حسين عبدالحسين
في الوقت الذي كان الرئيس دونالد ترامب يُمنى بهزيمة سياسية قاسية بتراجعه عن سياسة فصل أولاد اللاجئين عن أهاليهم، واصل صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، يرافقه مساعده ومسؤول المفاوضات العربية - الاسرائيلية جيسون غرينبلات، جولتهما في المنطقة.
وما تزال المقاطعة قائمة بين القيادات الفلسطينية على أنواعها، وفي طليعتها السلطة التي يرأسها محمود عباس في رام الله، وبين الإدارة الاميركية، ما يجعل الحديث عن تسهيل ترامب للسلام الاسرائيلي مع الفلسطينيين موقفاً مُبهماً.
وفي واشنطن، يتعرض كوشنر لحملة سياسية قاسية من خصوم ترامب، خصوصاً من الحزب الديموقراطي، ممن يتهمون صهر الرئيس باستغلال النفوذ لمصالح شخصية، تحديداً لإنقاذ مشروع عائلة كوشنر الاستثماري العقاري المتهالك في مدينة نيويورك.
وكان تشارلز والد جاريد كوشنر اشترى في سنة 2007 برجاً يقع على الجادة الخامسة، ذات المباني الفاخرة، في مدينة نيويورك، بصفقة بلغت 1,8 مليار دولار. إلا أن الأزمة المالية التي اندلعت في خريف 2008 كبدت عائلة كوشنر خسائر أجبرتها على البحث عن متمولين لإنقاذ القرض المتبقي منه 1,4 مليار دولار، والذي يحين موعد تسديده مطلع السنة المقبلة، فيما يبدو أن شركة كوشنر لن تتكمن من سداد هذا الدين.
وكان كوشنر، اليهودي الأرثوذوكسي الاميركي، حصل على قرض أخيراً من أحد البنوك الإسرائيلية للسبب نفسه.
وبسبب تداخل الأعمال والعقارات مع هوية الممولين الأجانب، تعالت الأصوات في واشنطن ضد زيارات كوشنر إلى الدول العربية وإسرائيل، وطالب الديموقراطيون بتعيين بديل لصهر الرئيس الذي لا يبدو أنه يفصل كثيراً بين مصالحه ومنصبه كمسؤول رفيع في حكومة الولايات المتحدة.
لكن البيت الابيض رد على المنتقدين بتأكيد أن زيارة كوشنر للأردن ومصر تثبت أن هدف جولته هو تحقيق اختراق بالتوصل الى تسوية سلمية بين العرب والاسرائيليين، وان كوشنر «نجح حتى الآن في ما فشل فيه كثيرون من قبل ممن حاولوا القيام بالدور نفسه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق