| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي
جريدة الراي
بعدما أقامت الولايات المتحدة جسرا جويا عبر البرتغال لشحن العتاد ومقاتلين اسرائيليين لنجدة اسرائيل من مأزقها اثناء حرب العام 1973، انقلب ميزان القوى لمصلحة اسرائيل ضد مصر وسورية. وعلى اثر انتهاء الحرب، حاول وزير الخارجية هنري كيسينجر التوصل الى سلام بين الطرفين، الا انه اصطدم بعجرفة اسرائيلية اعاقت الجهود الاميركية الحثيثة تجاه السلام، ما دفعه الى الايعاز الى الرئيس الجمهوري غيرالد فورد باستخدام لهجة قاسية ضد تل ابيب لحملها على الانصياع لمطالب واشنطن.
في مارس العام 1974، قام مساعدان لفورد، وهما حديثا العهد في السياسة في واشنطن، بصياغة رسالة شديدة اللهجة من الرئيس الاميركي الى رئيس حكومة اسرائيل اسحق رابين، عرفت فيما بعد برسالة «اعادة التقييم» للسياسة الاميركية تجاه تل ابيب، وجاء فيها ان واشنطن كانت في صدد تعليق المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها الى حليفتها، والتي تبلغ اليوم قرابة 3 مليارات دولار سنويا.
اما كاتبا الرسالة، فكانا رئيس موظفي البيت الابيض دونالد رامسفيلد ومساعده ديك تشيني، وهما اصبحا في ما بعد وزير الدفاع ونائب الرئيس في عهد جورج بوش الابن، ولعبا دور ابرز الداعمين الاميركيين لاسرائيل.
كيف انقلب رامسفيلد وتشيني، وغالبية السياسيين الاميركيين من الجمهوريين والديموقراطيين، من اصحاب مواقف موضوعية حول شؤون الشرق الاوسط، الى مؤيدين لاسرائيل، ظالمة كانت ام مظلومة؟
الاجابة معقدة، ولكن الجزء الاكبر منها يتعلق بانقلاب في المشهد السياسي الاميركي، اذ بدأ المال بتنظيم نفسه سياسيا مع منتصف السبعينات ليلعب دورا اكبر في القرار الاميركي من خلال ما يعرف بمجموعات ضغط، او لوبيات.
ويلفت الباحث جورج باكر في مجلة «فورين افيرز» الى انه في العام 1971، كان هناك 145 «مجموعة ضغط»، اصبحت 2445 في 1982. كذلك، ارتفع عدد «لجان العمل السياسي»، المعروفة بـ «باك»، من 600 جمعت 12 مليون دولار في العام 1974 الى 3371 جمعت 83 مليونا في العام 1982. ويشير الى ان المرشحين الاميركيين انفقوا ما مجموعه 77 مليون دولار على حملاتهم الانتخابية في العام 1974، فيما بلغ هذا الرقم 343 مليونا في 1982.
الاسرائيليون ومؤيدوهم في الولايات المتحدة تنبهوا لدور المال في السياسة الاميركية، فقامت «اللجنة الاميركية الاسرائيلية للعلاقات العامة»، المعروفة بـ «ايباك»، والتي ولدت في العام 1963 كجناح سياسي للـ «المجلس الاميركي الصهيوني»، بتنظيم نفسها كذلك، ونجحت، بعد مرور اقل من شهر على توجيه فورد رسالته لرابين، في جمع توقيع 76 عضوا، من مجموع 100، في مجلس الشيوخ، طالبوا فيها فورد بالتراجع عن تجميد المساعدات الاميركية لاسرائيل.
يومذاك تفاجأ فورد واعضاء فريقه، من بينهم رامسفيلد وتشيني، بقوة اسرائيل الصاعدة داخل واشنطن، ومنذ ذلك اليوم، انقلب معظم السياسيين الاميركيين الى مؤيدين، واحيانا متزلفين، لاسرائيل، استجداء لقوتها التي بدت لا تقهر في السياسة الاميركية. ومنذ ذلك الحين، يعمل اللوبي الصهيوني داخل واشنطن على تنظيم رحلات سنوية لعدد كبير من اعضاء الكونغرس، من الحزبين، مع عائلاتهم، لقضاء عطلة الصيف والاستجمام في اسرائيل.
وما زالت تل ابيب، حتى اليوم، تتمتع بدعم 100 عضو مجلس نواب وشيوخ على الاقل في اي لحظة تشاء، وهذا ما يعطيها نفوذا هائلا في السياسة الاميركية تنافس من خلاله قوة البيت الابيض نفسه.
الا ان بعض الرؤساء الاميركيين حاولوا مجابهة النفوذ الاسرائيلي. اولهم كان الرئيس جورج بوش الاب ووزير خارجيته جيمس بيكر، اللذان هددا اسرائيل بوقف المساعدات السنوية ان لم تعمد الى تجميد المستوطنات بهدف تسهيل مؤتمر مدريد وعملية السلام مطلع التسعينات. الا ان اسرائيل رفضت، ثم تحطم بوش سياسيا وفشل في الفوز بولاية رئاسية ثانية.
كذلك حاول الرئيس باراك اوباما فرض تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس على رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الا ان الاخير رفض، وفي عرض للقوة، حضر امام جلسة مشتركة للكونغرس في واشنطن، واطلق العنان لعجرفته ضد اوباما، الذي ادرك ضعفه امام سطوة اسرائيل داخل واشنطن، فتراجع عن مطلبه بتجميد الاستيطان، وتراجع عن تأييده لحل الدولتين كما ورد في خطابه عن «الربيع العربي» في مايو الماضي، ومضى في دعم الاسرائيليين في مواجهتهم للعالم باجمعه لرفض عضوية فلسطين في الامم المتحدة.
الا انه لا يخفى على أحد ان تأييد اوباما لاسرائيل يأتي حسب المثل المعروف «مجبر اخاك لا مطاع»، وهو ما بدا جليا اثناء الهفوة بين اوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، اثناء انعقاد «قمة العشرين» في باريس الاسبوع الماضي، والتي بادر خلالها الرئيس الفرنسي بالقول انه يعتقد ان نتنياهو «كاذبا»، فاجابه الرئيس الاميركي انه لحسن حظ ساركوزي انه «ليس مجبرا على التعاطي مع رئيس حكومة اسرائيل يوميا».
بعد هفوة المايكروفونات المفتوحة في باريس، حاول فريق اوباما اصلاح الوضع مع تل ابيب، الا ان كره اوباما لنتنياهو صار علنيا، وهو ما ينذر بأنه في حال عودة اوباما في ولاية ثانية، فهو سيعمد الى الانتقام من نتنياهو وفرض تنازلات مذلة عليه في عملية السلام مع الفلسطينيين، رغم معرفة الرئيس الاميركي ان مجالس الكونغرس المتعاقبة تتمسك بتأييدها لاسرائيل نظرا لتأمين اللوبي المؤيد لها لاموال يحتاجها المرشحون في معاركهم الانتخابية.
على ان الشعور الذي عبر عنه ساركوزي واوباما ضد نتيناهو يختلج منذ فترة صدور غالبية العاملين في الحكومات الاميركية المتعاقبة، وحكومات العالم، وكذلك في الامم المتحدة، حيث صار من شبه المستحيل ان تفوز اسرائيل في اي عملية تصويت، وهي تنجو من فورات غضب مجلس الامن ضدها فقط بسبب «الفيتو» الاميركي، الذي تمارسه بعض الحكومات الاميركية، كادارة اوباما، مجبرة في معظم الاحيان.
ليست الحكومات فحسب، بل العدد الاكبر من مراكز الابحاث والاعلاميين الاميركيين والغربيين انقلبوا اليوم ضد اسرائيل، لا بسبب ظلمها للفلسطينيين فقط، بل بسبب جبروتها وعجرفتها.
حتى ابرز المؤيدين لاسرائيل، مثل الكاتب لي سميث، نشر في مجلة «تابلت» اليهودية الاميركية اليمينية، انه «رغم الاعتقاد السائد في واشنطن، مازالت اسرائيل قيمة استراتيجية واضحة للولايات المتحدة» في الشرق الاوسط. وبغض النظر عن وجهة نظر سميث، الا ان مقالته مبنية على اعتبار ان الرأي السائد في العاصمة الاميركية صار يتساءل عن منافع استمرار تحالف اميركا مع اسرائيل، وصار في معظمه معارضا لاستمرار هذا التحالف.
اما والتر بينكس، المعلق المعروف في صحيفة «واشنطن بوست»، دعا في مقالة له الشهر الماضي واشنطن الى «اعادة تقويم مساعدتها الى اسرائيل». واستند في دعوته الى تقليص المساعدة الاميركية الى تل ابيب بالقول انه «كرد فعل على التظاهرات في اسرائيل، قامت الحكومة الاسرائيلية برفع الضرائب على الشركات ومن يتقاضى اكثر من 130 الف دولار سنويا... كما وافقت على تخفيض 850 مليون دولار سنويا، او ما يساوي 5 في المئة من موازنتها السنوية للدفاع البالغة 16 مليار دولار». واضاف بينكس: «اذا قامت اسرائيل بتخفيض انفاقها الدفاعي بسبب مشاكلها الاقتصادية المحلية، الا يجدر بالولايات المتحدة، والتي ينبغي عليها تخفيض موازنتها الدفاعية بسبب عجزها السنوي، تقليص مساعدتها السنوية الى اسرائيل؟».
بينكس ليس الاميركي الاول في الدعوة الى ابتعاد الولايات المتحدة عن اسرائيل، بل ينضم الى قافلة تكبر من الاعلاميين ومراكز الابحاث والجامعات والسياسيين. والولايات المتحدة تحاول اليوم ان تنضم الى العالم في عزلها لاسرائيل، التي يبدو انه لم يتبق لها الا قوتها في استخدام اللوبي، الذي يعتمد على المال، في اخضاع الكونغرس الاميركي، صديقها المتبقي الوحيد.
الا ان عهد اللوبيات في انحدار في الولايات المتحدة، وقد لا ينقضي الكثير من الوقت قبل ان يتسلم نتنياهو رسالة «اعادة تقييم» للعلاقات الاميركية - الاسرائيلية من اوباما. هذا اليوم يبدو انه يقترب اكثر فأكثر.
في مارس العام 1974، قام مساعدان لفورد، وهما حديثا العهد في السياسة في واشنطن، بصياغة رسالة شديدة اللهجة من الرئيس الاميركي الى رئيس حكومة اسرائيل اسحق رابين، عرفت فيما بعد برسالة «اعادة التقييم» للسياسة الاميركية تجاه تل ابيب، وجاء فيها ان واشنطن كانت في صدد تعليق المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها الى حليفتها، والتي تبلغ اليوم قرابة 3 مليارات دولار سنويا.
اما كاتبا الرسالة، فكانا رئيس موظفي البيت الابيض دونالد رامسفيلد ومساعده ديك تشيني، وهما اصبحا في ما بعد وزير الدفاع ونائب الرئيس في عهد جورج بوش الابن، ولعبا دور ابرز الداعمين الاميركيين لاسرائيل.
كيف انقلب رامسفيلد وتشيني، وغالبية السياسيين الاميركيين من الجمهوريين والديموقراطيين، من اصحاب مواقف موضوعية حول شؤون الشرق الاوسط، الى مؤيدين لاسرائيل، ظالمة كانت ام مظلومة؟
الاجابة معقدة، ولكن الجزء الاكبر منها يتعلق بانقلاب في المشهد السياسي الاميركي، اذ بدأ المال بتنظيم نفسه سياسيا مع منتصف السبعينات ليلعب دورا اكبر في القرار الاميركي من خلال ما يعرف بمجموعات ضغط، او لوبيات.
ويلفت الباحث جورج باكر في مجلة «فورين افيرز» الى انه في العام 1971، كان هناك 145 «مجموعة ضغط»، اصبحت 2445 في 1982. كذلك، ارتفع عدد «لجان العمل السياسي»، المعروفة بـ «باك»، من 600 جمعت 12 مليون دولار في العام 1974 الى 3371 جمعت 83 مليونا في العام 1982. ويشير الى ان المرشحين الاميركيين انفقوا ما مجموعه 77 مليون دولار على حملاتهم الانتخابية في العام 1974، فيما بلغ هذا الرقم 343 مليونا في 1982.
الاسرائيليون ومؤيدوهم في الولايات المتحدة تنبهوا لدور المال في السياسة الاميركية، فقامت «اللجنة الاميركية الاسرائيلية للعلاقات العامة»، المعروفة بـ «ايباك»، والتي ولدت في العام 1963 كجناح سياسي للـ «المجلس الاميركي الصهيوني»، بتنظيم نفسها كذلك، ونجحت، بعد مرور اقل من شهر على توجيه فورد رسالته لرابين، في جمع توقيع 76 عضوا، من مجموع 100، في مجلس الشيوخ، طالبوا فيها فورد بالتراجع عن تجميد المساعدات الاميركية لاسرائيل.
يومذاك تفاجأ فورد واعضاء فريقه، من بينهم رامسفيلد وتشيني، بقوة اسرائيل الصاعدة داخل واشنطن، ومنذ ذلك اليوم، انقلب معظم السياسيين الاميركيين الى مؤيدين، واحيانا متزلفين، لاسرائيل، استجداء لقوتها التي بدت لا تقهر في السياسة الاميركية. ومنذ ذلك الحين، يعمل اللوبي الصهيوني داخل واشنطن على تنظيم رحلات سنوية لعدد كبير من اعضاء الكونغرس، من الحزبين، مع عائلاتهم، لقضاء عطلة الصيف والاستجمام في اسرائيل.
وما زالت تل ابيب، حتى اليوم، تتمتع بدعم 100 عضو مجلس نواب وشيوخ على الاقل في اي لحظة تشاء، وهذا ما يعطيها نفوذا هائلا في السياسة الاميركية تنافس من خلاله قوة البيت الابيض نفسه.
الا ان بعض الرؤساء الاميركيين حاولوا مجابهة النفوذ الاسرائيلي. اولهم كان الرئيس جورج بوش الاب ووزير خارجيته جيمس بيكر، اللذان هددا اسرائيل بوقف المساعدات السنوية ان لم تعمد الى تجميد المستوطنات بهدف تسهيل مؤتمر مدريد وعملية السلام مطلع التسعينات. الا ان اسرائيل رفضت، ثم تحطم بوش سياسيا وفشل في الفوز بولاية رئاسية ثانية.
كذلك حاول الرئيس باراك اوباما فرض تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس على رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الا ان الاخير رفض، وفي عرض للقوة، حضر امام جلسة مشتركة للكونغرس في واشنطن، واطلق العنان لعجرفته ضد اوباما، الذي ادرك ضعفه امام سطوة اسرائيل داخل واشنطن، فتراجع عن مطلبه بتجميد الاستيطان، وتراجع عن تأييده لحل الدولتين كما ورد في خطابه عن «الربيع العربي» في مايو الماضي، ومضى في دعم الاسرائيليين في مواجهتهم للعالم باجمعه لرفض عضوية فلسطين في الامم المتحدة.
الا انه لا يخفى على أحد ان تأييد اوباما لاسرائيل يأتي حسب المثل المعروف «مجبر اخاك لا مطاع»، وهو ما بدا جليا اثناء الهفوة بين اوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، اثناء انعقاد «قمة العشرين» في باريس الاسبوع الماضي، والتي بادر خلالها الرئيس الفرنسي بالقول انه يعتقد ان نتنياهو «كاذبا»، فاجابه الرئيس الاميركي انه لحسن حظ ساركوزي انه «ليس مجبرا على التعاطي مع رئيس حكومة اسرائيل يوميا».
بعد هفوة المايكروفونات المفتوحة في باريس، حاول فريق اوباما اصلاح الوضع مع تل ابيب، الا ان كره اوباما لنتنياهو صار علنيا، وهو ما ينذر بأنه في حال عودة اوباما في ولاية ثانية، فهو سيعمد الى الانتقام من نتنياهو وفرض تنازلات مذلة عليه في عملية السلام مع الفلسطينيين، رغم معرفة الرئيس الاميركي ان مجالس الكونغرس المتعاقبة تتمسك بتأييدها لاسرائيل نظرا لتأمين اللوبي المؤيد لها لاموال يحتاجها المرشحون في معاركهم الانتخابية.
على ان الشعور الذي عبر عنه ساركوزي واوباما ضد نتيناهو يختلج منذ فترة صدور غالبية العاملين في الحكومات الاميركية المتعاقبة، وحكومات العالم، وكذلك في الامم المتحدة، حيث صار من شبه المستحيل ان تفوز اسرائيل في اي عملية تصويت، وهي تنجو من فورات غضب مجلس الامن ضدها فقط بسبب «الفيتو» الاميركي، الذي تمارسه بعض الحكومات الاميركية، كادارة اوباما، مجبرة في معظم الاحيان.
ليست الحكومات فحسب، بل العدد الاكبر من مراكز الابحاث والاعلاميين الاميركيين والغربيين انقلبوا اليوم ضد اسرائيل، لا بسبب ظلمها للفلسطينيين فقط، بل بسبب جبروتها وعجرفتها.
حتى ابرز المؤيدين لاسرائيل، مثل الكاتب لي سميث، نشر في مجلة «تابلت» اليهودية الاميركية اليمينية، انه «رغم الاعتقاد السائد في واشنطن، مازالت اسرائيل قيمة استراتيجية واضحة للولايات المتحدة» في الشرق الاوسط. وبغض النظر عن وجهة نظر سميث، الا ان مقالته مبنية على اعتبار ان الرأي السائد في العاصمة الاميركية صار يتساءل عن منافع استمرار تحالف اميركا مع اسرائيل، وصار في معظمه معارضا لاستمرار هذا التحالف.
اما والتر بينكس، المعلق المعروف في صحيفة «واشنطن بوست»، دعا في مقالة له الشهر الماضي واشنطن الى «اعادة تقويم مساعدتها الى اسرائيل». واستند في دعوته الى تقليص المساعدة الاميركية الى تل ابيب بالقول انه «كرد فعل على التظاهرات في اسرائيل، قامت الحكومة الاسرائيلية برفع الضرائب على الشركات ومن يتقاضى اكثر من 130 الف دولار سنويا... كما وافقت على تخفيض 850 مليون دولار سنويا، او ما يساوي 5 في المئة من موازنتها السنوية للدفاع البالغة 16 مليار دولار». واضاف بينكس: «اذا قامت اسرائيل بتخفيض انفاقها الدفاعي بسبب مشاكلها الاقتصادية المحلية، الا يجدر بالولايات المتحدة، والتي ينبغي عليها تخفيض موازنتها الدفاعية بسبب عجزها السنوي، تقليص مساعدتها السنوية الى اسرائيل؟».
بينكس ليس الاميركي الاول في الدعوة الى ابتعاد الولايات المتحدة عن اسرائيل، بل ينضم الى قافلة تكبر من الاعلاميين ومراكز الابحاث والجامعات والسياسيين. والولايات المتحدة تحاول اليوم ان تنضم الى العالم في عزلها لاسرائيل، التي يبدو انه لم يتبق لها الا قوتها في استخدام اللوبي، الذي يعتمد على المال، في اخضاع الكونغرس الاميركي، صديقها المتبقي الوحيد.
الا ان عهد اللوبيات في انحدار في الولايات المتحدة، وقد لا ينقضي الكثير من الوقت قبل ان يتسلم نتنياهو رسالة «اعادة تقييم» للعلاقات الاميركية - الاسرائيلية من اوباما. هذا اليوم يبدو انه يقترب اكثر فأكثر.
هناك تعليقان (2):
ايه اسرائيل بدون امريكا تنفع
والحمدلله انتصرت مصر
إرسال تعليق