حسين عبدالحسين
فيما شدد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على الثقة المتبادلة التي تجمع الكويت والولايات المتحدة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب، أكد الأخير أن لديه علاقة شخصية رائعة مع صاحب السمو.
وعقد سمو الأمير لقاء قمة في البيت الأبيض، أمس، مع ترامب، جرى خلاله استعراض العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتلت المحادثات الرسمية بينهما، محادثات موسعة ضمت الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وتناولت المحادثات «استعراض العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع دولة الكويت والولايات المتحدة الأميركية الصديقة وسبل تطويرها، وتنمية أطر التعاون الثنائي العسكري والتعاون الأمني وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري، تعزيزاً للشراكة الإستراتيجية بين البلدين على الأصعدة والمجالات كافة»، وفقاً لوكالة «كونا».
كما تطرقت إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وتبادل وجهات النظر بشأنها، والتأكيد على ضرورة إرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار الدولي ودعم الجهود الدولية الساعية لمواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب وردع تمويله وتجفيف منابعه.
كلمة الأمير
وفي ما يلي نص كلمة سمو الأمير، في مستهل المحادثات في المكتب البيضوي:
«شكراً فخامة الرئيس أنا جداً سعيد أن التقي فيك لثالث مرة خلال سنة واحدة، وهذا يدل على أن العلاقات بيننا وبين الولايات المتحدة وبيننا شخصياً... العلاقات جيدة وستبقى الثقة المتبادلة بيننا.
نشكر فخامة الرئيس على حفاوة الاستقبال... تأتي هذه الزيارة استمراراً للعلاقات العميقة والإستراتيجية بين البلدين وما تشهدها من تطور كبير وفي ظل حرصنا المشترك على توطيدها وتعزيزها، وأشيد بهذا الصدد بالتزام الولايات المتحدة الأميركية بأمن واستقرار المنطقة والذي تجسد بقيادتها لتحالف دولي حرر بلادي».
وأضاف سموه: «وفي سياق حرصنا وسعينا لتوطيد علاقاتنا الثنائية سنركز على تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار المتزايد، فضلاً عن التعاون في المجال العسكري والطاقة والتعليم، ويسرني أن أدعو الشركات الأميركية للمشاركة في مشاريع التنمية والبنية التحتية في دولة الكويت وإلى الاستثمار فيها وفق القوانين والتسهيلات الجاذبة للاستثمار. كما سنبحث سبل التعاون لحل الأزمة الخليجية ونتطلع بأمل بأن يتم التوصل إلى نهاية لهذه الأزمة».
وتابع الأمير: «يتصادف اجتماعنا مع فخامة الرئيس مع استئناف المباحثات في جنيف بين طرفي النزاع في اليمن والتي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن والتي دعونا لها واحتضنتها الكويت مستهدفين وضع حد لهذا القتال المدمر وآثاره المزعزعة لأمننا واستقرارنا في المنطقة، إننا نتطلع والعالم بأسره أن تحقق مباحثات السلام هذه نتائجها المرجوة. كما سنستعرض ما حققناه من إنجازات في ظل شراكتنا الصلبة ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطوراتها وآخر المستجدات السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، ولا بد لي أن أشيد بالدور الإيجابي والجهود الكبيرة والمقدرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
ترامب
من جهته، أشاد ترامب بالعلاقات الثنائية مع الكويت، واصفاً سمو الأمير بأنه «صديق خاص» له.
وقال: «قبل كل شيء لدي علاقة شخصية رائعة مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد... علاقاتنا متميزة وقوية جداً مع الكويت»، مضيفاً: «الكويت مكان عرفته منذ فترة طويلة ولدي العديد من الأصدقاء الذين يعيشون في الكويت... إنهم شعب جيد للغاية... علاقتنا الثنائية قوية للغاية».
وأوضح ترامب أن البلدين يتعاونان على نطاق واسع في مجال التجارة بالإضافة إلى الاستثمار، لافتاً إلى أن التعاون «في غاية الأهمية أيضاً في مجال الإرهاب ومكافحته... الكويت شريك عظيم».
وأكد أن الكويت قامت باستثمارات ضخمة في الولايات المتحدة كما تشتري الكثير من المعدات والعتاد العسكري.
وأضاف: «نحن نقدر المشتريات الكبيرة التي تقوم بها ونحن صراحة نعمل بجد على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط».
إيران
وبشأن الأوضاع الإقليمية، قال ترامب إنه لا يستبعد لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر سبتمبر الجاري.
ورداً على سؤال بشأن إمكان عقد مثل هذا اللقاء، أجاب: «من الممكن، كل شيء ممكن»، مضيفاً: «سنرى ما سيحدث مع إيران، هل يريدون التحدث؟، الأمر متوقف عليهم، وليس علي».
وقال إن «إيران في موقف يختلف تماماً عما كانت عليه عندما تسلمت السلطة، إنها في حالة اضطراب» وتشعر بالقلق حيال «البقاء كدولة».
سورية
وبشأن الوضع في سورية، حذر ترامب من أن العالم والولايات المتحدة يرصدان تطورات الأوضاع في إدلب، قائلاً: «العالم يرصد والولايات المتحدة ترصد... أتابع هذا الأمر عن كثب»، مشيراً إلى «وضع مثير للحزن في محافظة إدلب» حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة.
وأضاف: «إذا وقعت مذبحة فسيكون العالم غاضباً للغاية وستكون الولايات المتحدة غاضبة جداً».
كما نفى أن يكون قد بحث مع وزير الدفاع جيمس ماتيس إمكان اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، بخلاف ما أورده كتاب للصحافي بوب وودورد.
وقال رداً على سؤال عن مقطع في الكتاب يذكر ذلك: إن «هذا الأمر لم يناقش أبداً... هذا الأمر لم يتم حتى التفكير فيه».
وتزامناً مع القمة الكويتية - الأميركية، نقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر ديبلوماسي تأكيده أنه تم «تأجيل القمة الخليجية - الأميركية إلى ديسمبر المقبل».
صاحب السمو: خالد الجراح يدي اليمنى
وصف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح بأنه يده اليمنى.
وقال سموه خلال لقاء مع رؤساء كبرى الشركات الأميركية التي تمثّل مختلف القطاعات، تعقيباً على عرض إحدى الشركات لسبل التعاون العسكري والدفاعي ذكر فيها مسؤول أميركي أن الشيخ خالد الجراح صديق له، قال: بالنسبة لما ذكرته عن صديقك، فهذا أخي وزير الدفاع السابق، هذا هو يدي اليمنى، لذلك أقول الله يعينه، خصوصاً مع الولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق