| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
تتوقع مصادر اميركية ان يطلب الرئيس باراك اوباما من ضيفه رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، اثناء الاجتماع المقرر بينهما في 5 مارس «تأجيل» توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية الى المنشآت النووية الايرانية حتى مطلع العام المقبل.
وفيما سيحاول اوباما تعليل التأجيل بانتظار «اكتمال الصورة» الديبلوماسية والسياسية واللوجستية، يجمع الخبراء والمعنيين على ان جدول اوباما يرتبط حصرا بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
وكان المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» دايفيد اغناتيوس كتب، مطلع هذا الشهر نقلا عن مصادر مقربة من وزير الدفاع ليون بانيتا، ان اسرائيل ستوجه ضربة عسكرية الى ايران «في ابريل او مايو او يونيو». ولم ينف بانيتا اثناء ظهوره على برامج تلفزيونية مختلفة اقوال اغناتيوس، ما جعل معظم الخبراء في العاصمة الاميركية يعتقدون ان تل ابيب اعلمت واشنطن فعليا بنيتها توجيه الضربة العسكرية في المستقبل القريب.
وعزز شكوك الخبراء حول قرب الضربة الاسرائيلية لايران الحركة المكثفة بين العاصمتين، اذ زار اسرائيل هذا الاسبوع كل من مستشار الامن القومي توم دونيلون ورئيس الاستخبارات الوطنية جايمس كلابر، في وقت وجه المسؤولون الاسرائيليون الكبار، من امثال نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، نقدا لاذعا لرئيس الاركان الاميركي جايمس ديمبسي اثر تصريح للاخير، بعد زيارته اسرائيل ايضا، جاء فيه انه لا يعتقد ان على الولايات المتحدة «الاستعجال» في الذهاب الى الحرب ضد ايران.
ورد نتيناهو باتهام ديمبسي بأن تصريحاته «تخدم مصالح ايران»، وهي من المرات النادرة التي يجد فيها جنرالات الجيش الاميركي انفسهم عرضة لاي انتقادات سياسية اذ غالبا ما يؤخذ رأيهم على انه الواقعي والموضوعي بعيدا عن الحزبية والحسابات السياسية.
بعد كل تصريحات كبار المسؤولين في ادارة الرئيس الأميركي، وحتى بعد تشديد العقوبات الاميركية والحليفة على ايران، مازال اوباما يجد نفسه في مأزق مع الاسرائيليين، فالرئيس الاميركي يحاول تفادي خوض الحروب من اي نوع كانت في هذه السنة الانتخابية حتى لا يضعضع فرص فوزه بولاية ثانية، وهو في الوقت نفسه يحتاج الى صوت اليهود الاميركيين، وخصوصا في ولاية فلوريدا التي يعتقد انها - على غرار انتخابات العام 2000 التي فاز بها جورج بوش الابن بقرار من المحكمة العليا - ستكون مرجحة.
هذا المأزق الانتخابي اليهودي دفع اوباما الى ادارة دفة الموضوع الاسرائيلي - الايراني شخصيا، فقرر القاء خطاب في مؤتمر لوبي «ايباك» الموالي لاسرائيل يوم 4 مارس المقبل. وفي اليوم التالي للخطاب، سيستضيف اوباما نتنياهو في المكتب البيضاوي في البيت الابيض في جلسة سيتصدرها ملف ايران النووي.
وتقول مصادر البيت الابيض ان الرئيس الاميركي سيقدم الى ضيفه الاسرائيلي دلائل استخباراتية اميركية تؤكد انه حتى لو قررت ايران غدا بناء قنبلة نووية، «ستحتاج الى عام آخر من التخصيب ومن ثم عام او عامين لتجهيز صواريخها برؤوس نووية».
الا ان المصادر نفسها تتوقع ان يصر نتيناهو على مقولة ان «ايران نووية تشكل خطرا وجوديا على دولة اسرائيل»، وان يقدم بدوره دلائل استخباراتية اسرائيلية تظهر ان طهران في طور نقل التخصيب الى منشأة جبلية محصنة قرب مدينة قم، وهذا ان حصل، يقلص فرص نجاح اي ضربة اسرائيلية للمنشآت النووية، و»لا يعود مصير اسرائيل في يدها»، بل تصبح تحت رحمة الولايات المتحدة التي تنفرد بمقدرتها على تدمير هكذا منشأة، حتى بعد نقلها الى داخل الجبال المحاذية لقم.
وتضيف المصادر ان اوباما قد ينجح في اقناع نتنياهو بتأجيل الضربة الاسرائيلية من ابريل الى يناير 2013، وترجح في تلك الحالة احتمال ان يطلب نتيناهو من الرئيس الاميركي ان تقوم واشنطن بتزويد اسرائيل تكنولوجيا وقنابل تجعلها قادرة على اختراق تحصينات قم الجبلية.
في هذه الاثناء، لم يكتف نتنياهو بالضغط الاعلامي على ادارة اوباما لحملها على الموافقة على ضرب اسرائيل لايران، او لدفع واشنطن للقيام بتوجيه ضربة، فعمد اللوبي الاسرائيلي على حث اعضاء مجلس الشيوخ على اصدار قانون «يقفل الباب في وجه احتمال حصول ايران على السلاح النووي» وتاليا يقضي على اي سياسة «احتواء» لايران نووية.
وتبنى عدد من اعضاء المجلس مسودة مشروع القانون، واحالوه الى لجنة الشؤون الخارجية، التي يتوقع ان تصادق عليه بسرعة وتعيده للهيئة العامة. مشروع القانون الذي يحمل الرقم 380 حمل عنوان «اهمية منع حكومة ايران من حيازة قدرة بناء اسلحة نووية».
وجاء في المسودة ان مجلس الشيوخ «يؤكد ان مصالح الولايات المتحدة الحيوية تكمن في منع حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران من حيازتها اسلحة نووية»، و»يحذر من ان الوقت» لمنع ايران «محدود».
وختمت المسودة بالقول ان المجلس يعبر عن دعمه «للطموحات الديموقراطية للشعب الايراني، ويرفض اي سياسة اميركية من شأنها ان تقوم على مجهود احتواء ايران نووية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق