| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
دخلت الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، امس، مرحلة جديدة، انتشرت التظاهرات معها على مساحة الخريطة السورية كاملة، بحيث بات من الصعب احصاء حتى اسماء المدن والبلدات التي شملتها، في وقت تبدو العلاقات السورية - الاميركية ايضا على اعتاب مرحلة جديدة مع الكشف عن ان تحقيقات لمكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف بي اي) اسفرت عن «ادلة قاطعة» على تورط السفير عماد مصطفى وآخرين في التجسس على تحركات ناشطين في أميركا وترهيبهم عبر ارسال أشرطة وصور إلى دمشق ما تسّبب في أذية أهاليهم.
وإذ تميزت الجمعة التي سماها المتظاهرون «جمعة صمتكم يقتلنا» بمشاركة واسعة لدمشق وريفها وحلب وريفها، كان لافتا ايضا امتداد الاحتجاجات على طول الساحل الغربي السوري ليشمل اللاذقية حيث سقط قتيل وجرحى برصاص الامن وبانياس وجبلة حيث اعتقل ثلاثة من ابناء المعتقل السياسي السابق خالد قرا.
كما سقط قتيل وعدد من الجرحى برصاص قوات الامن في درعا التي شهدت تظاهرات حاشدة حسبما اظهرت صور وزعها ناشطون على الانترنت، رغم منع المصلين من الصلاة في عدد من المساجد، على ان المواجهات الأعنف كانت في دير الزور حيث سقط اول من امس اربعة قتلى بينهم طفل برصاص قوات الامن خلال حملة نفذتها اول من امس في دير الزور.
في هذا الوقت ذكرت مصادر مطلعة في واشنطن ان تحقيقات «اف بي اي» اشارت إلى ان السفير مصطفى حاول ترهيب السوريين المؤيدين للثورة، فأرسل من جماعته من شارك في التظاهرات والاجتماعات وكتب تقارير بما ومن رآه وسمعه وأرسلها اليه.
ووفق التحقيقات، قام السفير السوري بخطوة استخباراتية اكبر من ذلك، حيث ارسل من جماعته من قام بتصوير المتظاهرين السوريين والناشطين، وعمد إلى التعرف اليهم وارسال صورهم إلى دمشق حتى تقوم اجهزة الامن السورية بتهديد عائلاتهم في سورية في عملية ابتزاز واضحة لدفع الناشطين السوريين في اميركا للتوقف عن نشاطاتهم.
واستطاع «اف بي اي» الامساك بدلائل قاطعة تظهر مصطفى متورطا شخصيا، ومساعديه، في ارسال المواد إلى دمشق. ولأن ارسال تقارير بحق مواطنين اميركيين إلى حكومات أجنبية يندرج في خانة أعمال التجسس التي يحاسب عليها القانون الاميركي، قامت الـ «اف بي آي» اولا بتحذير الناشطين السوريين، وعرضت عليهم الحماية الأمنية، ثم قام مساعد وزيرة الخارجية لامن البعثات الديبلوماسية اريك بوزوال بالارسال في طلب مصطفى، الذي حضر إلى الخارجية في الاسبوع الاول من هذا الشهر، وابلغه ان لدى الحكومة الاميركية دلائل تشير إلى تورطه في اعمال تجسس ضد مواطنين اميركيين.
ومع انه يمكن لمصطفى الاختباء خلف حصانته الديبلوماسية، الا انه يمكن لواشنطن، على اثر صدور حكم محتمل ضده، اعلانه «شخصا غير مرغوب فيه» وترحيله حتى تقوم دمشق بارسال سفير بديل، وهذه عملية مختلفة عن عملية طرد السفير او قطع العلاقات المعروفة. ولانه في الاوضاع الراهنة، لن يتمكن الاسد من الخوض في عملية تعيين بديل لمصطفى في واشنطن، ولان خروج مصطفى بهذه الطريقة من شأنه ان يهز اكثر صورة الاسد، آثر السفير السوري العودة إلى بلاده بهدوء والبقاء فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق