واشنطن - من حسين عبدالحسين
حذر سفير أميركا لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، أمام زعماء المنظمات اليهودية الأميركية، من حرب أهلية في إسرائيل في حال الإصرار على إخلاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وذكر مراسل القناة الاسرائيلية العاشرة وموقع «آكسيوس» الاميركي باراك رافيد، أن فريدمان، وهو من اليهود المتدينين الأرثوذوكس، أبلغ زعماء «المنظمات اليهودية في أميركا الشمالية»، أثناء مؤتمر عقدوه الاسبوع الماضي، أن المستوطنين البالغ عددهم نحو 400 ألف في الضفة الغربية «لن يذهبوا الى أي مكان»، وأن إخلاءهم بالقوة «سيؤدي إلى حرب أهلية» في الدولة العبرية، لافتاً إلى أن «نواة الجيش الإسرائيلي تتحول أكثر فأكثر إلى صهاينة متدينين، متمسكين بالأرض، لأنهم يرون أن الله منحهم إياها».
وسبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تباهى مراراً بأنه قادر على التوصل إلى تسوية للصراع بين العرب والاسرائيليين، محملاً أسلافه مسؤولية الفشل في إتمام عملية السلام، ومؤكداً أنه الوحيد الذي يعرف كيف يمكن عقد الصفقات بسبب خبرته الطويلة في عالم الأعمال. وكلّف ترامب صهره جاريد كوشنر ومحاميه جيسون غرينبلات، والاثنين من اليهود الأرثوذوكس المتدينين، مسؤولية التوصل إلى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
إلا أن حماسة ترامب لم تؤدِ إلى تغييرات تذكر في سياق العملية السلمية، وعلى الرغم من التهديدات المنقطعة النظير التي وجهها الى السلطة الفلسطينية، من قبيل وقف التمويل الأميركي عنها وإغلاق مكتبها التمثيلي في واشنطن، ما تزال عملية السلام متعثرة منذ تولي ترامب الرئاسة، قبل أكثر من عام.
وكان فريدمان، الذي دعا وزارة الخارجية الأميركية للاعتراف بالمستوطنات والتوقف عن وصفها بغير الشرعية، أبلغ زعماء المنظمات اليهودية الاميركية أن العام المقبل هو الحد الاقصى لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأن عملية الانتقال ستتم قبل ذلك. على أن السفير الأميركي، على غرار ترامب، لم يحدد المكان الذي ستنتقل إليه السفارة الاميركية، وهي إنْ انتقلت إلى القدس الغربية، فإن ذلك سيعكس التزاماً أميركياً بالتقسيم الدولي للمدينة، وهو التقسيم الذي يمنح الاسرائيليين غربها والفلسطينيين شرقها.
وقال فريدمان انه لا يعتقد ان أي تهديدات أو ضغوطات أميركية على اسرائيل، ستحمل الأخيرة على التنازل عن أي من مواقفها، خصوصاً إصرارها على ابقاء مستوطناتها في الاراضي الفلسطينية.
ورداً على الانتقادات التي تتعرض لها اسرائيل، خصوصاً من اليهود الاميركيين المؤيدين للحزب الديموقراطي، وهي انتقادات مفادها ان على اسرائيل الاختيار بين كونها دولة حصرية لليهود، ما ينسف الديموقراطية فيها، أو كونها دولة ديموقراطية متعددة المذاهب والاثنيات، قال فريدمان انها انتقادات وهمية لأن اسرائيل تعيش كدولة يهودية منذ 25 عاماً، وهي مع ذلك لم تعرف غير الاستقرار والبحبوحة.
ويبدو أن السفير الأميركي حاول التقليل من أهمية التوصل الى سلام مع الفلسطينيين، بقوله إن سلاماً من هذا النوع لن يقي إسرائيل المخاطر الأمنية التي تواجهها من تنظيمات ارهابية، مثل «حزب الله» اللبناني وتنظيم «داعش»، معتبراً أن أي سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيقضي حتماً بالإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي في وادي الأردن، «حتى لا تتحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى»، أي أن إسرائيل تخشى سيطرة الاسلاميين وإقامتهم قوة عسكرية في الضفة على غرار غزة في حال انسحاب إسرائيلي أمني كامل من وادي الاردن.
وختم السفير الاميركي بالقول ان السلام يجب ان يكون بمثابة طلاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لا زواج، وان المشكلة تكمن في أن الفلسطينيين غير قادرين على الانفصال عن الاسرائيليين بسبب الفشل الفلسطيني في إقامة مؤسسات حكم يمكنها الاعتماد على نفسها، خصوصاً في النواحي الامنية.
في المحصلة، بدت مواقف فريدمان وكأنها مواقف السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة، لا العكس، إذ انها تتعارض، لا مع مواقف وزارة الخارجية وحدها، بل مع مواقف ترامب نفسه، الذي سبق أن قال في مقابلتين على الأقل ان المستوطنات الاسرائيلية «لا تساعد» في التوصل الى سلام، وهو (أي ترامب) أبلغ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ان البيت الابيض لن يوافق على قانون كان نتنياهو يسعى الى تمريره في الكنيست، ويقضي بضم المستوطنات في الاراضي الفلسطينية رسمياً إلى اسرائيل.
عباس يطالب بـ «آلية متعددة» ويدعو لمؤتمر دولي للسلام
واشنطن - أ ف ب - طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإنشاء آلية متعددة الأطراف لحل القضية الفلسطينية عبر مؤتمر دولي للسلام في منتصف 2018.
وعرض عباس في مداخلة نادرة أمام مجلس الأمن، مساء أمس، خطة للسلام في الشرق الأوسط، داعياً الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين الى القيام بذلك، ومؤكداً أن الفلسطينيين سيكثفون الجهود للحصول على «عضوية كاملة» في الأمم المتحدة.
ولفت إلى أنه من أصل 193 بلداً في الأمم المتحدة، اعترفت 138 دولة فقط بفلسطين، داعياً إلى «عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف العام 2018، يستند لقرارات الشرعية الدولية، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين المعنيين، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة وفي مقدمها أعضاء مجلس الأمن الدائمين والرباعية الدولية، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850».
وتطرق إلى دور الأمم المتحدة، معتبراً أنها فشلت في تنفيذ أي من قراراتها، وقد صدر 705 قرارات عن الجمعية العامة، و86 قراراً عن مجلس الأمن، وذلك بسبب تهرب إسرائيل من مسؤولياتها.
وأكد مجدداً أن المشكلة ليست مع اليهودية كديانة وإنما مع المحتل، أياً كان دينه، مضيفاً ان «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاهلت كل مطالبنا، وقد أبدينا استعداداً للتوصل إلى صفقة سلام تاريخية، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وخلال اجتماع مجلس الأمن، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن المفاوضين الأميركيين مستعدون «لإجراء محادثات لكننا لن نلاحقكم»، في انتقاد لمغادرة الرئيس الفلسطيني قاعة الاجتماع أثناء تصريحاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق