| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
قدم عدد من الديبلوماسيين وخبراء اجهزة الاستخبارات الاميركية تقييما اشار الى ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد «اصابه الكثير من الضعف» خصوصا بعد خروج حماة عن السيطرة، وان «الورقة الوحيدة التي مازال يمسك بها هي اجهزة الامن».
وفي جلسة مغلقة مع عدد من الصحافيين، قال الخبراء انه في وقت «يكافح النظام لابقاء سيطرته على المدن السورية، فهو يعاني من خسارة جميع حلفائه الدوليين، وانهيار في الكتلة النقدية التي يحتاجها لتسيير اجهزة الدولة بما فيها الامنية».
ولطالما اعتبر الديبلوماسيون المتابعون للشأن السوري في وزارة الخارجية الاميركية ان التظاهرات المندلعة منذ منتصف مارس الماضي لم «تصل اعدادها الى حشود غفيرة»، الا ان «المشهد في مدينة حماة الشمالية، رابع اكبر المدن السورية، قلب الصورة في الاسابيع القليلة الماضية»، على حد قول الخبراء.
وقدر احد الخبراء عدد المتظاهرين في حماة يوم «جمعة ارحل» بأكثر من 200 الف، وقال ان «تلك التظاهرة شكلت انعطافة كبيرة في مجرى احداث الثورة السورية لمصلحة المتظاهرين ضد بشار الاسد».
واعتبر الخبير ان ماحصل في حماة هو «قيام الاجهزة الامنية بالانسحاب من المدينة، ما اعطى جرعة ثقة للمتظاهرين الذين خرجوا بمئات الالاف مطالبين باسقاط نظام الاسد». ويقول الخبير ان «انسحاب قوات الاسد لم يكن اكراما للمتظاهرين، بل فرضه انشغالهم بمحاولة اسكات المدن الاخرى، خصوصا في العملية العسكرية التي شنوها ضد القرى المحاذية للحدود التركية».
بيد ان القوات السورية عادت لاسكات حماة المنتفضة، حسب الخبير الاميركي، لتجد «ان الموضوع شبه مستحيل، اذ وقع اكثر من 20 قتيلا، في وقت لا تشير الحملة الامنية بأنها قادرة على احداث اي تغيير او اجبار اهل حماة على العودة الى منازلهم».
ويضيف: «هذه حالة كلاسيكية تظهر محدودية قوى الامن، في اي دولة في العالم، اذا ما قررت غالبية المواطنين الخروج الى الشارع للتظاهر او اعلان العصيان المدني». وختم ان «لا مؤشرات تدل على نية الاسد الرحيل»، وانه «مصمم على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن»، وانه «على رغم من تقهقره وغياب الحلول السياسية، فان الورقة الوحيدة التي ما زال يمسك بها هي الجيش والقوات الامنية».
في سياق متصل، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير خصصته عن سورية، امس، ان «ضعف نظام (الاسد) بدأ يظهر». وكتبت الصحيفة انه حتى قبل محاولة الاسد اجتياح حماة لاحظ «الخبراء ضعفا متزايدا داخل حكومة الاسد مع خسارتها لابرز داعميها... وهو تحالف يتألف من تجار ورجال دين وزعماء عشائر، وساهم في ابقاء عائلة الاسد في الحكم منذ العام 1971».
الا ان هذا التحالف، حسب الصحيفة، إضافة الى رجال اعمال غالبيتهم من الطائفة السنية ومواطنين عاديين ممن يشكلون الاغلبية الصامتة، «صاروا اليوم من اشد المعارضين لاستمرار الاسد في الحكم بسبب وحشية اساليب الرئيس في القمع» في مواجهة المتظاهرين.
وختمت الصحيفة بالاشارة الى ان «الاقتصاد السوري ضعف بشكل دراماتيكي منذ بداية الاحداث مع تبخر دولارات السياحة الخارجية، وجفاف التجارة مع الدول المجاورة، في وقت شددت الدول الاوربية من عقوباتها ضد سورية، حتى ان حلفاء اساسيين وشركاء تجاريين مثل تركيا عمدوا الى النأي بأنفسهم عن الحكومة السورية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق