واشنطن - من حسين عبدالحسين
مع تسارع التقارير حول التحقيقات في إمكانية تورط الرئيس دونالد ترامب مع روسيا في اختراق حسابات منافسيه الديموقراطيين في انتخابات 2016، ينتظر الديموقراطيون بفارغ الصبر موعد الانتخابات النصفية المقررة في نوفمبر المقبل لتوجيه صفعة للرئيس وتحجيم نفوذه.
وكانت نتائج انتخابات محلية في ولاية ميزوري الجنوبية، حيث الغالبية مؤيدة للجمهوريين وحيث تغلب ترامب على منافسته هيلاري كلينتون بفارق 28 نقطة، شهدت مفاجأة بفوز مرشح ديموقراطي في دائرة لم يترشح فيها ديموقراطيون منذ الستينات، بسبب صلابتها في موالاة الجمهوريين.
هذه النتيجة، بعد المفاجأة التي فجرها الديموقراطيون باقتناصهم مقعداً في مجلس الشيوخ من ولاية ألاباما المؤيدة للجمهوريين تقليدياً كذلك، قبل أسابيع، وبعد النتائج الباهرة التي حققها الديموقراطيون في انتخابات ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، كلها منحت الديموقراطيين الأمل بإمكانية استعادتهم مجلس النواب في الكونغرس على ظهر موجة شعبية عارمة «زرقاء»، نسبة الى لون الحزب التقليدي، في الانتخابات هذا الخريف، على غرار الموجة الديموقراطية الكاسحة في العام 2006.
وكانت الأيام الأخيرة شهدت بعض التراجع في استطلاعات الرأي للديموقراطيين أمام الجمهوريين، من تفوق بواقع 12 نقطة مئوية إلى تفوق بست نقاط مئوية فقط. وعزا المتابعون هذا التراجع إلى سلسلة الاخبار الطيبة، خصوصا الاقتصادية، التي طغت على تطورات الاسبوعين الماضيين.
إلا أن الأخبار الاقتصادية تتأرجح بين إيجابية وسلبية، وأسواق المال هبطت فجأة من دون إنذار، وهو ما يعني أن رهان الجمهوريين على الاقتصاد لحفاظهم على الغالبية في الكونغرس، هو رهان محفوف بالمخاطر.
وفي هذا السياق، أصدر «مركز كوك» للأبحاث الانتخابية، وهو مركز غير حزبي يتمتع بمصداقية واسعة في الأوساط الأميركية، تقريراً جاء فيه ان التقديرات انقلبت في 21 دائرة انتخابية لمصلحة الديموقراطيين.
ويتفوق الجمهوريون على الديموقراطيين بـ 24 مقعداً في مجلس النواب، ويمني الديموقراطيون أنفسهم بإمكانية انتزاع الغالبية بسبب إعلان 36 عضواً من الجمهوريين في الكونغرس نيتهم التقاعد. وإعلانات من هذا النوع تمنح المنافسين الأمل بإمكانية اقتناص المقعد الخالي، إذ أن مواجهة عضو في الكونغرس يسعى لإعادة انتخابه أصعب بكثير من مواجهة مرشحين للمرة الاولى.
وعلى مدى الأسبوع الماضي، تراجع اهتمام الإعلام الاميركي بموضوع التحقيقات الروسية بعض الشيء، بعد إعلان فريق محامي ترامب نيته عدم الموافقة على التحقيق معه، وانشغل الأميركيون بتقارير أظهرت أحد أعمدة الفريق الرئاسي روب بورتر وقد اعتدى على زوجتين سابقتين له. وكان «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (اف بي آي) امتنع عن منح بورتر الاذونات المطلوبة لاطلاعه على التقارير الحكومية السرية، وذلك بعد عام على عمر الادارة، وهو ما اثار فضول الأميركيين، الذين اكتشفوا أن سبب حجب الاذونات عن بورتر يعود لاعتدائه على زوجتين سابقتين قبل أعوام.
وممن لم يتم منحهم أذونات حتى الآن كبير مستشاري الرئيس وصهره جاريد كوشنر، الذي تخشى السلطات الأمنية الأميركية من علاقاته بجهات صينية قد تسعى للحصول على أسرار الدولة، في حال تم السماح له بالاطلاع عليها.
ووسط تقارير اعتداء أعضاء في الفريق الرئاسي على زوجاتهم وحجب الأذونات عن آخرين بسبب علاقات مشبوهة لهم مع الحكومة الصينية، ينتظر الأميركيون صدور كتاب مدير «اف بي آي» السابق جيمس كومي، الذي كان ترامب طرده العام الماضي بسبب رفضه التعهد بإقفال ملف التحقيقات الروسية أو إعلان ولائه للرئيس، وهو كتاب من المتوقع أن يساهم في المزيد من الضعضعة الانتخابية للجمهوريين بسبب اهتزاز رئيسهم وتكاثر فضائحه وفضائح أفراد فريقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق