الخميس، 31 مارس 2011

اسرائيل تعمل لبقاء الاسد في السلطة

نقلت صحيفة السفير اللبنانية اليوم عن الواشنطن بوست الاميركية مقالة تضمنت خريطة قالت البوست انها حصلت عليها من مسؤولين في وزراة الدفاع الاسرائيلية تظهر 550 هدفا لحزب الله في لبنان تنوي اسرائيل مهاجمتها في حا اندلاع الحرب بين الطرفين.

وفي محاولة لاظهار ان الحرب قريبة، مما بجعل حاجة لبنان لبقاء بشار الاسد في الحكم ضرورية ويؤكد نظريته حول استهداف نظامه لدعمه للـ "المقاومة"، نقلت السفير عن البوست: "يبدو أن القيادة العسكرية الإسرائيلية وعبر نشر هذه الخريطة، تحاول تجنّب أي انتقاد دولي في حال قامت بمهاجمة أحد هذه المواقع، والتي تقول اسرائيل ان معظمها يقع في قرى سكنية وقرب مستشفيات ومدارس ومنازل مدنيين. ويصرح القادة العسكريون بأنهم يريدون تجنّب أي استنكار دولي من النوع الذي طال عملياتهم في أواخر العام 2008 خلال حرب «الرصاص المسكوب» في غزة لمنع المقاتلين من إطلاق الصواريخ. ونقلت «واشنطن بوست» عن قائد عسكري اسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «من مصلحتنا أن نظهر للعالم أن حزب الله حوّل هذه القرى إلى أرض معركة».

الا ان ما لم تنقله السفير عن نفس المقالة هو عنوانها: "على الرغم من كل انتقاداتها للاسد، قد ترغب اسرائيل في بقائه في النهاية". كذلك، تجاهلت السفير المقطع التالي، والذي تحدثت فيه الصحيفة الاميركية الى "وزير في حكومة بنيامين نتنياهو" ونقلت عنه التالي: "نحن نعرف الاسد كما عرفنا والده من قبله. بالطبع نرغب في سورية ديموقراطية. ولكن هل اعتقد ان ذلك سيحدث؟ كلا."

هذا الوزير الاسرائيلي الذي مرر الخريطة الى الصحيفة الاميركية هو وزير الدفاع ايهود باراك، وهو سبق ان تعامل مع حافظ الاسد يوما كان باراك رئيسا لحكومة اسرائيل، وهو اليوم يرغب في رؤية بشار الاسد يستمر في السلطة، لذلك قام بتمرير الخريطة الى المراسلة جانين زكريا على امل ان يحول الانظار بعيدا عن الثورة السورية، وباتجاه حرب لن تحدث، ولكنها تساهم في تعزيز نظريات الاسد حول المؤامرة التي يتعرض لها تظامه نظرا لمواقفه المؤيدة لحزب الله.

لا صفقة أميركية لبقاء الأسد أو رحيله

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

انهمك الديبلوماسيون الاجانب في العاصمة الاميركية، في محاولة لمعرفة ان كانت الولايات المتحدة قد ابرمت صفقة ما من اجل مساعدة الرئيس السوري بشار الاسد على البقاء في منصبه، وغض النظر عن اجهزته الامنية في حال قامت الاخيرة بممارسة المزيد من القمع بحق المتظاهرين في انحاء سورية.

وعززت مخاوف الديبلوماسيين من وجود صفقة اميركية حول سورية، تصريح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى شبكة «سي بي اس»، يوم الاحد، وصفت فيه الاسد بـ «الاصلاحي»، واستبعدت تدخلا اميركيا في الاحداث السورية على غرار التدخل الاميركي والغربي والعربي في ليبيا.

كذلك سرت اشاعات بين المراقبين مفادها ان بعض دول الخليج نجحت في وساطة بين الاسد من ناحية، وواشنطن والعواصم الغربية من ناحية اخرى، توصلت الاطراف من خلالها الى الاتفاق على بقاء الاسد.

الا ان كل الاشاعات حول صفقات لبقاء الاسد او رحيله لا صحة لها، حسب مصادر حكومية اميركية رفيعة.

العارفون بكيفية عمل الحكومة الاميركية يجزمون بان عددا من الاسباب ما زالت تثني واشنطن عن التورط في الموضوع السوري، الا ان الاحجام الاميركي ليس مفتوح الامد.

اما ابرز العناصر التي ما زالت تبقي ادارة الرئيس باراك اوباما بعيدة عن الاحداث السورية فهي التالية:

اولا، الحساسية لدى الجمهور الاميركي من تدخل الولايات المتحدة في عدد متزايد من الصراعات حول العالم. ويعتبر المعلقون في الصحف الاميركية ان الارهاق من الحروب اصاب الاميركيين، وان مشاركة الولايات المتحدة في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1973 القاضي بحماية ثوار ليبيا من الانتقام الذي كان متوقعا ان ينزله بهم العقيد معمر القذافي، ما زال يثير الريبة لدى عدد لا بأس به من الاميركيين، وخصوصا ان طال امد المواجهة الليبية.

ثانيا، مازالت احداث ليبيا تحجب احداث سورية، التي على الرغم من تصدر تظاهراتها اخبار الصحف الاميركية في الايام الماضية، فانها مازالت بعيدة عن اجتياح المشهد الاخباري الاميركي، وتاليا احداث تعاطف شعبي يفرض على اوباما وادارته مساندة الثوار السوريين على غرار مساندة اقرانهم المصريين والتخلي عن الرئيس السابق حسني مبارك.

ثالثا، ينشط لوبي سوري داخل العاصمة الاميركية بشكل غير مسبوق يقوده السناتور الديموقراطي جون كيري الذي على الرغم من الاحراج الذي يتسبب به اطلاق الامن السوري للرصاص الحي على المتظاهرين وقتل اعداد كبيرة منهم ما زال مصرا على ضرورة الانفتاح الاميركي على سورية والتوصل الى سلام بين دمشق وتل ابيب.

كيري، الذي يسعى جاهدا لاقناع اوباما بتعيينه وزيرا للخارجية خلفا لكلينتون في ولايته الثانية، يعتقد ان رعايته التوصل الى اتفاقية سلام سورية- اسرائيلية تعزز من حظوظه الوصول الى وزارة الخارجية.

رابعا، ينشط لوبي اسرائيلي تأييدا لبقاء الاسد ونظامه. ويردد المسؤولون الاسرائيليون ممن يزورون العاصمة الاميركية ان «الاسد هو الشيطان الذي نعرفه»، وهو بالتالي خير من «الشيطان الذي لا نعرفه».

خامسا، يسود اعتقاد مفاده ان غياب الاسد قد يفسح المجال لايران لفرض سيطرتها الكاملة على سورية عن طريق «حزب الله» اللبناني، وتاليا تصبح المواقف السورية اكثر راديكالية، وقد تعرض الهدوء التام، الذي يؤمنه نظام الاسد لاسرائيل على الحدود عبر الجولان منذ العام 1974، للاهتزاز.

الا ان كل هذه العناصر المتكافلة التي تبقي الولايات المتحدة بعيدة عن المشهد السوري وحذرة في التعامل مع تطوراته من شأنها ان تتبدل في لحظات في حال توافر العناصر التالية: اولا، اقتراب الحرب في ليبيا من حسم سريع لمصلحة الثوار من دون الدخول في مواجهة طويلة تكبد التحالف الغربي العربي المزيد من المجهود السياسي والديبلوماسي والاموال. نجاح المواجهة في ليبيا سوف يعطي الرئيس الاميركي زخما وثقة بالنفس في مواجهة الاميركيين المشككين في مقدرته على النجاح في سياساته الخارجية وفي تدخلاته في امور دول يعتقدها بعض الاميركيين لا تؤثر في حياتهم.

ثانيا، من شأن انحسار اخبار ليبيا اعطاء مساحة اعلامية اميركية اوسع للسوريين. كذلك، من شأن استمرار السوريين في التظاهر اجبار الاعلام الاميركي على متابعة احداثهم والاهتمام بها وبتغطيتها. ولا يخفى على المراقبين ان احد ابرز العوامل التي فرضت على اوباما التخلي عن حليفه المصري مبارك كان طغيان الحدث المصري على الاعلام الاميركي بما فيها البرامج الكوميدية والاجتماعية.

ثالثا، استمرار السوريين في التظاهر في موازاة استمرار اطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل الامن يضعف من موقف المؤيدين للاسد ونظامه مثل كيري ويفرض عليهم الابتعاد عن الاسد وتاليا افساح المجال امام التيارات الاخرى داخل ادارة اوباما الداعية الى مناصرة مطالبة السوريين بالحرية والتغيير.

رابعا، قد تنقلب النظرية الاستراتيجية حول الاطاحة بنظام الاسد لمصلحة القائلين ان خسارة ايران و»حزب الله» للاسد تضعفهم، وتؤدي الى تعديل موازين القوى الاقليمية لمصلحة «دول الاعتدال»، بعد ان خسرت الاخيرة حليفا اساسيا بغياب مصر ما بعد مبارك عن المشهد الاقليمي.

لم تقرر واشنطن حتى الان كيفية التعاطي مع الاحداث السورية، ولم تحصل اي صفقات لا في السر ولا في العلن حول موقف الولايات المتحدة من مصير الاسد ونظامه، الا ان تسارع الاحداث سيفرض لا شك على واشنطن اتخاذ موقف عما قريب، وقد يفرض تبدلا جذريا في الموقف الاميركي، على غرار التبدلات الاميركية التي شهدها العالم في موقف اميركا من مصر وليبيا، والتي عكست موقفا مرتبكا لأوباما وفريقه استثمره خصوم اوباما من الجمهوريين للاشارة الى ضعفه وقلة حنكته في التعاطي مع ملف السياسة الخارجية.

ملخص الثورة السورية بعد اسبوعين على اندلاعها

اندلعت اولى التظاهرات الشعبية في دمشق يوم الثلاثاء في 15 آذار (مارس) عندما وقف عدد من السوريين في ساحة المرجة امام وزارة الداخلية للمطالبة بالافراج عن المعتقلين السياسيين، فما كان من القوات الامنية السورية، ومعظمها من جهاز الاستخبارات وبثياب مدنية، الا ان انقضت على المتظاهرين واوسعتهم ضربا واعتقلت عددا منهم. وقال وزير الداخلية السوري ان ما حصل هو استقباله لوفد من اهالي المعتقلين قدموا له عريضة.

وفي اليوم التالي، تظاهر المزيد وجوبهوا بعدد اكبر من القوات الامنية واعضاء الاستخبارات ممن حملوا صورا لبشار الاسد وهتفوا له. وتغاضت السلطات عن الحادثة واتهمت التقارير الاعلامية عن التظاهرات بالكاذبة.

واستمرت التظاهرات بشكل يومي حتى يوم الجمعة 18 آذار (مارس) حيث رفع متظاهرون شعارات منددة بنظام الاسد داخل المسجد الاموي في سورية، فما كان من العصابات الامنية الا ان اغلقت باب المسجد واعتدت عليهم داخله. الا ان التظاهرات في ذلك اليوم وصلت مدنا اخرى مثل درعا وبانياس وحمص ودير الزور، وقابلتها السلطات الامنية بقمع شديد والمزيد من الاعتقالات والتعتيم اعلامي وسقوط شهداء للمرة الاولى، مما حمل المتظاهرين على تشييعهم في مواكب شعبية حاشدة يومي السبت والاحد 19 و20 آذار، وقابلتم اجهزة الاسد بعنف لا سابق له.

في هذه الاثناء، اعلن معظم المعتقلين السياسيين في السجون السورية اضرابا عن الطعام. الا ان العنف وصل ذروته يوم الثلاثاء في 22 آذار (مارس) عندما احتشد عدد من الدرعاويين في المسجد العمري، وحاولت السلطات اقتحام المسجد وفض التظاهرة، وحصل اشتباك شديد استمر حتى فجر الاربعاء (23 مارس) وارتكبت خلاله اجهزة الاسد مجزرة راح ضحيتها اكثر من 50 سوريا.

واندلعت الثورة بعد ذلك في المدن المحيطة بدرعا مثل اخل وجاسم وبدأ السوريون في معظم انحاء سورية باحراق صور بشار وحافظ الاسد واسقاط تماثيل حافظ الاسد اينما تسنى لهم، ورميها بالاحذية.

مجزرة درعا حاولت بثينة شعبان، مستشارة الاسد، واعلام النظام، تصويرها في اليوم التالي على انها من عمل عصابة مدسوسة بحوزتها مبالغ مالية واسلحة. الا ان الحيلة لم تنطل على السوريين الذي ثاروا على الطغيان.

ومع حلول يوم الجمعة 25 آذارا (مارس) وصلت التظاهرات الى ادلب واللاذقية حيث حصلت مواجهات عنيفة زج فيها النظام بـ "شبيحته" للاعتداء على المتظاهرين السلميين، ثم نشر الجيش في شوارع اللاذقية وحاصر درعا، الا ان التظاهرات السلمية استمرت، واتسعت، وتكاثر عدد المتظاهرين مع حلول يومي امس واول من امس الاحد والاثنين 27 و28 آذار (مارس)، شهدت خلالهما سورية المزيد من الوحشية من اجهزة الاسد التي نظمت المزيد من الاعتقالات تضمنت ممثلي الاعلام مثل مراسلي وكالة رويترز.

ومع حلول اليوم الثلاثاء 29 آذار (مارس)، ينقضي الاسبوع الثاني على بدء الثورة السورية التي اجبرت نظام الاسد حتى الان على تقديم التنازل تلو الآخر في مشهد يشبه مشهد بن علي في تونس ومبارك في مصر قبله اذ بعدما اقال الاسد محافظ درعا فيصل كلثوم منتصف الاسبوع الماضي، قبل استقالة حكومة ناجي العطري اليوم الثلاثاء، فيما افادت وسائل اعلام ان الاسد سيتوجه بخطاب الى مجلس الشعب (البرلمان) السوري يوم غد الاربعاء من المتوقع ان يعلن فيه اعلان حالة الطوارئ، وتعديل مادة او اكثر من الدستور، على غرار ما فعله حسني مبارك عندما اعلن تعديلات دستورية قبل تنحيه.

في هذه الاثناء، تعمل اسرائيل ودول اخرى مستفيدة من بقاء لاسد، مثل تركيا وقطر، على دعم بقائه، وحماية العنف الذي تمارسه اجهزته بحق مواطنيه من الادانة الدولية، ومساعدته في التعتيم الاعلامي على احداث الثورة السورية.

وفي حال استمر السوريون في التظاهر مع حلول يوم غد الاربعاء 30 آذار (مارس) تدخل الثورة السورية اسبوعها الثالث ومن المتوقه ان ترهق نظام الاسد واجهزته اكثر واكثر وتضعه في موقف اكثر حرجا في مواجهة المجتمع الدولي.

الاثنين، 28 مارس 2011

يحدث الآن في سورية

هذه الاخبار من سورية التي لا تنقلها قناة الجزيرة

الاثنين - 28 - مارس - 2011، الساعة 11 مساء بتوقيت سورية، التاسعة مساء بتوقيت غرينيتش

الثورة السورية مستمرة في يومها الثالث عشر منذ 15 مارس

معتصمون سوريون من اجل الحرية في ساحة الصليبة في اللاذقية يشتكون من ان الاعلام يصفهم بالارهابيين فيما هم مسالمين وقد افترشوا ارض ساحة الصليبية ويستمرون باعتصامهم السلمي حتى تحقيق مطالبهم. لا عصابات اجنبية ولا حروب ولا نزاعات طائفية ولا نهاية للثورة او الثوار قبل التغيير في سورية.

السبت، 26 مارس 2011

التظاهرات السورية في واشنطن... والخوف أيضا

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

تتواصل التظاهرات التي تقيمها الجالية السورية في الولايات المتحدة، مؤازرة للمتظاهرين في سورية. التظاهرة الاخيرة كانت امام السفارة السورية الواقعة على شارع وايومينغ. ومع انتشار التظاهرات في عموم انحاء سورية، تزداد كذلك اعداد السوريين المشاركين في تظاهرات واشنطن.

السوريون المشاركون يعبرون عن سعادة كبيرة، و»امل بنهاية حقبة معظمنا لا يعرف غيرها، ومعظمنا ولد وكان حزب البعث في السلطة، وما زال»، حسب احد المتظاهرين.

بيد انه رغم الشعور بالحرية، الا ان الخوف مازال ينتاب معظم السوريين المشاركين في التظاهرات.

عندما اقتربنا من المتظاهرين لالتقاط الصور لهم، عمد معظمهم الى الاختباء او الاستدارة حتى لا نلتقط صورا لوجوههم. «هل انتم من السفارة»؟ سألنا احدهم.

اجبنا اننا اعلاميون من صحيفة «الراي» الكويتية، فطلب بعض المتظاهرين منا بطاقة هوية، وقدمنا له بطاقات اعتمادنا الصحافية التي تصادق عليها الحكومة الاميركية.

الا ان الشك بقي يساور البعض، فسمحوا لنا بالاقتراب لالتقاط الصور، لكنهم التقطوا صورنا ايضا. «عائلتنا في سورية ونخاف عليها من الانتقام»، قالت احدى المشاركات. «هيك منعرف مين يللي وصل صورنا للامن السوري».

قلنا للمتظاهرين اننا لن نلتقط اي صورة ما لم يسمحوا لنا بذلك، وبعد قليل، اومأ الينا احدهم واذن لنا بالتقاط بعض الصور.

هتف السوريون «يا بشار طلاع برّا نحن بدنا سورية حرة». ثم حملت سيدة مكبر الصوت، وصارت تنشد «بلاد العرب اوطان» والنشيد الوطني السوري «حماة الديار». ثم اعادت الكرة بالهتافات المناهضة لنظام الاسد، وشعارات اخرى مستوحاة من مما تسمعه الجالية من الصور الاتية من سورية. «الله، سورية، حرية وبس» و»سلمية، سلمية، بدنا الحرية سلمية» و»الشعب السوري ما بينذل».

ازداد عدد المتظاهرين مع الوقت وقاربوا المئة. تابعناهم وحاولنا اجراء حوار معهم. الجميع «يأمل ان يرى رحيل النظام والتغيير»، ونحن تفادينا ذكر الاسماء لعدم الاحراج. «جاء احدهم الينا وقال: «تعال الاسبوع الجايي خيو، بكون الوضع تغير وكلنا منعطيك اسماءنا».

سورية تطلب مساعدة أميركية لضبط الاحتجاجات ومستعدة للشهادة إيجابا في المحكمة الدولية

| واشنطن - الراي |

قالت مصادر سياسية اميركية مطلعة، ان الاتصالات السورية بمسؤولين في الادارة وغيرهم من قيادات اللوبيات الضاغطة، لم تتوقف لحظة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مختلف المدن والمحافظات، بغية الاتفاق على مخارج للازمة او في الحد الادنى تحييد التأثير الاميركي دوليا.

واوضحت ان رسائل وصلت من موفدين سوريين و«غير سوريين» الى الادارة الاميركية مفادها بان النظام مستعد لاتخاذ كل الخطوات التي تكفل بقاءه «كواحد من الانظمة العاقلة الكفيلة تأمين الامن والاستقرار والسلام في المنطقة وتعزيز التعاون الدولي فيها» بما في ذلك «اعطاء دفع قوي لعملية السلام مع اسرائيل».

واضافت ان الرسائل وصلت حد «استعداد مسؤولين سوريين لتسهيل عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بل واعطاء بعض الامنيين والسياسيين السوريين اذا استدعوا للشهادة افادات على احتمال تورط عناصر لبنانية من حزب الله او اخرى قريبة من الحزب متحالفة مع ايران في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

ودللت المصادر على امكان اتخاذ سورية مسافة عن ايران بالموقف الذي اعلنه وزير الخارجية وليد المعلم في ما يتعلق بالبحرين، حين اعتبر دخول قوات «درع الجزيرة» الى المنامة، قانونيا.

وسمع الموفدون السوريون، حسب المصادر، كلاما اميركيا مفاده بان المحكمة الدولية مستقلة ولا سلطة لنا عليها، وان على النظام اعطاء دفع حقيقي للاصلاحات الداخلية وانهاء حال الطوارىء فورا واطلاق جميع المعتقلين السياسيين وتعديل مختلف القوانين بما يسمح بمزيد من الحريات السياسية والاجتماعية ومحاسبة مطلقي النار على المتظاهرين.

لكن الموفدين طلبوا في المقابل، مساعدة الولايات المتحدة في ضبط الموقف الدولي وعلى الضغط على بعض الحكومات الصديقة لها من اجل تخفيف التغطيات الاعلامية وتحديدا قنوات «العربية» و«اورينت» وثالثة عراقية، تركز على الاحداث في سورية، اضافة الى الحديث مع الاردن لاتخاذ اجراءات تكنولوجية تحد من امكانية ارسال الصور المجيشة للمشاعر عبر وسائط التواصل الاجتماعي، خصوصا ان هواتف المحمول والانترنت في درعا وجنوب سورية عموما تعمل في شكل طبيعي على الشبكة الاردنية التي يمكنها تغطية مجالهم الجغرافي.

ثوار ليبيا يهزمون قوات القذافي ويسيطرون على اجدابيا

26 مارس 2011:آخر اخبار ليبيا والمستجدات العسكرية من قناة الجزيرة

ثوار ليبيا يهزمون قوات القذافي ويستعيدون اجدابيا وتقارير تتحدث عن اتجاههم للسيطرة على سرت مسقط رأس القذافي. كذلك تحدثت انباء عن مقتل خميس القذافي قائد قوات القذافي العسكرية مما يشير الى ضعضعة الديكتاتور الليبي واقترابه من الهزيمة.

الجمعة، 25 مارس 2011

واشنطن: أوساط الأسد تقترح إعادة الحريري رئيساً لحكومة لبنان

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

في خضم الازمة الداخلية التي تهدد حكم الرئيس السوري بشار الاسد، اكدت اوساط اميركية متابعة، ان الاسد ارسل عبر وسطاء، في اليومين الاخيرين، رسائل الى الرياض وباريس وواشنطن تقترح اعادة تكليف رئيس الحكومة الانتقالية في لبنان سعد الحريري رئيسا لحكومة جديدة بدلا من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

وقالت الاوساط الاميركية ان «الاسد في وضع داخلي غير مستقر، وهو يحاول استرضاء كل من يعتقده صاحب تأثير على وضع الطائفة السنية داخل سورية، والتي تشكل اكثر من 75 في المئة من سكان سورية البالغ عددهم 22 مليون نسمة».

واضافت الاوساط ان الاسد قام «باعلام حلفاءه في طهران ولبنان انه ينوي تأييد الموقف السعودي في البحرين» في محاولة منه لنيل رضى الرياض و«تأييده لها في البحرين مقابل تأييدها له في ازمته الحالية». ثم «اقترح الاسد عبر وسطاء ان يقوم ميقاتي باعلان فشله في تشكيل حكومة في لبنان، فيعلن (الرئيس اللبناني ميشال) سليمان استشارات نيابية ملزمة، وتطلب سورية من حلفائها في لبنان تسمية الحريري رئيسا للحكومة المقبلة».

وقالت الاوساط ان الاسد اقترح كذلك ان «يستضيف الحريري في زيارة بعد تشكيل الحكومة اللبنانية للتباحث في حل الامور العالقة بين البلدين». واعتبرت ان «دمشق وجهت دعوة لرئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان لزيارتها مجددا كذلك».

وسبق لاردوغان ان لبى دعوة الاسد الرسمية وزار دمشق في 6 فبراير اثناء الفورة الشعبية في مصر التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك. وصرّح اردوغان، اول من امس، انه نصح الاسد اثناء زيارته الاخيرة الى دمشق باجراء اصلاحات داخلية.

وفي سياق متصل، حاولت دمشق «اعادة ترطيب الاجواء مع عاصمة عربية كبرى هي مصر، وعقدت لقاءات هي الاولى منذ زمن، الا ان الدور المصري الاقليمي مؤجل في الوقت الحالي الى ما بعد استتباب الوضع الداخلي».

وفي الوقت نفسه، قالت الاوساط الاميركية ان «اصدقاء الاسد من الاميركيين والاوروبيين يسعون اكثر من اي وقت مضى الى اعادة اطلاق عملية التفاوض السلمية بين اسرائيل وسورية». واضافت ان فحوى الرسالة التي يرسلها الاسد الى اسرائيليين، عبر وسطاء اميركيين، مفادها ان «اي انهيار لنظامه في سورية لن يؤدي الى فوضى في سورية وعلى الحدود السورية مع اسرائيل، بل سيؤدي ايضا الى اعمال عنف داخل اسرائيل كالتفجير الذي حصل في القدس»، اول من امس.

وقالت الاوساط الاميركية «ان الاسد جدد التهديد بأن انهياره سيؤدي الى فوضى عارمة في المنطقة في سورية ولبنان والاردن والاراضي الفلسطينية والعراق، وان هذه الفوضى من شأنها ان تبتلع اسرائيل».

من ناحيتها، شككت الاوساط الاميركية في مقدرة الاسد على تشكيل حكومة في لبنان، في وقت تحاول دمشق الابتعاد عن طهران و«حزب الله» والاقتراب من الرياض، والسعي على مسار منفصل الى سلام مع اسرائيل.

الا ان الاوساط نفسها قالت ان «الاسد اعتبر ان حلفاءه في لبنان من دون حزب الله قادرون على قلب الموازين داخل البرلمان اللبناني»، وان «هؤلاء يتضمنون كتل (رئيس البرلمان اللبناني) نبيه بري و(النائب) وليد جنبلاط، و(النائب ميشال) عون».

ولم تفصح المصادر الاميركية عن الموقف السعودي، وقالت: «عليكم الذهاب الى السعوديين لسؤالهم»، الا ان «الانطباع» الاميركي عن الموقف السعودي هو انه «لاتوجد فرص ثانية للاسد»، وان «الرياض اعطت فرصة لدمشق، وان الاخيرة لم تحسن التصرف، وان باب السعودية قد تم اغلاقه في وجه سورية منذ اعلن وزير الخارجية السعودي ذلك نقلا عن (خادم الحرمين) الملك عبدالله بن عبد العزيز»، وانه من الصعب ان «تنطلي المناورة السورية نفسها على احد مرتين».

آخر اخبار سورية من قناة الجزيرة

25-مارس-2011

التظاهرات الحاشدة تعم المدن السورية وقوات نظام الاسد تبدأ باطلاق النار وقتل وجرح العشرات

المتظاهرون يهتفون لاسقاط نظام بشار الاسد ويتحدون القوات الامنية

الخميس، 24 مارس 2011

هايدنمان: نظاما سورية وإيران مستعدّان تماما لقتل شعبيهما عندما يكون مصير بقائهما على المحك

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

في اول ندوة من نوعها في العاصمة الاميركية تتناول الاوضاع السورية الداخلية، قال ستيفن هايدنمان، نائب رئيس «معهد الولايات المتحدة للسلام» الذي يموّله الكونغرس، ان النظامين في سورية وايران «يقتلان البشر، ومستعدان تماما لقتل شعبيهما عندما يكون مصير بقائهما على المحك»، وان «الاكراه هو جزء فقط من الادوات التي يستخدمانها للبقاء في السلطة».

كلام الباحث الاميركي جاء في ندوة عقدها «مركز ستيمسون للابحاث»، اول من امس، بمشاركة هايدنمان والباحثين الاميركي كيفان هاريس والبريطاني راينود ليندرز.

وافتتحت الجلسة رئيسة «ستيمسون» الن لايبسون، وهي كانت في عداد وفد ضم باحثين من «معهد الولايات المتحدة للسلام» والتقى الرئيس السوري بشار الاسد قبل مدة وجيزة.

كذلك، سبق لباحثين من «معهد الولايات المتحدة للسلام»، مثل منى يعقوبيان، ان سعوا في الماضي القريب لاستضافة وفود سورية في العاصمة الاميركية بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين و«استئناف مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل». الا ان الزيارة لم تتم لاسباب مختلفة. وقالت لايبسون: «في خضم التغيير الحاصل في المنطقة العربية، يقدم لنا ستيف وراينود دراسة تضيء على اسباب التغيير». وتساءلت: «لماذا تتغير انظمة، فيما انظمة اخرى غير قابلة للتغيير».

اما هايدنمان، فتحدث عن الدراسة التي بدأ اعدادها في العام 2009، وهي تركزت على البحث في اسباب «مرونة بعض الانظمة التي تعطيها القدرة على التكيف وتاليا تجعل من الاصعب تغييرها، وخصوصا في حالتي سورية وايران».

وقال: «عندما بدأنا الدراسة العام 2009، لم نكن نتصور ان هذين النظامين سيكونان تحت هذا الضغط الشعبي الهائل للتغيير، وهو ما يجعلنا في حاجة الى استنباط سياسات للتعاطي معهما، ولتقوية فرص الاصلاح في هاتين الحالتين». واضاف ان بقاء بعض الانظمة في منطقة الشرق الاوسط اليوم «اقل ضمانا بكثير من اي وقت مضى في السنوات الخمسين الماضية»، لكنه حذر من «اعتبار ان الانظمة الاستبدادية اصبحت شيئا من الماضي، فبعضها قد ينجو ويستعيد الارض».

وقال ان «لدى النظام السوري فرصة جيدة جدا لاستعادة السيطرة». ودعا الباحث الاميركي بلاده الى البقاء منخرطة «لتعميم الاصلاح السياسي في كل هذه الحالات ولاستنباط الجيل الثاني من برامج الديموقراطية». وقال ان «برامج الديموقراطية الماضية اصطدمت بالفكرة القائلة بان لا قيمة لديموقراطية على حساب الاستقرار، وان هناك مبادلة ضرورية بين الاثنين».

أنما اليوم، حسب هايدنمان، فاتضحت الحاجة الى برامج الديموقراطية، وخصوصا ان «المعارضات في الدول تفتقر - الانظمة - الى المقدرة على بناء دول».

اما ليندرز، فقال انه بدأ دراسته بطرح الاسئلة التالية: «كيف يصور النظام السوري نفسه على انه علماني، وفي الوقت نفسه يحافظ على علاقاته مع التنظيمات الاسلامية كحماس وحزب الله». واضاف: «السؤال الثاني يتعلق بالقضاء السوري، الذي يعتبر كثيرون انه فشل في دوره في تطبيق العدل، اما انا فلم يحيرني فشل القضاء، بل لماذا يتحمل مشقة اقامة سيرك قضائي لا يصدقه احد».

وقال: «على مدى الاسبوع الماضي، حصلت تطورات دراماتيكية تمثلت بتظاهرات قام بها ناشطون سوريون شجعان عبروا عن مطالبهم». واضاف: «رغم اهميتها، من غير المرجح ان تؤدي التظاهرات الى الاطاحة بالنظام، نظرا لقدرته على التكيف».

واعتبر ان «الاكراه وسيلة مهمة في يد النظام، وان نفهم طريقة عمله ايضا شيء مهم، لكن سورية مختلفة عن مصر، والسوريون الذين يعتبرون ان هناك امكانية لتكرار ما حصل في مصر... هذا شيء غير مرجح».

وقام ليندرز بتأييد ما سبق ان ادلى به الاسد لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فقال ان للنظام السوري «شرعية لانه يدعم قوى في الموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي مثل حزب الله». اما الاصلاح الاقتصادي، حسب ليندرز، «نعم كان هناك اصلاح اقتصادي، وان ببطء متعمد لتفادي المجازفة».

على صعيد متصل، دعا افراد الجالية السورية في الولايات المتحدة الى تظاهرتين، اليوم، «تضامنا مع ضحايا المجازر التي يرتكبها نظام الاسد في مدينة درعا»، حسب بيان صادر عن «لجنة التنسيق السورية». ومن المقرر ان تقام التظاهرة الاولى امام مبنى السفارة السورية في واشنطن الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، والثانية امام مبنى الامم المتحدة في نيويورك في الساعة الاولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي.

من سمير قصير الى الشعب السوري العظيم

انه يوم سورية.

اخرجوا يا اعزاء الى الشارع. اكتبوا الفصل الاخير من نصف قرن من الحكم البعثي الطويل والشاحب. قولوا وداعا لاجيال من اليأس والبطالة والفساد والرشوة والخوف من فروع المخابرات. قولوا وداعا لفرع فلسطين وسجن المزة والامن السياسي وسرايا الدفاع والمخابرات.

سورية لكم يا اعزاء. سورية ليست ملكا لشخص ولا لعائلة. سورية ليست سورية الاسد. سورية للسوريين. سورية لكم. البعث العربي الاشتراكي يهتز. الاسد مذعور. انتم كثر، وهم عصابة صغيرة مجرمة خائفة. لا تدعوهم يمنونكم باقالة محافظين اوزيادة رواتب اولجان ودراسات صدأة لا جدوى منها. قولوا لا لنفاقهم، وطالبوا بحقوقكم كاملة، الحرية والديموقراطية وتداول السلطة.

لن تبقى سورية وحيدة في ظلمة الاستبداد. ستلحق بمصر وتونس وباقي الشعوب العربية الحرة، فالاستبداد ليس قدرا.

الشعب السوري لا ينذلّ، والشعب السوري ليس بجبان. سورية هي سورية الكواكبي، حبيبي، الذي كتب في ذم الاستبداد وطبائعه. سورية التاريخ والحضارة، سورية اصدقائي. سورية محمد الماغوط وعمر اميرالاي، لا سورية بشار وماهر الاسد، ولا سورية رامي مخلوف، ولا بثينة شعبان ولا "الدكتور" رستم غزالة.

قوموا يا احباب، تباهوا امام شعوب العالم بان السوريين يصبرون على الظلم، ولكنهم اقوياء ويعشقون الحرية ولا يهابون الموت.

طاب الموت من اجل سورية كما طاب من قبلها من اجل لبنان، فلا حرية في لبنان من دون ديموقراطية في سورية. كرامتنا في لبنان من كرامتكم في سورية. حريتنا واحدة، ومعركتنا واحدة، وديكتاتورنا واحد. نحن قلنا لا ورحلنا. انتم قولوا لا كي يحيا بناتكم وابناؤكم احرارا كما يناضل بناتنا وابناؤنا لحريتهم من عسس المقاومات الزائفة التي تختبئ تحت اقدام شعوبها عند كل غزو، ثم تتبارى ببطولات الهية كاذبة.

قوموا من اجل سورية. قوموا من اجل تلكلخ التي ابت ان ترفع غير العلم العربي وقالت لا للانتداب الفرنسي. قوموا من اجل حلب الشهباء ودمشق الابية. قوموا من اجل جبل العرب، وجبل الكرد، ووادي النصارى. انظروا الى قبلة الثورات، درعا الجميلة الحرة العزيزة. انتفضوا على نظام البعث الحاقد.

لن يعيش الشعب السوري في السجن ولا ظلامه. لن يرضى بحميد السرّاج ووحدته العربية الجائرة. لن يبقى نجيب الريس وحده في سجنه يكتب القصائد. لن يتحول فخري البارودي الى اسم في الغناء وطلاسم قدود.

لن يرحمنا التاريخ يا احباء كما لم نرحم نحن آباءنا الذين اورثونا الاستبداد والبعث والوحدة وناصر والهزائم وصدام في حفرة.

قوموا يا احباء، اذهبوا الى الشارع، فربيع العرب قريب، وقريب جدا، وهو عندما يزهر في دمشق انما يعلن اوان الورود في بيروت.

********

سمير قصير هو اكاديمي وصحافي لبناني عربي كتب في مواجهة الاستبداد السوري واللبناني، في لبنان وفي سورية. كان من اول المساهمين في اطلاق "انتفاضة الاستقلال" في بيروت، ولم يتراجع على الرغم من التهديدات من مجرمي نظام البعث فقتلوه في 2 حزيران 2005 في بيروت.

آخر اخبار الثورة السورية من قناة العربية

تواصل التظاهرات في درعا وقتلى اليوم السابق اكثر من مئة والنظام السوري يعد المتظاهرين بتلبية "مطامعهم"

الأربعاء، 23 مارس 2011

دور «الإخوان» في مصر يتصدر الحرب على ليبيا في الولايات المتحدة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

لا يشغل الهجوم البحري والجوي الذي تشنه الولايات المتحدة ودول اخرى على مواقع تابعة للعقيد معمر القذافي في ليبيا، بال الاميركيين، بل ينشغل الباحثون في تقديم تصورهم عن كيف ستتصرف جماعة «الاخوان المسلمين» في مصر، وبعض الدول العربية الاخرى، مثل تونس والاردن وسورية، في مرحلة ما بعد سقوط الانظمة الحاكمة.

وفي هذا السياق، عقد «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى»، اول من امس، حلقة حضرها جمهور غفير من الباحثين والديبلوماسيين والعاملين في الادارة غصت بهم القاعة، فافترش بعضهم الارض، وبقي البعض الاخر واقفا.

وتحدث في اللقاء كل من ديفيد بولوك ومهدي خلجي، وهما من باحثي المعهد، كما تحدث الاكاديمي الفرنسي جان بيار فيو، الخبير في شؤون «الاخوان».

وقال بولوك ان «نجاح الاستفتاء على الدستور بنسبة 77 في المئة هو مؤشر الى مدى قوة الاخوان المسلمين مقارنة بالاحزاب العلمانية في مصر». وقرأ بولوك نص رسالة لمرشد «الاخوان» محمد بديع تم نشرها على موقع الجمعية على الانترنت، وورد فيها ان «الاخوان يتطلعون الى بلد فيه تعايش وحرية تعبير».

الا ان النص لا يشبه ابدا ما ورد في النسخة العربية من ان «انتصار الثورة ضد (الرئيس السابق حسني) مبارك هو نصر منَّ الله به على مصر».

ثم تحدث فيو، الذي اعتبر ان «الاخوان المسلمين يواجهون تحدٍ ذات حجم ليس بمقدورهم التعامل معه». وقال: «لو نظرنا الى الاردن، لرأينا ان شعار الاخوان المسلمين في التظاهرات هو اسقاط الفساد، اي الاصلاح، لا اسقاط النظام كما في مصر، وسبب ذلك ان الجمعية شرعية قانونا في الاردن، وان الاخوان يستفيدون من النظام والوضع القائم».

وشبه فيو «اخوان» مصر بـ «الاخوان» في الاردن، وقال انهم «الاقوى في مصر، وباستطاعتهم تقديم بدائل للحكم، من دون اظهار شعارهم الرئيسي الاسلام هو الحل». لذلك، يعتقد فيو ان «الاخوان في مصر سيعمدون الى اقامة ثنائية قوية مع الجيش الذي سيحكم، فينحون باللائمة على الجيش في حال فشل في الحكم، ولكنهم يستفيدون مع ذلك».

وحسب الباحث الفرنسي، فان «الاخوان المسلمين» تخلوا عن اي طموحات او دور اقليمي، وتحولوا الى جمعيات ذات ابعاد وطنية محلية. ولفت الى انه «اثناء احد النقاشات داخل الاخوان، اقترحت فئة انتخاب (رئيس المكتب السياسي لحماس) خالد مشعل مرشدا عاما للاخوان المسلمين حول العالم، الا ان المرشد الحالي في مصر ومجموعته تدخلوا واعادوا حصر دورهم في مصر وشؤونها».

واضاف ان المثال الابرز على ان «الاخوان كانوا جزءاًمن نظام مبارك هو انهم تأخروا في المشاركة في تظاهرات ساحة التحرير، وكانوا اول المشاركين في الحوار مع نائب الرئيس السابق عمر سليمان، في 6 فبراير، مع انهم يبررون ذلك بالقول انهم شاركوا لتعجيل رحيل مبارك».

ثم ان «الاخوان»، حسب فيو، «اعلنوا انهم خسروا 50 متظاهرا من اصل 400، وهو الرقم الرسمي لضحايا الثورة المصرية، وهذا يظهر محدودية دورهم اثناء الثورة لكونهم جزءاً من ميزان القوى في زمن مبارك، وهو ما يضعهم في موقع متقدم تنظيميا بعد رحيل مبارك».

وقال ان «داخل الاخوان تيارين، الاول يتألف من شيوخ سلفيين، والثاني من شباب معتدلين، وما حصل في مصر ان الجمعية قفزت على عربة التحرير متأخرة».

اما في تونس، فقال فيو ان «الاخوان هناك منفصلين تماما عن بقية المنطقة»، وهم «تحت مجهر الاحزاب العلمانية والمجموعات النسوية، ولا قدرة تنظيمية لديهم، ولا تشكل مشاركتهم في الحياة السياسية اي فارق». وقال ان «الغاء حظر الاخوان في تونس كان خبرا عاديا في الصحف التونسية، ولم يتوقف عنده احد».

بدوره، تحدث الايراني - الاميركي مهدي خلجي، الذي اعتبر ان «عقائديا وتاريخيا، هناك تباعداً كبيراً بين طهران والاخوان، يغذيه كره تاريخي لدى الايرانيين ضد رشيد رضا ومؤسسي الحركة الاسلامية».

وقال: «الا ان (مرشد الثورة الاسلامية علي) خامنئي قام بترجمة كتب السيد قطب الى الفارسية، وهو عمل في الايام الاولى للثورة على بث فكرقطب في ايران، حتى ان خامنئي تحدث عن شجاعة قطب في خطاب منذ اسابيع، واستعاد مقولته ان المسلمين لو توحدوا، لهزموا الغرب». ورأى ان «العلاقة تبقى متوترة بين ايران والاخوان(...)».

وعن العلاقة بين ايران ومصر، قال خلجي انه «في زمن مبارك، لم يتبادل البلدان سفارات، وانما مكاتب تجارية. المكتب الايراني ترأسه السيد هادي خسرو، وهو من المعجبين بالاخوان المسلمين وسبق ان ترجم كتبا لفتحي الشقاقي عن العلاقات بين الشيعة والسنة».

عملاء البعث السوري على فضائية الجزيرة

الاربعاء 23 مارس 2011 بعد مرور اكثر من اسبوع على اندلاع انتفاضة 15 مارس السورية، تستمر بعض الفضائيات العربية في التستر على الاجرام الذي يمارسه نظام بشار الاسد ضد شعبه وتعمد الى استضافة عملاء حزب البعث السوري. في هذا الفيديو، تستضيف القناة نبيل السمان، الذي يزعم انه اكاديمي، ويدعي ان احداث درعا لا طابع سياسي لها بل هي محلية، ويدعو المتظاهرين الى ايقاف العنف!

العرب يتسابقون لنيل حظوة واشنطن واللبنانيون يكرّمون ملكة جمال

متظاهرون مغاربة في واشنطن يرفعون لافتات تطالب بالتغيير (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

فيما تتسابق بعض الاطراف العربية لنيل حظوة واشنطن في خضم الازمات التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط، وفيما يتسابق بعض وزراء الخارجية العرب لعقد لقاءات مع نظيرتهم الاميركية، في الوقت الذي لا يكف مواطنوهم عن التظاهر في شوارع العاصمة الاميركية للمطالبة بالتغيير في بلدانهم، ينهمك اللبنانيون بحفلات العشاء الفاخرة، وتكريم بعضهم البعض، والاحتفاء بملكات الجمال.

ويلقي اليوم وزير الخارجية المغربي طيب الفاسي - الفهري، الذي يعقد لقاءات رفيعة المستوى في واشنطن، خطابا في معهد بروكنغز للابحاث، فيما تقيم مساء، جمعية «تاسك فورس فور ليبانون»، وهي اكبر لوبي لبناني، عشاءها السنوي، الذي من المتوقع ان يحضره عدد من كبار المسؤولين في الادارة والكونغرس.

لكن شتان بين الحدثين. فوزير الخارجية المغربي حسب مصادر اميركية يسعى الى اظهار ان «بلاده تحاول تفادي مصير دولا عربية اخرى حذرتها ادارة الرئيس باراك اوباما من مخاطر تجاهل الاصلاحات بقيامها بخطوات اصلاحية استباقية ».

وكان عدد من افراد الجالية المغربية المقيمة في العاصمة الاميركية تظاهروا، اول من امس، امام مبنى سفارتهم، وهتفوا من اجل التغيير، وكرروا شعار، «لا حقوق، لا قوانين، علاش حنا مواطنين». ووقف المتظاهرون في ساحة مجاورة للسفارة فيها تمثال للاسطورة الهندي وداعية السلام المهاتما غاندي.

وتحدثت «الراي» الى عدد من المتظاهرين المغاربة، فقالوا انهم «لا يهوون افتعال المشاكل ولا المشاغبة»، بل يصرون على «التظاهر السلمي من اجل حقوقهم»، وان هذه الحقوق تتضمن «اجراء انتخابات نزيهة لبرلمان يتمتع بصلاحيات تشريعية ورقابية على الحكومة»، اضافة الى «اطلاق حريات التعبير السياسية وخصوصا في الاعلام».

وجاءت تظاهرة المغاربة بعد يومين من تظاهرات مشابهة قام بها سوريون وليبيون، امام البيت الابيض، وطالبوا فيها بدعم واشنطن لمطالبتهم بالتغيير في بلادهم.

في هذه الاثناء، يعقد المغتربون العرب في العاصمة الاميركية «حلقات تنسيقية» يتدارسون فيها افضل وسائل تقديم دعم لاخوانهم المتظاهرين في بلادهم، مثل تقديم المساعدة على الانترنت عبر الدعاية وايصال الصوت الى الاعلام العربي والعالمي.

في هذا الجو العربي الثوري المحموم، يعيش اللبنانيون في عالم مختلف، فهم اقاموا اولا حفل كوكتيل في الكونغرس في ذكرى «ثورة الارز» يوم 14 اذار، ثم اقاموا في نهاية الاسبوع حفل عشاء فاخر تكريما لرئيس «الجامعة الاميركية في بيروت» بيتر دورمان. اما مساء اليوم، فيتجمهر اكبر عدد من اللبنانيين، وهم الجالية العربية الاميركية الاكبر من دون منازع، في فندق فخم آخر اثناء عشاء جمعية «تاسك فورس فور ليبانون» السنوي.

وعلى الرغم من الحضور السياسي الاميركي الرفيع المتوقع، وعلى الرغم من حاجة لبنان الذي يعيش من دون حكومة منذ 25 يناير الماضي لكل الدعم الاميركي والعالمي الذي يمكنه الحصول عليه، فان تركيز عشاء اللوبي اللبناني الاكبر ينحصر بتكريم ملكة جمال الولايات المتحدة من اصل لبناني ريما فقيه.

وتشارك معظم الجمعيات اللبنانية الاميركية الناشطة سياسيا في العشاء. ومن المتوقع ان تنهمك كل واحدة منها في «شراء طاولة» خاصة بها، في سباق لمحاولة استضافة المسؤول الاميركي الاكبر على طاولة هذه الجمعية او تلك.

وفيما يتبارى اللبنانيون باكبر طاولة واجمل فستان، يستمر اللوبي السوري في العمل بجدية لا سابق لها من اجل اقناع اسرائيل بجدوى اعادة استئناف مفاوضات السلام، ولهذا السبب، من المقرر ان يلتقي اليوم في تل ابيب، السناتور الديموقراطي جون كيري، صديق اوباما والرئيس السوري بشار الاسد، رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، في محاولة لاعادة تحريك المسار السلمي السوري - الاسرائيلي.

وقال بعض الناشطين في المعارضة السورية في الولايات المتحدة، ان «الاسد يعتقد ان جلسات المفاوضات بينه وبين اسرائيل من شأنها ان تصرف النظر عن امكانية قيامه بقمع المتظاهرين داخل سورية، والذين يزداد عددهم مع مرور الايام».

ختاما، تشهد العاصمة الاميركية ايضا تحركات خلف الاضواء لشبكات لوبي مناصرة للعقيد الليبي معمر القذافي، وتعمل على محاولة اقناع الولايات المتحدة الخروج تماما من التحالف الغربي الذي يشن حاليا عملية «فجر اوديسي» ضد اهداف تابعة للعقيد.

الاثنين، 21 مارس 2011

الثورة السورية تصل مدينة جاسم في يومها السابع

21-مارس-2011 امتدت الثورة السورية في يومها السابع منذ اندلاعها في 15 مارس آذار لتصل الى مدينة جاسم المجاورة لدرعا حيث قام سوريون بالتظاهر ومواجهة القوات الامنية، حسب قناة فرانس 24، التي تحدثت الى الناشطة السورية لحقوق الانسان رزان زيتونة من دمشق. المزيد في الفيديو.

الأحد، 20 مارس 2011

تظاهرات سورية وليبية معارضة أمام البيت الأبيض

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

تنشغل الجالية العربية في الولايات المتحدة بمتابعة اخبار الوطن العربي بتفاصيله، وتتفاعل معه، فتعقد حلقات نقاش رسمية وغير رسمية وتتظاهر إما امام سفارات بلدانها، وإما امام البيت الابيض، وتشكل احزابا في المهجر ووفودا تسعى الى عقد لقاءات مع مسؤولين في الادارة واعضاء في الكونغرس، اكثرها للمطالبة بالتغيير، وبعضها للدفاع عن حكوماتها.

في هذا السياق، تحدث رئيس «الجامعة الاميركية في بيروت» بيتر دورمان، اثناء عشاء اقامه خريجو الجامعة على شرفه، عن نتائج لقاءات واسعة عقدها مع اعضاء الكونغرس الاسبوع الماضي، وقال ان «لدى هؤلاء فكرة ان هناك انقلابا قام به حزب الله، واستولى على الحكومة اللبنانية، او احتل لبنان».

واضاف: «لكني اجيبهم ان الموضوع ليس كذلك، وان هناك فوارق تفصيلية دقيقة». ومما قاله دورمان ان منطقة الشرق الاوسط تمر في تغيرات طويلة الامد، وان هذه التغيرات بدأت للتو. وذكر ان الدول التي تشهد التغيير هي «تونس ومصر والسعودية واليمن وليبيا»، لكنه لم يأت على ذكر سورية، او التظاهرات المناوئة للنظام التي تشهدها، فما كان من الحاضرين، واكثرهم من اللبنانيين، ان هتفوا «وسورية ايضا».

بيد ان دورمان تابع من دون ان يتلفظ بكلمة سورية، وقال ان الهم الاساسي الذي يشغل بال الولايات المتحدة حاليا هو «الدين العام الهائل». واعتبر ان هناك عددا كبيرا من الاعضاء ممن يخدمون في الكونغرس للمرة الاولى، وهؤلاء هم الاكثر استعدادا للتضحية بالاموال التي ترصدها واشنطن عادة للمساعدات الخارجية، بما فيها المساعدات التي تتلقاها مؤسسته.

بدوره، القى السفير اللبناني في الولايات المتحدة انطوان شديد كلمة لم يتطرق فيها الى اي مواضيع سياسية او احداث شرق اوسطية، وقال ان «الجامعة الاميركية في بيروت جميلة جدا». وتحدث عن اهمية دورها في تنشئة الاجيال اللبنانية، وقال انه عقد جلسات مع رئيسها الذي ابلغه نيتها بناء مستشفى حديث، بدل الحالي، بتكلفة تبلغ 400 مليون دولار.

على صعيد متصل، قام افراد الجالية السورية في العاصمة الاميركية وضواحيها بتنظيم تظاهرة معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد، امام البيت الابيض، للمرة الاولى منذ عقود. وحمل المتظاهرون صورا لسوريين قتلوا اثناء المواجهات الاخيرة، واعلاما سورية، ورددوا هتافات تدعو لاسقاط الاسد ونظامه.

وحمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها «سورية حرة، على الاسد الرحيل». وقالت خولة يوســـــف، ان «التــــــظاهرة عفـــــوية وقام بتنظيمها افراد الجالية السورية، مسلمين ومسيحيين، وبغض النظر عن انتمائاتهم السياسية». واضافت انها والمتظاهرين الاخرين شعروا بأن «واجبا وطنيا يناديهم، وان سورية تحتاجهم في هذا الوقت، وانهم يدعمون مطالب اهلهم في سورية الداعية الى الغاء العمل بقانون الطوارئ واطلاق الحريات والافراج عن السجناء السياسيين».

وفي وقت لاحق وصل متظاهرون ليبيون دعوا الى اطاحة نظام معمر القذافي. وحملوا اعلاما ليبية وفرنسية واميركية، ودعوا الى محاسبة العقيد وكل اعوانه.

ثم اختلط السوريون والليبيون ورددوا شعارات مناهضة لنظاميهما ومؤيدة للتوصل الى حكومات ديموقراطية منتخبة تراعي الحريات الفردية والســــــياسية فـــي البلاد «بعد عقود طويلة من انفراد البعض وازلامهم بالحكم»، على حد تعبير احد المتظاهرين.

مصادر أميركية: نظام الأسد أضعف بكثير مما يبدو عليه

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

«سورية ليست محصّنة من التغيير الذي يحصل في المنطقة»، حسب مسؤول رفيع المستوى في وزراة الخارجية الاميركية، الذي قال ايضا ان «نظام (الرئيس بشار) الاسد اضعف بكثير مما يعتقد كثيرون».

وتابع المسؤول، الذي سبق ان زار دمشق، ان العالم «يشاهد اياماً مثيرة للاهتمام في سورية». الا ان النظام السوري، بدوره، يتحرك في محاولة لتغيير الرأي السائد في واشنطن بضرورة تأييد اي تغيير ديموقراطي يقوم به الشعب السوري، فسارع السناتور الديموقراطي جون كيري، في جلستين الاولى في «مركز كارنيغي» للابحاث والثانية للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التي يترأسها، الى الثناء على الاسد ونظامه.

ولم يكتف اللوبي الموالي للاسد بذلك، بل حرص على اظهار ان «الفرصة مؤاتية لسلام سوري - اسرائيلي». ومن المتوقع ان يزور فرد هوف، مسؤول المسار السوري في مكتب مبعوث السلام جورج ميتشيل، دمشق في الايام القليلة القادمة، وينتقل بعدها الى اسرائيل.

وفي مطبوعة «ذي هيل» التي تختص بشؤون الكونغرس، كتب جيم ووكر، وهو من «منتدى سياسة اسرائيل»، مقالة بعنوان «فرصة تاريخية لسورية»، تحدث فيها عن امكانات التوصل الى اتفاقية سورية اسرائيلية، واتفاقات اميركية - سورية.

وقال ووكر، الذي تم نشر مقالته بعد ايام على بدء التجمعات الشعبية في دمشق ومدن سورية اخرى، ان «الهم الرئيسي لسورية هو تأمين استقرار حكومة الاسد والعمل على تطوير الاقتصاد، وكذلك العمل على تحسين وسائل نفوذ سورية في المنطقة».

واقترح ووكر ان تساعد واشنطن سورية في اهدافها هذه في مقابل، لا انهاء علاقة دمشق بطهران كما يطالب معظم اركان الادارة، بل «تغيير العلاقة السورية الايرانية حتى لا تصبح مضرة بمصالح الولايات المتحدة».

الا ان مصادر في الادارة الاميركية اعتبرت ان «الغضب الشعبي في سورية هو ملك السوريين»، وان « الولايات المتحدة لا تملك اي وسائل للتأثير فيه لا سلبا ولا ايجابا، ما يجعل الحديث عن اتفاقات سورية اسرائيلية، او تحسين علاقات دمشق مع واشنطن، مواضيع هامشية بالنسبة للاحداث في شوارع سورية وشوارع المنطقة».

كذلك، علمت «الراي» انه للمرة الاولى منذ زمن، خالف الرئيس باراك اوباما صديقه السناتور كيري الذي همس في اذنه ان فرصة سلام سوري اسرائيلي موائمة الان، وان على واشنطن مد اليد لدمشق.

وتقول المصادر ان اوباما اختلف مع كيري للمرة الاولى حول الموضوع السوري وقال له ان الولايات المتحدة تخلت عن حلفاء واصدقاء لمصلحة الرغبة الشعبية في التغيير والديموقراطية في عواصم عربية اخرى، وهي لا تنوي ان تمد طوق نجاة للاسد لم تمده لزعماء غيره ممن ثار الشعب ضدهم.

وختمت المصادر ان «واشنطن واعية تماما ان موقف الاسد دقيق، لذلك نسمعه يطالب بالسلام مع اسرائيل، وهذه لازمة تعودنا عليها، لكن الولايات المتحدة لن تهب للنجدة هذه المرة»

الأربعاء، 16 مارس 2011

تصعيد أميركي في وجه إيران... مسرحه لبنان

راي لحود مستمعا إلى لبنانيين أميركيين أثناء احتفال دعم «14 آذار» في الكونغرس (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

على خلفية اختلال موازين القوى الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط، تستعد الولايات المتحدة لتصعيد المواجهة مع ايران، فيما يبدو ان لبنان سيكون احد المسارح الاساسية لهذا التصعيد الاقتصادي والسياسي حصرا والمتوقع بروز اولى بوادره في الاسابيع القليلة المقبلة.

ويحيط المسؤولون الاميركيون خطوتهم المقبلة بتكتم. بيد ان البوادر الاولى للمواجهة سوف تظهر في مواضيع «قضائية ومالية». وعلمت «الراي» ان وزارة الخزانة الاميركية تستعد لاعلان تجميد الاموال المنقولة وغير المنقولة للمزيد من المصارف اللبنانية. ولم يعرف عدد المصارف التي وضعتها واشنطن تحت الرقابة منذ فترة وابلغت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عنها اثناء زيارته الاخيرة الى العاصمة الاميركية.

وتقول مصادر رفيعة انه منذ قام العالم بتشديد الخناق المالي على طهران ومصارفها عملا بقرار مجلس الامن رقم 1929، عمد نظام الجمهورية الاسلامية الى «ربط عملياته المالية مع الشبكة العالمية من خلال المصارف اللبنانية»، وهو الامر الذي تعمل واشنطن على ضربه.

وتضيف المصادر ان هناك جهات اميركية باتت تعتقد ان «الاطاحة بحكومة (الرئيس سعد) الحريري لم يأت على خلفية المواجهة التي يعلنها حزب الله ضد المحكمة، فحسب، بل بسبب حاجة طهران الى رئيس حكومة لبناني يغض النظر عن استخدام ايران للمصارف اللبنانية». وتقول المصادر ايضا ان رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري «خاض مواجهة شرسة مع النظام السوري وحلفائه اللبنانيين لابقاء القطاع المصرفي اللبناني بعيدا عن الفساد وعمليات تبييض الاموال»، وان الحريري اخفق في حماية «مصرف او اثنين استخدمهما لبنانيون وسوريون كواجهة لتبييض الاموال».

اما سعد الحريري، حسب المصادر الاميركية، فهو «ابدى حزما كوالده لحماية القطاع المصرفي ادراكا منه بأن هذا القطاع هو الذي يدفع عجلة النمو اللبنانية ويموّل الدين العام ويبقي ثقة المستثمرين من غير اللبنانيين عالية». وتضيف المصادر «ان القطاع المصرفي اللبناني هو الوحيد الذي بقي سليما اثناء الحرب الاهلية اللبنانية، ولكنه صار في مهب الفساد الاقليمي اليوم».

من ناحية ثانية، تعمل واشنطن على اعادة اثارة «مواضيع قضائية تتعلق بملاحقة مواطنين لبنانيين بتهم تتصل باعمال ارهاب ماضية وآنية». ولم تفصح المصادر الاميركية عن ماهية هذه الملفات القضائية المتعلقة بلبنان والتي تنوي اعادتها الى الواجهة.

وسألت «الراي» ان كانت الحماسة الاميركية لدعم «ثورة ارز متجددة» في لبنان سببها نية الولايات المتحدة تصعيد المواجهة سياسيا وماليا في وجه ايران، فأجابت المصادر الاميركية ان «دعم ثورة الارز لا يمت الى مواضيع مواجهة الارهاب في لبنان او قرارات تجميد اموال واصول ومصارف». واضافت ان «القيمين على ثورة الارز هم من عادوا، وهم من قرروا اعادة اطلاقها»، وان واشنطن «مستمرة بدعمها لمبادئ هذه الحركة منذ انطلاقها في العام 2005».

بيد ان الولايات المتحدة منقسمة حول كيفية «دعم ثورة الارز اللبنانية» اذ تؤيد الادارة الاستمرار في دعم القوى الأمنية اللبنانية ماليا وتقنيا، فيما يصر اعضاء الكونغرس على حجب هذه المساعدات، خصوصا المخصصة للجيش اللبناني.

وفي السياق نفسه، اقامت الاحزاب والجمعيات اللبنانية - الاميركية، وفي طليعتها «مؤسسة نهضة لبنان»، و«القوات اللبنانية»، و«الكتائب»، و«تيار المستقبل» حفلا في الكونغرس مساء 14 مارس، وتحول الحفل الى مهرجان دعم اميركي لـ «تحالف 14 مارس»، وكان من ابرز من شارك فيه وتكلم خلاله وزير النقل راي لحود، واعضاء الكونغرس نك رحال وداريل عيسى ودان بيرتون واليانا روس ليتنن وهاورد بيرمان وغاري اكرمان

احداث ساحة المرجة في دمشق كما روتها شاهدة عيان

شاركت اليوم في مظاهرة ساحة المرجه

أخي أنا مهما حكيت وقلت ما رح أقدر أوصف الي شفته وعشته بهالفترة القصيرة من الوقت توجهت للمرجة وكانت لسه الساعة 11 وكان عندي ساعة بعد قبل الاعتصام قلت لأروح أشوف الحميدية بعد الوضع الي كانت فيه امبارح وصعقت من الكثافة الأمنية الي كانت هنيك. شاحنة شرطة عسكرية كانت عالباب وداخل السوق كان الأمن منتشر بشكل رهيب بالإضافة لضباط ورتب عالية بالشرطة.

قبل بنص ساعة رجعت عالمرجة واتوجهت فورا لمبنى وزارة الداخلية بالأول ما شفت حدا أبدا عند الوزارة بعد دقايق شفت مصور معه كاميرا رايح لخلف المبنى قمت لحقته ووقتها انصعقت ودموعي مليت وشي أقسم بالله شفت أكتر من 500 شب وصبية واقفين متجمعين انضميتلهم وفي شباب بالشارع حاولوا يحذروني ما اتوجه لهناك خاصة مع الكثافة الأمنية بس ما رديت ع حدا وانضميت للشباب واتحركنا وعلي الصوت بس الأمن كان متحضر ومجهز كلابه الي فورا ونحنا لسه ما مشينا 100 متر هجموا علينا وكل واحد فيهن حامل عصاية سميكة وأكبر من راسه الناس ابتدت تتجمع أول مظهرنا نحنا بساحة المرجة وصار في حشد كبير جدا من المشاهدين الي شافوا بعينهن وحشية النظام الغادر الي حاكم هالبلد ضربونا بوحشية وما حدا سلم من الضرب اعتقلوا الشباب والبنات بوحشية فظيعة وبتدبح وبتكسر القلب.

كان في باصين فاضيين بالأول أول معتقل أخدوه كان شب صغير ما بيتجاوز ال22 سنة شحطوه لداخل الباص وضربوه بقلب الباص تاني معتقل كانت بنت شحطوها بكل سفالة وندالة وكانت عم تصرخ وتصيح بأعلى صوتها الي بكا كل الموجودين الشباب حاولوا يخلصوها بس كان نصيبهن الضرب والشتم واعتقلوا ناس كتير تانيين شي شحطوه ع باصات شي ع سيارات عامة شي ع تكاسي صوت هالبنت كان أكبر سبب من الأسباب الي قتلت كل الخوف الي بقلبي من هالمتوحشين بالإضافة للطريقة الي هاجمونا فيها والي بتنم عن غباء وإجرام كلنا منرفضه.

، اليوم ما عاد عندي خوف أبدا أو أي شك بإنه قضيتنا قضية عادلة وكل الكلام المعسول الي عم تطلع فيه الحكومة رح يكون مردود عليها ورح نعتبره متل خطابات القذافي حكي كتير وبلا قيمة بعدها نزلت مجموعة من البنات الي أقسم بالله نموذجهن من نموذج نانسي عجرم وهيفاء وهبي وحاملين بإيديهن صور لبشار كانوا بالأول واقفين عم يتفرجوا نزلوا بناء على طلب من قوات الأمن للعاملين بمبنى المراقبة المالية الي كان مطل على ساحة المظاهرة وكان بيرأس هالبنات زلمة كبير وشب بال30 سنة وبتذكرهن وحدة وحدة وواحد واحد وما رح يفلتوا من إيدنا بعد النصر بإذن الله.

الشباب الي كانوا عم يضربوا الثوار الشرفاء جمعوا بعضن وكان عددهن كبير نسبيا ورفعوا هتافات بشار والدليل إنهن مأجورين إنه صور بشار انرفعت بأعداد كبيرة بيناتهن (وما بظن إنك بتمشي بالطريق وبإيدك صور كبيرة لبشار استعدادا لأي هجوم ببلد بالعادة ما فيه ولا مسيرة) ضلوا يصرخوا الله سوريا وبشار وبس شي خمس دقايق بعدين فرطوا.

بعدها إجا 3 باصات فيها رجال أمن مدنيين كتار جدا نزلوا بساحة المرجة والباصات الفاضية امتلت بمعتقلين تانيين.

رجال الأمن هدول اتوزعوا بالساحات بعدين رجعوا ركبوا بباص كان واقف واتجهوا لمقابل وزارة الداخلية عالطرف التاني من الشارع لأنه الشباب كملوا تظاهر هناك، أنا كان لازم أرجع لأني صورت الفيديو الي أعطيته لحضرتك بس بآخر خمس ثواني ضربني واحد مدني وراي ع كتفي ووقع الجهاز وهاد كان فوق الضرب الي اتعرضناله كلنا بالمظاهرات وكان لازم آجي أنقل الحقيقة من المشاهدات الي شفتها إنهن حتى الصحفيين ما خلوهن يصوروا شي أبدا كان في صحفي بتذكر شكله كتير منيح كان معه كاميرا فيديو ديجيتال وبدو يصور اتعرض لضرب واهانات وشتم لا يوصف وما خلوه يصور شي أبدا.

ومن الحكي الي كسر قلبي وأنا عم حاول اختفي حتى ما انمسك رجلين كانوا واقفين عم يحكوا الأول سأل التاني قلو شوفي هون؟ قلو ليش مين انت؟ جاوب أنا مواطن عادي رد هداك وقاله شو موشايف إنه في مظاهرة؟ سأل الأول لشو المظاهرة؟ جاوب التاني: مشان السيد الرئيس الله يحفظه ويحميه ويخليه وضل نص ساعةيمجد ويحمد ويقدس قام التافه الي معه قاله إذا مشان السيد الرئيس فمعليش.

كلام بسيط بس كسرلي قلبي مية شقفة! يعني معقول؟ البنات انذلوا قدامك انت واياه ولسه عم تطبل وتزمر ورا رئيسك؟ ما بعرف ليش نحنا هيك يا أخي بس الي بعرفه إنه هاد يوم رح يذكره التاريخ لأنه فعلا فعلا يوم من أروع أيام الشعب السوري صح أسرونا وضربونا بس وقفنا بوشن وقلنا لأ لأ للظلم لأ للفساد لأ للذل ووصلنا صوتنا لكل العالم.

عبد الرحمن يروي للجزيرة احداث الثورة السورية ليوم 16 آذار 2011

16 آذار 2011 مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن يروي للجزيرة كيف فرقت قوات الامن السورية باللباس المدني المعتصمين امام وزارة الداخلية بطريقة عنفية ويقول ان السلطات السورية تجاوزت المادة 39 من الدستور السوري الذي يسمح بالتظاهر

آخر المستجدات في البحرين

اعلان حالة طورائ ودخول قوات درع الجزيرة الى البحرين ومقتل اثنين واستمرار التظاهرات

حسين عبد الحسين من واشنطن: الولايات المتحدة تتستر على المطالبة بالتغيير في البحرين وهناك تخبط اميركي كبير

الاتاسي لتلفزيون اورينت: المطلوب هو اسقاط قانون الطوارئ في سورية

15 مارس 2011 -- الاتاسي لتلفزيون اورينت: المطلوب هو اسقاط قانون الطوارئ في سورية

آخر اخبار سورية: إنتفاضة 15 آذار على فايسبوك

لمتابعة آخر مستجدات الثورة السورية ضد نظام بشار الاسد اضغط هنا

آخر اخبار سورية: إنتفاضة 15 آذار

في فيديو تم بثه على يوتيوب قبل ساعات، ظهرت مجموعة من السوريين تمشي في تظاهرة وسط العاصمة السورية دمشق. واوردت فضائية الجزيرة ان مواطنين سوريين استلموا رسائل على هواتفهم المحمولة دعتهم الى التظاهر، ونقلت عن مصدر حكومي سوري قوله ان الجيش الاسرائيلي هو من قام يتوجيه الرسالة عبر الشبكة الخليوية السورية. كذلك تحدثت الجزيرة الى الناشطة زهير الاتاسي التي قالت ان الشارع السوري استبق تحركات المعارضة، وان عدد المشاركين بلغ حوالي 150 او 200، وقامت السلطات بتفريقهم واعتقال ثلاثة منهم.

الاثنين، 14 مارس 2011

آخر اخبار اليمن

14 مارس 2011 -- الاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء وتعز ويطالبون برحيل الرئيس علي عبدالله صالح

السبت، 12 مارس 2011

آخر اخبار ليبيا من قناة العربية

12 مارس 2011

يونس: الثوار يسيطرون على 90 في المئة من اجمالي ليبيا

مجلس الجامعة العربية يطلب من مجلس الامن فرض الحظر الجوي على ليبيا

رياض الترك: لن تبقى سورية مملكة الصمت

موقع الرأي

في سورية اليوم طيف اسمه الحرية يهيمن على كل أرجاء الوطن، ورياح التغيير التي هبت في الشهور الثلاثة الأخيرة على كل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، لا يمكن لها في النهاية إلا أن تطرق باب السجن السوري الكبير. فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة، والتاريخ لن يتوقف عند أعتاب دولتنا العتيدة.

لقد سقط حاجز الخوف الذي جثم على كاهل الشعوب العربية لعقود طويلة، وانطوى معه نصف قرن، طويل ومديد، من الإنقلابات العسكرية وتسلط الجيش على السياسة ومصادرة الحريات العامة وممارسة الوصاية على الناس، تارة بإسم التقدم والإشتراكية، وتارة بإسم الدين، وتارة أخرى بإسم الإستقرار ومحاربة التطرف الإسلامي.

التغيير آت لا محالة، وسورية لم ولن تكون أبداً الإستثناء. أما التخويف من الفوضى والحرب الأهلية، والتخويف من وصول الإسلاميين إلى الحكم، والتخويف من أن شعبنا غير مؤهل بعد للممارسة تجربته الديموقراطية، فهذه كلها إدعاءات لن تجدي نفعاً عندما تدق ساعة الحقيقة ويستعيد الناس زمام المبادرة.

إن الشعب السوري بلغ سن الرشد، وعلى سلطته أن تعي ذلك قبل فوات الأوان. فالمطلوب اليوم ليس خطوات تجميلية على الصعيد الإقتصادي والمعيشي، بقدر ما أن المطلوب خطوات جدية وواضحة المعالم لنقل سورية بشكل سلمي من الإستبداد إلى الديموقراطية. خطوات قلناها وكررناها مراراً، مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإلغاء حالة الطوارئ، وشرعنة التعددية الحزبية، وترسيخ مبدأ فصل السلطات، واستقلالية القضاء، وطي صفحة الحزب القائد، وتحقيق المساواة بين المواطنين دون أي إقصاء أو تمييز. فبمثل هذه الخطوات، لا بالمزيد من القمع وكم الأفواه ومسرحيات التأييد الجوفاء، يمكن للسلطة السورية، إن هي أرادت ووعت، أن تستبق التغيير وتتحضر له.

لقد غيّر الخوف من وجهته، وانتقل من طرف الشعب إلى طرف السلطة. أما من يحذّر من القلاقل والفوضى، ويهوّل بتفكك الدولة وتفسخ النسيج الوطني، ويجهد للمحافظة على هذا الإستقرار الإستبدادي الكاذب بأي ثمن، فإننا نذكّره بأن الشعب السوري منذ بداية تاريخه الحديث ، استطاع أن يتجاوز، بوحدة أبنائه ونضالهم المشترك، الانقسامات المذهبية والدويلات المصطنعة التي فرضها عليه المستعمر الفرنسي، وتمكن في النهاية أن ينال استقلاله الكامل بضريبة الدم التي دفعها من خيرة أبنائه. لا بل أن هذا الشعب تمكن بوعيه وحكمته أن يبعد مخاطر الحرب الأهلية التي كاد يجره إليها عنف السلطة وتهور بعض الجماعات الإسلامية المسلحة.

لقد قالوا بالإشتراكية فجلبوا الجوع والفقر. ووعدونا بتحرير فلسطين، فأتوا بالذل والهوان. وتغنوا بالحرية والعدالة، فشيدوا السجون والمعتقلات. واليوم، إذا كان تفشي الظلم والعوز والفساد ووطأة الإستبداد لا يستثني أحداً من أبناء الشعب السوري،على تعدد مشاربهم وانتماءاتهم، فإن هذا الشعب قادر وعازم على استعادة حريته المسلوبة، وصون وحدته الوطنية، وحماية كيان دولته السورية.

إن الملايين التي تواجه اليوم بصمتها عسف الاستبداد وجبروته، في دمشق وحلب، في اللاذقية وطرطوس، في حمص وحماه، في القامشلي ودير الزور، في حوران وجبل العرب، لن تلبث أن تخرج عن صمتها وتواجه هذا الاستبداد بوقفاتها الاحتجاجية وتحركاتها السلمية، مستندة إلى تضامن أبناء المجتمع السوري وتكاتف الجيش مع الشعب. ومخطئ من يراهن أن الناس ستنزلق إلى العنف، أو أن الجيش سيوجه فوهات بنادقه إلى صدور الشعب السوري. لقد ولى زمن "معادلة مدينة حماه"، فلا الشعب ولا الجيش سيسمحان لأحد أن يسجنهما فيها من جديد. وليعِ كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر، أن الجيش من الشعب والشعب من الجيش، فداخل كل دبابة هناك حفيد من أحفاد يوسف العظمة، وعلى زناد كل بندقية يقبض ابن من أبناء وحدات الإنزال على مرصد جبل الشيخ.

لست أنا، اليوم، في موقع من يقترح الحلول ويضع السيناريوهات المستقبلية. فالتغيير آت بعزيمة الشباب وهمتهم، ليس فقط لأنهم يشكلون أغلبية المجتمع السوري، ولكن لأنهم أثبتوا أنهم أكثر وعياً لمتطلبات العصر من أحزاب المعارضة ورجال السياسة، الذين لا يزال الكثيرون منهم مكبلين بخطابهم التقليدي وممارساتهم البالية، يكاد الرقيب الأمني لا يغادر أدمغتهم أبداً.

كل ما اعرفه اليوم أن سورية لن تبقى مملكة الصمت، ولن يبقى الخوف مطبقا على الصدور، ولن يبقى الوطن سجنا كبيراً.

نعم "الشعب السوري ما بينذل"، كما هتف متظاهرون في قلب دمشق قبل أيام، وهو يريد الحياة الكريمة، ومن إرادته سينبثق فجر الحرية وستولد سورية الجديدة.

نعم "سورية الله حاميها" لأنها باقية بشعبها وجيشها ودولتها. أما الإستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غداً لناظره لقريب.

الجمعة، 11 مارس 2011

لا إصلاح منظور للنظام الطائفي

حسين عبد الحسين – واشنطن

في محاولة لتحديد من هي القوى القادرة على الاصلاح للاجابة عن سؤال الاستاذ جهاد الزين في مقالته حول التظاهرتين اللتين حملتا شعار "اسقاط النظام الطائفي" اللبناني، ومع كل الاحترام للشباب والمخضرمين ممن شاركوا في التظاهرتين، فإن التجربة اللبنانية تظهر ان مكمن الخلل هو في الثقافة الاجتماعية للبنانيين، ويزيد في الامور تعقيدا النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تمارسه الدول الاقليمية صاحبة الثروات الطائلة.

واعتبارنا الخلل بنيويا اجتماعيا سببه تأملنا في اداء الاحزاب اللبنانية العلمانية، التي تحولت الى عصبيات قبلية، ثم انفجرت داخليا وانقسمت على انفسها، ولاحقا تحولت الى فروع ملحقة بالاحزاب – الطوائف الكبرى المسيطرة على المشهد السياسي اللبناني.

مراقبة التفاعل داخل الاحزاب العلمانية اللبنانية يدفع اي باحث الى الجزم بأنه لو قيّض لاي منها ان تتسلم السلطة في لبنان، لما قدمت اصلاحات تليق بشعار "اسقاط النظام الطائفي" المطروح حاليا. اما الدليل الابرز على اختلاط العلمانية بالعصبية القبلية فجلي في دول الجوار.

ان اعتبار الثقافة الاجتماعية العنصر الاساسي في الخلل اللبناني – والعربي عموما – تملي على الباحثين العودة الى الدراسات المتوافرة في علم الاجتماع العربي، وهي للاسف غير مكتملة.

على ان ابرزها هي تلك التي قدمها العراقي الراحل علي الوردي، وهو كان طالبا في "الجامعة الاميركية في بيروت" في اعوام الاستقلال اللبناني، قبل اكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة، وعودته للعمل مدرّسا في جامعة بغداد.

في احد اهم اعماله (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي)، عمل الوردي على الاضاءة على ما وصفه بصراع "المدّ والجزر" الدائم بين البداوة والحضارة في العراق، وحاول تقديم وصفا لميزات "الثقافة البدوية".

ومع ان الوردي كتب عن العراق، الا ان قراءة لما قدمه تظهر تطابقا بين وصفه للثقافة البدوية العراقية والنظام الطائفي اللبناني، وصراع الاثنين مع الحضارة، مما يشي بأنه حتى لو نجح اللبنانيون في علمنة احزابهم وحياتهم السياسية، فان العصبيات ستستمر، وسيستمر "النظام الطائفي" المذكور، حتى لو تزيّن باسماء واشكال مختلفة.

يقول الوردي ان "القبيلة تقوم مقام الدولة في البداوة، فالفرد يجد فيها الامن والضمان والرعاية. ومن لا ينتمي الى قبيلة قوية في الصحراء قد ينتهي امره الى الهلاك، مهما كان في حد ذاته شجاعا قويا". ويضيف: "بمقدار ما يتوقع الفرد من القبيلة ان تشمله بحمايتها، تتوقع القبيلة منه ان يمنحها الفداء والولاء، فهي تسرع الى حمايته والاخذ بثأره، وهو كذلك يسرع الى نجدتها والتضحية في سبيلها في الملمات. انها مصلحة متبادلة بينه وبينها. فهو يتقوى بالقبيلة وهي تتقوى به".

هذا الوصف يكاد يتطابق مع مبدأ المحسوبية اللبناني، فالمواطن مغلوب على امره، حتى في علاقته مع الدولة، الى ان يستقوي بحزبه – طائفته، التي تسيّر اموره. في المقابل، يمنح اللبناني ولاءه السياسي والانتخابي لحزبه – طائفته، حتى لو كان هذا الحزب – الطائفة علمانيا، شيوعيا او قوميا او ما شابه.

ثم ان شبكات المحسوبية اللبنانية تظهر حتى داخل الاحزاب وبلاطات قادة الاحزاب – الطوائف، فينقسم المستشارون والمؤيدون الى فرق متنابذة، وفي اوقات تظهر هذه الفرق باسماء قادتها الى العلن، وتنشقّ، مثل في تجارب "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، او "حركة امل"، وكل هذه ظهر فيها – في مراحل مختلفة – اجنحة ومكاتب عليا وقيادات طوارئ.

ويكتب الوردي كذلك عن غياب القوانين وسيطرة مبدأ القوة، فيقول: "الواقع ان الرجل البدوي يستنكف ان يطالب بحقوقه عن غير طريق السيف والغلبة. وهو يحتقر الحضر لانهم يلتجئون في المطالبة بحقوقهم الى المحاكم. فالحضر في نظره مخنثون قد افسدت الدولة اخلاقهم".

لا حاجة الى الاكثار من الامثلة اللبنانية التي تنطبق على سيطرة مبدأ الغلبة على سيادة القانون، ويمكن ايجازها بمطالبة بعض القوى السياسية "بتطنيش" قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بلبنان، او الطعن بعدالة دولية ما، او الاصرار على ترسانات الصواريخ لمواجهة اسرائيل.

اخيرا، يقول الوردي انه لا يمكن لاي "حضارة ان تنمو وتزدهر اذا هي ابتليت بحرب دائمة"، اذ ان "حياتها الاقتصادية لا تنتعش الا في حياة السلم، وهي ان اشتركت في حرب تحاول ان تنهيها في اقصر مدة ممكنة لكي ترجع الى حياة السلم من جديد". والمقارنة هنا واضحة مع المثال اللبناني المبتلي بحروب متواصلة، ومع ثقافات "الاحزاب – الطوائف"، التي تمجد الحروب، وتدعو الى مواصلتها بشكل مفتوح.

ان ثقافة البداوة، التي اضعفت الدولة اللبنانية، تسيطر على جميع القوى اللبنانية، المسلحة منها وغير المسلحة، والطائفية، والعلمانية. اما الحل، فيقتضي حدوث تغيرات اقتصادية - اجتماعية، وهذه بدورها شبه مستحيلة في منطقة تسيطر الريعية على انماط انتاجها الاقتصادي، فكميات المال الهائلة الناتجة عن مبيعات الثروات الوطنية – في بعض دول المنطقة – تصل الى يد رأس النظام، الذي يقوم بتوزيعها من خلال شبكة ريعية قائمة على عصبية قبلية. وتمتد القبائل المختلفة عبر الدول، ومنها لبنان، وهو السبب الذي دفع البعض الى تصوير الحروب اللبنانية على انها حروب الاخرين على ارض لبنان، وهو قول لا يأخذ البداوة الموروثة في لبنان بعين الاعتبار.

ان التغيير في لبنان غير ممكن من دون التغيير في انماط الانتاج الاقتصادي او كسب المعاش لدى اللبنانيين، الذي يجب ان ينتج عن العمل لدى رأسمال ربحي يسعى الى المنافسة، والمنافسة تحتاج الى كفاءات، مما يقضي على العصبيات القبلية. وعندما يصبح مدخول اللبنانيين مستقلا عن العصبيات القبلية، يصبح رأيهم السياسي مستقلا كذلك، وتبرز لديهم الحاجة لدولة قوية تحميهم جسديا وتحمي مصالحهم المالية من خارج العصبيات والاحزاب – الطوائف.

لكن المشكلة في لبنان، والمنطقة، هي ان ضخامة المال النفطي تؤدي الى ابتلاع حتى المصالح الرأسمالية المستقلة، فيلجأ اصحاب المال المستقل الى الشبكات القبلية للاستمرار، وتنعدم فرص التنافس المبني على الربحية التي تحتاج الى كفاءة، وتبقى المصالح في قبليتها، فيستمر "النظام الطائفي" في لبنان، وقد يظهر في امكنة جديدة في المنطقة، على غرار العراق.

(صحافي مقيم في واشنطن )