رفض اركان الحزب الجمهوري القاء خطابات في المؤتمر الحزبي المنعقد لترشيحه رسميا والمقرر في ولاية اوهايو بين ١٨ و٢١ المقبل.
وفي وسط المعمعة التي يعيشها ترامب، من غير الواضح كيف يمكن له الخروج من مأزقه بعدما بدا - اثناء الانتخابات التمهيدية الحزبية - بمثابة المرشح الذي لا يقهر. يقول سيلفر: «ترامب نجح ببراعة في اقتناص ٤٠ في المئة من الجمهوريين، ولكن الفوز بـ ٥١ في المئة من الشعب الاميركي امر مختلف تماما».