حسين عبد الحسين
المجلة
غريب هو الشعور الذي ينتاب المرشحين إلى المناصب العامة. ويبدو أن كاميرات وأضواء الإعلام وعيون الحشود تساهم في زيادة الحماسة لدى المرشحين، فيتمادون في إطلاق الوعود التي غالبا ما يتضح ان تنفيذها هو من شبه المستحيلات.
ولا يشذ مرشحو الحزب الجمهوري الى الرئاسة الأميركية عن القاعدة، فنرى مت رومني يعد بخلق وظيفة لكل اميركي في المئة اليوم الأولى، في حال وصوله الى البيت الأبيض، وكذلك يتحدث المرشح ريك سانتوروم عن الانقلاب الفوري، الذي سيحدثه انتخابه في اسلوب التعاطي السياسي في واشنطن، كما في اعادة المبادئ المسيحية المحافظة الى صلب الحياة العامة في البلاد.
ووصلت غرابة الوعود الرئاسية، الى الحد الذي وعد فيه المرشح نيوت غينغرتش بإنشاء قاعدة اميركية على القمر، تتحول الى مدينة فيما بعد، ويمكن لسكانها ان يوقعوا عريضة ليطالبوا بانضمامهم الى الولايات المتحدة، فتصبح المدينة القمرية الولاية الواحدة والخمسين في البلاد. كل ذلك، يعتقد غينغرتش، ممكن ان يحدث قبل نهاية ولايته الثانية، اي قبل حلول العام 2020.
وعود المرشحين هذه لا تنحصر في الجمهوريين، بل هي اقرب الى كونها آفة عامة يتوجه بموجبها المرشحون حول العالم الى الناخبين مغدقين عليهم بالوعود على قاعدة “سأقول أي شيء اذا كان ذلك سيدفعكم الى انتخابي”.
والطريف في الموضوع ايضا ان معظم الناخبين، غالبا ما يدب فيهم النسيان، فلا يطالبون المرشحين بتنفيذ وعودهم بعد وصولهم الى المناصب العامة. حتى الرئيس باراك اوباما، الذي احدثت حملته الانتخابية اهتزازا شعبيا لف الكوكب بأكمله، لم يختلف عن المرشحين الجمهوريين او اي مرشحين حول العالم في تقديمه للوعود.
اوباما مثلا وعد بالتوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قبل نهاية ولايته الاولى، اي هذا العام. كما وعد بإغلاق غوانتانامو في الأيام المئة الاولى من حكمه، وسحب الجيش الاميركي من العراق بعد مرور ستة اشهر على توليه الحكم، وخفض العجر السنوي في الميزانية الاميركية الى النصف مع حلول العام الحالي ايضا.
نحن اليوم في العام 2012، ولا تلوح حتى بوادر استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد نجاح رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتيناهو في إلحاق هزيمة سياسية بأوباما، اما معتقل غوانتانامو فبلغ السنة العاشرة على افتتاحه الشهر الماضي، مع بقاء عدد من المعتقلين داخله من دون محاكمة، ولم ينسحب الجيش الأميركي من العراق حتى حلول السنة الثالثة من حكم اوباما، فيما اظهر اعلان موازنة العام 2013 بقاء العجز السنوي على حاله اي في حدود الترليون سنويا.
وإنصافا لأوباما، فهو نجح في اقرار قانون الرعاية الصحية الذي وعد به، ولكن بعد معركة سياسية أدمت حزبه وكلفته الانتخابات النصفية في عام 2010. كما نجح الرئيس الاميركي في فرض عدد من التشريعات التي وعد بها، ان كان في تعديل بعض قوانين الخدمة العسكرية أو الحد من سطوة المصارف.
لكن بشكل عام، يبقى اوباما بعيدا كل البعد عن تحقيق حتى نصف ما وعد به، وهذا الاخلال بالوعود ليس تهمة ضد الرئيس الاميركي، بل هو سمة عامة للمرشحين الى جميع المناصب العامة، وفي كل الدول، وفي مختلف الازمان، اذ ان التجربة وحدها هي التي تصقل المرشح وتقربه من الواقعية، لذا من غير المرجح ان يقدم وعودا كبيرة في هذه الحملة الانتخابية، على غرار تلك التي قدمها ابان ترشيحه الاول قبل اربع سنوات.
على ان بحبوحة رومني الفورية، وتغييرات سانتوروم الجذرية، وغزو غينغرتش للقمر، ستستمر كجزء من الوعود غير الواقعية، والتي تقارب احيانا حد الطرافة، وهو ما يثبت فكرة انه، وبشكل عام، نادرا ما يتحلى المرشحون الرئاسيون، وغيرهم من المرشحين الى مناصب اخرى، بواقعية تذكر.
غريب هو الشعور الذي ينتاب المرشحين إلى المناصب العامة. ويبدو أن كاميرات وأضواء الإعلام وعيون الحشود تساهم في زيادة الحماسة لدى المرشحين، فيتمادون في إطلاق الوعود التي غالبا ما يتضح ان تنفيذها هو من شبه المستحيلات.
ولا يشذ مرشحو الحزب الجمهوري الى الرئاسة الأميركية عن القاعدة، فنرى مت رومني يعد بخلق وظيفة لكل اميركي في المئة اليوم الأولى، في حال وصوله الى البيت الأبيض، وكذلك يتحدث المرشح ريك سانتوروم عن الانقلاب الفوري، الذي سيحدثه انتخابه في اسلوب التعاطي السياسي في واشنطن، كما في اعادة المبادئ المسيحية المحافظة الى صلب الحياة العامة في البلاد.
ووصلت غرابة الوعود الرئاسية، الى الحد الذي وعد فيه المرشح نيوت غينغرتش بإنشاء قاعدة اميركية على القمر، تتحول الى مدينة فيما بعد، ويمكن لسكانها ان يوقعوا عريضة ليطالبوا بانضمامهم الى الولايات المتحدة، فتصبح المدينة القمرية الولاية الواحدة والخمسين في البلاد. كل ذلك، يعتقد غينغرتش، ممكن ان يحدث قبل نهاية ولايته الثانية، اي قبل حلول العام 2020.
وعود المرشحين هذه لا تنحصر في الجمهوريين، بل هي اقرب الى كونها آفة عامة يتوجه بموجبها المرشحون حول العالم الى الناخبين مغدقين عليهم بالوعود على قاعدة “سأقول أي شيء اذا كان ذلك سيدفعكم الى انتخابي”.
والطريف في الموضوع ايضا ان معظم الناخبين، غالبا ما يدب فيهم النسيان، فلا يطالبون المرشحين بتنفيذ وعودهم بعد وصولهم الى المناصب العامة. حتى الرئيس باراك اوباما، الذي احدثت حملته الانتخابية اهتزازا شعبيا لف الكوكب بأكمله، لم يختلف عن المرشحين الجمهوريين او اي مرشحين حول العالم في تقديمه للوعود.
اوباما مثلا وعد بالتوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قبل نهاية ولايته الاولى، اي هذا العام. كما وعد بإغلاق غوانتانامو في الأيام المئة الاولى من حكمه، وسحب الجيش الاميركي من العراق بعد مرور ستة اشهر على توليه الحكم، وخفض العجر السنوي في الميزانية الاميركية الى النصف مع حلول العام الحالي ايضا.
نحن اليوم في العام 2012، ولا تلوح حتى بوادر استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد نجاح رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتيناهو في إلحاق هزيمة سياسية بأوباما، اما معتقل غوانتانامو فبلغ السنة العاشرة على افتتاحه الشهر الماضي، مع بقاء عدد من المعتقلين داخله من دون محاكمة، ولم ينسحب الجيش الأميركي من العراق حتى حلول السنة الثالثة من حكم اوباما، فيما اظهر اعلان موازنة العام 2013 بقاء العجز السنوي على حاله اي في حدود الترليون سنويا.
وإنصافا لأوباما، فهو نجح في اقرار قانون الرعاية الصحية الذي وعد به، ولكن بعد معركة سياسية أدمت حزبه وكلفته الانتخابات النصفية في عام 2010. كما نجح الرئيس الاميركي في فرض عدد من التشريعات التي وعد بها، ان كان في تعديل بعض قوانين الخدمة العسكرية أو الحد من سطوة المصارف.
لكن بشكل عام، يبقى اوباما بعيدا كل البعد عن تحقيق حتى نصف ما وعد به، وهذا الاخلال بالوعود ليس تهمة ضد الرئيس الاميركي، بل هو سمة عامة للمرشحين الى جميع المناصب العامة، وفي كل الدول، وفي مختلف الازمان، اذ ان التجربة وحدها هي التي تصقل المرشح وتقربه من الواقعية، لذا من غير المرجح ان يقدم وعودا كبيرة في هذه الحملة الانتخابية، على غرار تلك التي قدمها ابان ترشيحه الاول قبل اربع سنوات.
على ان بحبوحة رومني الفورية، وتغييرات سانتوروم الجذرية، وغزو غينغرتش للقمر، ستستمر كجزء من الوعود غير الواقعية، والتي تقارب احيانا حد الطرافة، وهو ما يثبت فكرة انه، وبشكل عام، نادرا ما يتحلى المرشحون الرئاسيون، وغيرهم من المرشحين الى مناصب اخرى، بواقعية تذكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق