بحنكة سياسية ودهاء قل نظيرهما، يقود الرئيس باراك اوباما حملته الانتخابية لانتخابات الرئاسة والكونغرس لعام 2012. اولى دلائل تفوقه الانتخابي ظهرت في الفيديو الذي استفاقت عليه واشنطن، فجر امس، وجاء فيه انها نجحت في جمع اكثر من 86 مليون دولار للربع الاول من هذا العام، وتجاوزت سقف الـ 60 مليون الذي كانت حددته مسبقا.
هذه الانباء تأتي في وقت اظهرت البيانات المالية للمرشحين الجمهوريين للرئاسة ان مجموع ما جنته حملاتهم من تبرعات للفترة نفسها لم يتجاوز الـ 35 مليون دولار. وجاء حاكم ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني في المرتبة الاولى بمجموع 19 مليون، تلاه عضو الكونغرس عن ولاية تكساس رون بول بمجموع 4 مليون ونصف، فحاكم ولاية مينيسوتا السابق تيم باولنتي بـ 4 مليون دولار.
كذلك تأتي الانباء عن تقدم حملة اوباما في جمع الاموال الانتخابية على خلفية الفوز الذي حققته، امس، المرشحة الديموقراطية الى الكونغرس في انتخابات كاليفورنيا الفرعية جانيس هان، التي هزمت منافسها الجمهوري المليونير كريغ هيو.
وهذه المرة الثانية التي يهزم فيها الديموقراطيون الجمهوريين في الانتخابات الفرعية، اذ سبق ان حققوا فوزا كبيرا بفوز مرشحهم في المقاطعة الـ 26 من ولاية نيويورك المعروفة بغالبية موالية للجمهوريين.
واورد مايك آلن، وهو صحافي يوزع نشرة يومية ذائعة الصيت وفيها اسرار واخبار المشهد السياسي في العاصمة، انه تلقى رسالة من من مسؤول كبير في الحزب الديموقراطي اعرب فيها عن تفاؤله بتقدم حزبه على غريمه الجمهوري في الوقت الذي تستعد البلاد للانتخابات الرئاسية والتمثيلية.
وقال المسؤول الديموقراطي: «انظر الى المشهد السياسي الذي استفقنا لنجده امامنا اليوم (امس)... عدد قياسي من التبرعات والمتبرعين للرئيس، انتصار آخر في انتخابات الكونغرس، 6 انتصارات انتخابية محلية في ولاية ويسكونسن (التي انتزعها الجمهوريون من الديموقراطيين العام الماضي) رغم الاعيب الجمهوريين القذرة، المرشحة الاكثر شعبية لدى الحزب الجمهوري ميشال باكمان في وضع مهزوز، والجمهوريون منقسمون حول المحادثات التي يجرونها مع الرئيس حول الدين العام».
كل هذه «الاخبار الحسنة» تدفع الديموقراطيين الى الاعتقاد بأن حظوظهم للاحتفاظ بالبيت الابيض وغالبية مجلس الشيوخ، واستعادة غالبية الكونغرس التي خسروها في انتخابات العام الماضي، ممكنة العام المقبل.
وتعزو مصادر الحزب «الديموقراطي» ما تصفه بـ «الوضعية الايجابية» الى سلسة الانتصارات السياسية التي حققها اوباما في وجه الجمهوريين، وابرزها اعلان استعداده لحث حزبه قبول التفاوض لتخفيض المكتسبات الاجتماعية في «صندوق الامن الاجتماعي» و«صندوق الدواء»، وهذه برامج تثقل على الخزينة الاميركية، التي تعاني من مديونية بلغت 14 ترليون و300 مليون، ويعارض التفاوض حولها الحزب الديموقراطي ومؤيدوه.
واعلن اوباما انه مستعد للبحث في المزيد من التقشف، علاوة على الخطة الاصلية التي كانت تقضي بتقليص 2 مليار و300 مليون دولار من النفقات على مدى العقد المقبل، ليصل حجم التقشف الى 4 ترليون دولار في السنين العشر المقبلة. واكد ان «خطة كهذه تجتاج الى تنازلات سياسية مؤلمة من الحزبين، فيقبل الديموقراطيون تخفيضات في البرامج الاجتماعية، فيما يلاقيهم الجمهوريون في منتصف الطريق بموافقتهم على ايجاد مصادر دخل جديدة للخزينة، وخصوصا برفع الضرائب على كل من يزيد دخله عن 250 الف دولار سنويا».
الا ان عرض اوباما ادى الى انقسام بين الجمهوريين، الذين اظهرت مطالباتهم بالاصرار على عدم السماح للحكومة بالمزيد من الاستدانة، المطلوبة في 2 اغسطس، وبالاصرار على تقليص الدين العام، انهم لا يكترثون للوضع المالي للدولة، بل يرفعون الشعارات المالية كوسيلة لمحاربة اوباما وحزبه فقط، فيما يدافعون عن مصالح الاغنياء، من دون باقي الاميركيين، ويرفضون اي زيادة للضرائب على اصحاب المداخيل الكبيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق