| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
في الانتخابات التمهيدية المخصصة لاختيار مرشح الحزب الجمهوري الى الرئاسة، فاجأ المرشح السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز متصدر المرشحين رجل الاعمال دونالد ترامب، فانتزع ولايتي كنساس، وسط البلاد، وماين الشمالية، محققا فوزيه الخامس والسادس على التوالي، ومقلصا الفارق مع ترامب في عدد الموفدين الانتخابيين الى 84، ليصبح رصيد ترامب 375 ورصيد كروز 291. وفي حصيلة الانتخابات التمهيدية الجمهورية، اول من امس، حصد كروز 60 موفدا انتخابيا مقابل 46 لترامب.
ترامب فاز بدوره بولايتي لويزيانا الجنوبية وكنتاكي، في الوسط، لتصبح غلته من الانتصارات 12 ولاية من اصل 50، اي ضعف عدد الولايات التي فاز فيها خصمه كروز.
على ان الخاسر الاكبر في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري كان مرشح المؤسسة الحاكمة في الحزب السناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، الذي قدم اداء باهتا للغاية، فهو حل في المركز الثالث في ثلاث ولايات، ورابعا في الرابعة. ويبدو ان روبيو صار يراهن على فوزه في انتخابات مقاطعة بورتو ريكو، الجزيرة المجاورة لولايته، والتي جرت أمس ولم تتوفر نتائجها بعد، ليضيفها الى فوزه اليتيم بولاية مينيسوتا. وفي مسعى يبدو انه قارب اليأس، يسعى روبيو للفوز بالانتخابات التمهيدية لولايته فلوريدا، المقررة في 15 الجاري، على الأقل حفظا لماء الوجه قبل ان يعلن انسحابه.
وكانت شبكة «فوكس» التلفزيونية اليمينية قد اعلنت انها قررت ايقاف «الافضلية» في التغطية التي كانت تمنحها لروبيو، في وقت اعتبر بعض الخبراء ان سبب الانهيار شبه التام الذي يعانيه المرشح الرئاسي يعود الى قراره بأن يخوض «معركة فضائحية» في وجه ترامب، الذي دأب على تكرار هجماته الشخصية على روبيو، قبل ان يقرر الاخير ان يرد بالطريقة نفسها.
كذلك، حاول روبيو وقياديون في الحزب الجمهوري اقناع كل من كروز والمرشح جون كايسيك بالانسحاب لمصلحة روبيو وتجيير اصواتهما له ليضيفها الى اصواته الـ 123، وهو ما كان من شأنه ان يضع السناتور عن ولاية فلوريدا في الصدارة امام ترامب برصيد 447 موفدا انتخابيا. ويحتاج المرشح لنيل بطاقة الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية، المقررة في نوفمبر المقبل، الى الفوز بـ 1237 موفدا انتخابيا.
لكن كروز رد بالقول ان اداءه حتى الآن اقوى من روبيو، وان على الاخير والمؤسسة الحاكمة الالتفاف حوله لايقاف زحف ترامب، الذي يبدو ان القيادة الحزبية بأجمعها صارت تعارض ترشيحه، الى حد دفع بالمرشح الرئاسي السابق ميت رومني الى القاء خطاب اتهم فيه ترامب بأنه «مزيف». وعلى مدى الايام الماضية، يقيم رومني في ولاية يوتا، التي يقطنها غالبية من طائفة المورمون التي ينتمي اليها رومني، في محاولة منها لاقناع الناخبين الحزبيين «بالتصويت لأي مرشح للرئاسة في الحزب الجمهوري ما عدا ترامب» في انتخابات الولاية المقررة في العشرين من الجاري. لكن الحملة التي يشنها الحزب الجمهوري ضد متصدر مرشحيه الرئاسيين، اي ترامب، لا تبدو انها تجدي نفعا، بل يعتقد بعض المتابعين ان هذه الحملة ترفع من شعبية المرشح الملياردير، وتزيد من مصداقيته وادعاءاته انه يأتي من خارج السياسة وألاعيبها، وانه صادق في ما يقوله ولا يرتبط بمصالح معينة، وانه بسبب ثروته لا يرتبط بمتبرعين ماليين، أي انه يترشح للدفاع عن مصالح المواطنين الاميركيين العاديين فحسب.
اما في الحزب الديموقراطي، فتقاسمت المرشحة الرئاسية المتصدرة وزيرة الخارجية السابقة حصيلة الانتخابات التمهيدية الحزبية، اول من امس، والتي جرت في ولايات نبراسكا، وسط البلاد، وكنساس ولويزيانا. وفازت كلينتون بالولاية الاكبر، اي لويزيانا، وحصدت 51 موفدا انتخابيا، ليصبح رصيدها 1117، فيما فاز منافسها السناتور بيرني ساندرز بولايتي كنساس ونبراسكا، ليحصل على 45 موفدا انتخابيا ويصبح رصيده 477. ويحتاج المرشح للفوز ببطاقة حزبه الرئاسية الى 2383 موفدا انتخابيا.
وتتجه الانظار غدا، خصوصا بين الديموقراطيين، الى ولايتي ميشيغن الشمالية وميسيسيبي الجنوبية، حيث يقيم الحزب الديموقراطي انتخاباتا تمهيدية. وتمنح ميشيغن، التي تظهر استطلاعات الرأي تقدما كبيرا لكلينتون فيها، 147 موفدا مقابل 41 لميسيسيبي. وترابط كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل وابنتهما تشيلسي في الولاية، ويجوبونها، كل على حدا، حيث يقيمون فعاليات تهدف لحشد التأييد.
بدورهم، يقيم الجمهوريون انتخابات تمهيدية غدا في اربع ولايات، اكبرها ميشيغن، التي تمنح 59 موفدا ويتصدر فيها ترامب استطلاعات الرأي. اما الولايات الثلاث الباقية فهي هوايي وآيداهو وميسيسيبي وتمنح 19 و32 و40 موفدا انتخابيا على التوالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق