| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي
في الربع الساعة الأخير من العام 2010، ومن مقر اجازته في هونولولو عاصمة ولاية هاوايي، اقدم الرئيس باراك اوباما على تجاوز مجلس الشيوخ بتعيينه ستة اشخاص ممن فرض عليهم المجلس حظرا لاسباب متنوعة، منهم روبرت فورد السفير الاميركي الى سورية، الذي لايزال ينتظر تصديق المجلس على تعيينه منذ جلسة الاستماع قبل 290 يوما، اي في 16 مارس الماضي. وكانت واشنطن سحبت آخر سفرائها من دمشق على اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.
قرار تعيين فورد جاء في بيان صادر عن مكتب الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيتس، اول من امس، قال فيه ان «الرئيس باراك اوباما اعلن اليوم (الأربعاء) نيته تعيين، اثناء عطلة الكونغرس، ستة مرشحين من اجل ملء ستة مناصب حكومية اساسية شغرت لفترة طويلة».
واضافة الى فورد، الذي سبق ان عمل سفيرا لبلاده في الجزائر، شمل التعيين 3 ديبلوماسيين آخرين هم: ماثيو بريزا سفيرا الى اذربيجان، و نورمان ايزنسفيرا الى تشيكيا، وفرانسيس ريكارديون سفيرا الى تركيا.
وفي اثناء عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وغياب معظم المعنيين في شؤون الشرق الاوسط عن السمع، علمت «الراي» من مصادر في الادارة ان قرار اوباما مواجهة الجمهوريين بتعيين 6 من بينهم فورد، جاء بناء على المعطيات التالية:
اولا، في الشأن الاداري، يعتقد اوباما انه لا يجوز ابقاء اشخاص تم تعيينهم الى مناصب حكومية بعيدا عن اعمالهم لفترات من شأنها ان تعرقل العمل الحكومي، لذا يقوم الرئيس بتجاوز الكونغرس اثناء عطلتيه في اغسطس وديسمبر وتعيين مسؤولين معلق التصديق عليهم.
ثانيا، في الشأن السياسي، يعتقد الفريق المحيط بالرئيس الاميركي ان «من شأن بقاء واشنطن بعيدة عن اذن (الرئيس السوري بشار) الاسد ان يمنح الفرصة لامثال ايران بالتأثير على الرئيس السوري ودفعه الى تبني سياسات ضد المصالح الاميركية». اما عودة السفير، ومعاودة الاتصال الاميركي المباشر مع الاسد، «من شأنه ان يقدم النصائح السديدة للرئيس السوري ويعدل من تصرفات النظام». ثالثا، تقول مصادر البيت الابيض ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس جون كيري، «نجح في اقناع الرئيس (الاميركي) بأن دمشق قامت فعلا بالتعديل من تصرفاتها أخيرا».
وتنقل المصادر عن كيري اشارته الى الرئيس الاميركي ان «الاسد لطالما اعتبر ان مصير لبنان في حال استمرار عمل المحكمة الدولية الخاصة به بالعمل، واصدارها القرار الظني، هو الحرب الاهلية». اما أخيرا، «يلفت كيري نظر الرئيس اوباما ان الاسد تراجع عن هذا الموقف، وصار يقبل بعمل المحكمة، وقام بتوكيل مكتب محاماة في لندن للدفاع عن اي مواطن سوري قد يرد اتهامه في القرار الظني المزمع صدوره في الاشهر المقبلة»، حسب المصادر.
هذا، حسب كيري، «دليل على افتراق موقف الاسد عن حلفائه في طهران وحزب الله، الذين يرفضون تماما التعامل مع المحكمة».
ختاما، تقول مصادر البيت الابيض ان الفريق القيم على «مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية في طاقم مبعوث السلام جورج ميتشل، نجح في اقناع الرئيس (الاميركي) انه في ظل الشلل على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، قد يساهم اي تقدم على المسار السوري في دفع العملية برمتها قدما».
ومن المتوقع ان يثير تعيين اوباما لفورد سفيرا في سورية عاصفة جمهورية عند عودة انعقاد الكونغرس، باكثريته الجمهورية للمرة الأولى منذ اربعة سنوات. ردة الفعل الجمهورية بدأت مع عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا، اليانا روس-ليتنن، والتي ستتسلم الاثنين المقبل مهامها في رئاسة لجنة الشؤون الخارجية خلفا للديموقراطي هاورد بيرمان.
وعبرت روس- ليتنن، في بيان صادر عن مكتبها، عن خيبة املها من قرار الرئيس «تقديم تنازلا رئيسيا الى النظام السوري». وقالت: «في السنتين الماضيتين، استمرت سورية في دعم التطرف العنفي ومحاولة الحصول على برامج اسلحة خطيرة، كما زودت حزب الله بصواريخ طويلة المدى، وساهمت في زيادة نفوذها المزعزع للاستقرار في لبنان، على حساب سيادة هذا البلد». واشارت روس- ليتنن الى ان الرئيس الاميركي كان وقع على تجديد العقوبات على سورية في العام 2010.
بدورها، لم تنجح مصادر الادارة في التنبوء ما اذا كان ارسال السفير فورد الى سورية سيؤدي الى رفع اوباما للدفعة الاولى من العقوبات على سورية مع حلول شهر مارس المقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق