إنقاذ سوريا لا النظام
بقلم محمد ابرهيم
بقلم محمد ابرهيم
نسبت مصادر اميركية الى السفير السوري في واشنطن ان بلاده بحاجة الى بضعة اسابيع للخلاص من "المجموعات المتطرّفة"، يعود بعدها العالم الى التعامل مع النظام كما اضطر الى التعامل مع الصين بعد قمع الحركات الإحتجاجية عام 1989.
ما نسب الى السفير السوري يعبر الى حد بعيد عن طريقة تفكير النظام في سوريا. فأكثر من مرة قال الرئيس السوري، ان سوريا استوعبت درس التغيير في دول المعسكر السوفياتي، وانه ما ان يبدأ الإصلاح، المرِضيّ عنه خارجيا، حتى تبدأ عملية لا تنتهي إلا بسقوط النظام.
من هنا اتخذ النظام قراره بمقاومة الضغوط الخارجية في 2003 ابان غزو العراق، وفي 2005 عندما فرض عليه الإنسحاب من لبنان، وفي 2011 في اطار الإنتفاضات العربية الجارية. والتجربة تقول إن النظام نجح في 2003 و2005 في تجاوز الضغوط الخارجية دون أي تعديل في صيغة امساكه بالوضع الداخلي، وهاتان السابقتان هما مصدر الأمل بنجاح ثالث ينقذ "آلة النظام" ولو مع اصلاح لا يطبق منه إلا ما متوافق مع عمل "الآلة".
هذا المنطق يتجاهل ان تهديد 2003 كان في ظل انقسام عالمي، غربي اساسا. وان ما افشل التهديد هو التعثر الأميركي في العراق. اما في 2005 فالمطروح كان التأثير في السياسات الخارجية السورية، لا التغيير. اما اليوم فالوضع الدولي مختلف، والجانب الأضعف فيه هو المتفهم للنظام. هو الأضعف ليس "ماديا" فقط وانما ايضا لاضطراره التسليم بالأساس الأخلاقي لموقف خصومه.
اما مراهنة النظام على إخماد الداخل بما يجفف منابع الخارج، فإنها تتجاهل، التغذية المعاكسة من الخارج للداخل. فحركة الإحتجاجات تستمد زخمها من المواقف الدولية غير المرشحة للتبدل قريبا.
تاريخيا لم يتمتع النظام في سوريا بدعم داخلي حقيقي الا في مطلع السبعينات من القرن الماضي، عندما كان برنامجه المتقدم على برنامج بعث الستينات يستوعب فئات اجتماعية جديدة داخل "النظام". مذذاك والإستياء الداخلي يتعاظم إلا انه كان مسدود الأفق... خارجيا. فالعامل الدولي لعب دائما لمصلحة النظام. لذلك يصعب تصور وضع يخمد فيه الداخل رغم القرار الدولي الواضح بالتغيير في سوريا.
مراهنة النظام غير الواقعية تقابلها مراهنة واقعية للمعارضة على تآكل الموقف الدولي الداعم له. وهو تآكل جار امام عيون من يقارن المواقف الدولية منذ بداية الأحداث الى اليوم. من هنا لا يزال الخيار الواقعي امام النظام هو بين تآكله التدريجي تحت ضغط محور الداخل-الخارج، او تولّي رأسه قيادة عملية التغيير التي لن تنقذ النظام بالتأكيد، لكنها قد تنقذ سوريا.
ما نسب الى السفير السوري يعبر الى حد بعيد عن طريقة تفكير النظام في سوريا. فأكثر من مرة قال الرئيس السوري، ان سوريا استوعبت درس التغيير في دول المعسكر السوفياتي، وانه ما ان يبدأ الإصلاح، المرِضيّ عنه خارجيا، حتى تبدأ عملية لا تنتهي إلا بسقوط النظام.
من هنا اتخذ النظام قراره بمقاومة الضغوط الخارجية في 2003 ابان غزو العراق، وفي 2005 عندما فرض عليه الإنسحاب من لبنان، وفي 2011 في اطار الإنتفاضات العربية الجارية. والتجربة تقول إن النظام نجح في 2003 و2005 في تجاوز الضغوط الخارجية دون أي تعديل في صيغة امساكه بالوضع الداخلي، وهاتان السابقتان هما مصدر الأمل بنجاح ثالث ينقذ "آلة النظام" ولو مع اصلاح لا يطبق منه إلا ما متوافق مع عمل "الآلة".
هذا المنطق يتجاهل ان تهديد 2003 كان في ظل انقسام عالمي، غربي اساسا. وان ما افشل التهديد هو التعثر الأميركي في العراق. اما في 2005 فالمطروح كان التأثير في السياسات الخارجية السورية، لا التغيير. اما اليوم فالوضع الدولي مختلف، والجانب الأضعف فيه هو المتفهم للنظام. هو الأضعف ليس "ماديا" فقط وانما ايضا لاضطراره التسليم بالأساس الأخلاقي لموقف خصومه.
اما مراهنة النظام على إخماد الداخل بما يجفف منابع الخارج، فإنها تتجاهل، التغذية المعاكسة من الخارج للداخل. فحركة الإحتجاجات تستمد زخمها من المواقف الدولية غير المرشحة للتبدل قريبا.
تاريخيا لم يتمتع النظام في سوريا بدعم داخلي حقيقي الا في مطلع السبعينات من القرن الماضي، عندما كان برنامجه المتقدم على برنامج بعث الستينات يستوعب فئات اجتماعية جديدة داخل "النظام". مذذاك والإستياء الداخلي يتعاظم إلا انه كان مسدود الأفق... خارجيا. فالعامل الدولي لعب دائما لمصلحة النظام. لذلك يصعب تصور وضع يخمد فيه الداخل رغم القرار الدولي الواضح بالتغيير في سوريا.
مراهنة النظام غير الواقعية تقابلها مراهنة واقعية للمعارضة على تآكل الموقف الدولي الداعم له. وهو تآكل جار امام عيون من يقارن المواقف الدولية منذ بداية الأحداث الى اليوم. من هنا لا يزال الخيار الواقعي امام النظام هو بين تآكله التدريجي تحت ضغط محور الداخل-الخارج، او تولّي رأسه قيادة عملية التغيير التي لن تنقذ النظام بالتأكيد، لكنها قد تنقذ سوريا.
هناك تعليقان (2):
نسال الله تعالى النجاة للشعب السورى الشقيق بأقل خسار ممكنة
الله يكتب لسورية النجاااااااااااه يارب
إرسال تعليق